عجز عن حلمه فوصلت إليه طفلته.. فتاة تحقق طموحات أبيها في السباقات الرياضية

وقف الرجل الثلاثيني أمام سوق الأدوات الرياضية، والتفت إلى الدراجة المعلقة للبيع بأحد المحال، ورسُمت على وجهه ابتسامة لطيفة، ثم شرد بذهنه إلى ذاكرته، ليسترجع أيام شبابه حينما كان يحرص على أداء رياضة ركوب الدراجات وخوض سباقات عدة، حالمًا بأن يكون واحدًا من الأبطال المعروفين، إلا أن أوقفته مشيئة الله إثر تعرضه لحوادث عدة، جعلت ذويه وزوجته يمنعونه عن أداء تلك اللعبة مجددًا، وبمجرد أن انتبه الرجل من غفلته، دخل إلى المحل التجاري ليشتري تلك الدراجة التي تصل لارتفاع قدمين.

وصل الرجل الهندي إلى بيته بالدراجة، مناديًا على طفلته "هارشيتشا" البالغة من العمر 5 سنوات، ليهديها الدراجة، ويطلب منها الركوب إليها، ثم انحنى برأسه ناحية أذنيها، وهمس لها قائلًا: "أريدك أن تحققي حلمي الضائع".

ربما يحسب البعض أن تلك القصة خيالية، وأنه لا يوجد أب يشجع ابنته على خوض رياضة محببة إليه فضلًا عن حسها على الاستذكار والدراسة، ولكن وفقًا لما ذكره الموقع الهندي "بولد سكاي"، فإن القصة حقيقية وهي خاصة برجل هندي يدعى "راجشيكار جودا"، كان يحلم بأن يصبح متسابقًا مشهورًا، إلا أن الحوادث التي تعرض لها منعته عن ذلك، فحاول أن يبث هذا الحلم لابنته.

ويقول الموقع الهندي، إن "جودا" اشترى لابنته الدراجة عندما كانت في الخامسة من عمرها، ولكن الأم عارضت ذلك وأرسلت الفتاة إلى مدرسة داخلية، ولكن الأب لم يستسلم وحرص على تعليم طفلته القيادة خلال العطلات.

لم تكن تعلم "هارشيتشا"، أن تعاليم والدها ستعود عليها بالمنفعة في حياتها، وأن تلك السباقات ستكون مستقبلها، إلا بعدما خاضت أول مسابقة لها، والتي كانت حدثًا محليًا، ورغم إنها لم تكن بالبراعة الكافية، إلا إنها حققت المركز الثالث.

ذلك الأمر كان دافعًا للفتاة لتحقق حلم أبيها، فخلال بضع سنوات شاركت في مئات المسابقات المحلية الخاصة بالدرجات والسيارات وحصلت على العديد من الجوائز، وفي الـ22 من عمرها حصدت المركز الثالث ببطولة أسيا باسيفيك.

وتقول هارشيتشا، إنها فخورة بتحقيقها أحلام أبيها، مشيرة إلى إنه صاحب الفضل عليها في حبها لتلك اللعبة.