فتاوي «الإخوان» لن تنقذ ليرة أردوغان

الأربعاء، 15 أغسطس 2018 02:58 م
فتاوي «الإخوان» لن تنقذ ليرة أردوغان
أحمد الجار الله يكتب:

بعد ثورة 30 يونيو في العام 2013 انهمرت فتاوى شيوخ «الاخوان» وبدأت أوركسترا إعلامهم تدق طبول الحرب المالية على مصر، لان الشعب استرد الدولة من مخالب مكتب الاوغاد، وكانت اللازمة الوحيدة لكل اولئك هي أن الانقلاب يعسكر الاقتصاد، واي دولار او يورو يحوله المغتربون سيدعم العسكر، ويسمح لهم بالمزيد من البطش والقمع.

 

يومذاك لم تهدأ انفاسهم عن النفخ في كير التحريض، بدءا من “الجزيرة” ومنظومة القنوات والصحف الدائرة بفلك الجماعة، وليس انتهاء بقطر وتركيا بوصفهما الملاذ الأمن لقادة “الاخوان”، وراحوا يبتدعون الفتاوى بهذا الشأن.

 

هذا التحريم انقلب، بقدرة قادر، حلالا زلالا في فتاوى الجماعة ذاتها، بما فيها من شيوخ وقادة واعلاميين، اثر خلل في الاداء السياسي لحكومة حزب العدالة والتنمية التركية انعكست تداعياته على الوضع الاقتصادي، وبعدما تعارضت رؤى الحكم الاخواني العثماني مع رؤى الولايات المتحدة الأمريكية، وتحولت قضية قس ألبس تهمة التجسس اعلان حرب بين انقرة وواشنطن.

 

منذ ايام يتنافس مفتو التحريض في مصر وتركيا وقطر، وبعض دول الخليج، لابتداع فتاوى واهية بضرورة دعم “الدولة الاسلامية” التركية ماليا عبر تسييل الذهب وتحويل العملات الصعبة الى الليرة.

 

هذا التناقض بالحلال والحرام دأبت عليه الجماعة منذ 80 عاما، حين حاولت تصوير الاسلام كما تشتهي، وليس كما انزله الله سبحانه على رسوله الكريم(صلى الله عليه وسلم)، ولا حتى بما يتفق مع الفطرة الانسانية.

 

ما يفوت هؤلاء ان تركيا في العام 1989 حين فاز تورغوت اوزال بالرئاسة اطلقت عملية اصلاح اقتصادي طويلة الاجل، استندت فيها على شعار “صفر مشكلات مع الجوار” ما دفع بالاقتصاد التركي الى مستويات متقدمة من الانتاج والصناعات، ففتحت اسواق جديدة، وهو ما جعل سعر صرف الليرة مقابل الدولار الاميركي 1.42 في العام 2006، لتصل في خضم الاحداث التي شهدها الاقليم الى نحو 3.11 العام الماضي.

 

اليوم حين يرفع “الاخوان” بمن فيهم بضعة نواب واعلاميين وخارجين على القانون كويتيين هربوا الى انقرة، شعار دعم الليرة “لاجهاض المؤامرة التي تتعرض لها تركيا”، كما يزعمون، يتناسى هؤلاء عمداً الوضع السياسي والاقتصادي في الشرق الاوسط والعالم وتأثيراته السلبية على مجمل دول الاقليم، ومن ضمنها تركيا.

 

بات جليا ان الحكومة التركية جعلت من قضية القس الاميركي قميص عثمان كي تغطي على سلسلة اخفاقات سياسية منيت بها خلال الاشهر الماضية ما ادى الى الانهيار الكبير في سعر صرف الليرة، وكما هي العادة في التضليل صورت الامر على انه القشة التي قصمت ظهر البعير بالعلاقة مع الولايات المتحدة، تماما كما هي حال كل الدول التي تؤثر الاحداث السياسية فيها على القيمة الشرائية للعملة، فهكذا هي الحال مع ايران التي اختارت المكابرة ضد العالم، وكوريا الشمالية، وغيرها وغيرها.

 

لذا، حين تشيح جماعة “الاخوان” نظرها عن هذا الواقع، ويظهر الانفصام في شخصيتها بتلك الحدة، فان ذلك يؤكد ان كل الاجراءات التي اتخذتها الدول العربية، ولا سيما مصر ودول الخليج، باستثناء قطر، ضد الجماعة كانت الخيار الصحيح كي لا تحكم مجموعة معتوهين تلك الدول، وتجعلها مزارع تدار بالوكالة من انقرة أو طهران، ولان لا يصح الا الصحيح، فلن تنطلي فتاوى المدلسين المنافقين على المسلمين.

 

نقلًا عن السياسة الكويتية

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق