بعد الاعتراف بالأزمة.. خبير سعودي يكشف أهمية المبتعثين والأطباء السعوديين بكندا
الأربعاء، 15 أغسطس 2018 10:00 ص
مع استمرار الأزمة السعودية الكندية إثر تجاوز الحكومة الكندية في حق المملكة العربية السعودية، وتدخلها في شؤونها الداخلية دون وجه حق، تظهر ملامح تأثير القرارات السعودية التي إتخذتها على الداخل الكندي، حيث سحب الأطباء السعوديين وإيقاف برامج التدريب والابتعاث والزمالة إلى كندا.
وفي خطاب تلقاه مكتب رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو من قبل الكلية الملكية الكندية؛ اعترفت بالتأثيرات السلبية التي جاءت نتيجة الخلاف السعودي الكندي، وأن الأمر أصبح مقلقًا على نظام الرعاية الصحية في كندا، وأن سحب المملكة لأطباءها من كندا سيزيد من المشاكل في مجالات عدة، ومن ثم هناك ضرورة لإيجاد الحلول العاجلة، بحسب «سبق» السعودية. أيضًا سحب الطلاب السعوديون من كندا من المؤكد سيتسب في خسائر اقتصادية كبيرة لكندا، فهم طالما مثلوا مصدرًا لمئات الملايين من الدولارات لكندا.
اقرأ أيضًا: حزمة قرارات سعودية جديدة لمواجهة التدخلات الكندية.. الرياض تنتفض ضد التدخل في شؤونها
هذا ووفرت الحكومة السعودية كل السُبل اللازمة لطلابها من المبتعثين وأطباءها لنقلهم وإيجاد البدائل لهم، بشكل يسير.
أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الإمام بالسعودية، الدكتور عبدالله العساف أكد على أن الجهات السعودية المعنية بالتعليم العالي سعت منذ صدور القرار بقطع العلاقات الدبلوماسية مع كندا، وما ترتب عليه من قرارات بشأن الطلاب السعوديين المبتعثين في كندا؛ إلى تحويلهم إلى أمريكا وبريطانيا واستراليا، بالإضافة إلى استيعابهم في الجامعات السعودية التي بادرت بتقديم التسهيلات لاستقبالهم واستكمال دراستهم، وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «سوق التعليم في كندا من أكبر الأسواق في الاستثمار، والسعودية من أكثر الجهات تعاملًا معه (13000 ألف طالب) وليس هذا فقط؛ بل للقطاع الصحي لدى كندا سجل متميز وطويل من العلاقات مع القطاع الطبي في المملكة العربية السعودية، يعود لعام 1978، حيث حصل حوالي 4500 طبيب سعودي على شهادة الكلية الملكية الكندية للأطباء والجراحين، ومن ثم سيكون من المخجل المخاطرة بهذا السجل التاريخي الطويل من التعاون».
وأضاف أنه «لاشك أن خسارة كندا لدراسة آلاف المبتعثين السعودين لم يشكل خسارة مادية لكندا؛ بل خسارة ثقافية وللدبلوماسية الناعمة؛ فقد كان بناء علاقات ودّية مع المبتعثين الذين ينظر إليهم أنهم سفراء للبلد، حيث مدة الدراسة التي تتسبب في تكوين علاقات وصداقات مع البلد وأهلة».
وقال «العساف»: «كندا بمثل ذلك القرار خسرت زوار مستقبليون، فمن الطبيعي أن هؤلاء ممن ارتبطوا بمكان دراستهم، يفضلونه مستقبلًا وبعد تخرجهم لقضاء أجازاتهم السنوية».
وتابع بأن «هذه الأزمة أثبتت قدرة الأجهزة الحكومية السعودية على التعامل مع كل طارئ بكفاءة تامة، ولم تؤثر على مسيرة الطلاب العلمية والعملية».
كان رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو صرحّ الأربعاء الماضي، بأنه سيواصل الضغط على الدول في مجال حقوق الإنسان حتى بعد ما حدث من أزمة مع السعودية. كما بدت تصريحاته مؤيدة لتغريدة وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند والتي تسببت في إنفجار الأزمة، حيث تدخلها في شؤون السعودية الداخية. فيما انتقد الموقف الكندي عدد من المسؤولين الكنديين السابقين، مؤكدين على أن الخطأ الكبير الذي وقعت فيه كندا ما سيعرضها لأزمات يصعب اجتيازها في حال استمرار الأزمة على النحو ذاته.