براءة أحمد عز.. رسالة للمستثمرين بأن مصر وطن القانون

ربما لن يعجبك المقال وربما تتعاطف مع الفكرة لكن الواقع الذي واجهته الدولة منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ وحتى اليوم هو ضمانات لحماية المستثمرين الجادين الذين يضعون الملايين والمليارات في مشروعات ويقومون بتشغيل ملايين العاملين في القطاع والذين تجاوز عددهم ال٣٧ مليون شخص ليتفوق بذلك هذا القطاع علي القدرة التشغيلية للبشر لمنشات الحكومة الذي يستوعب الان ٧ مليون موظف وعامل في مختلف التخصصات والمستويات.

 

"رُفعت الأقلام وجفت الصحف" كلمات اقتبستها من حديث شريف عن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، لتوضيح أن أقلام الملائكة الذين يكتبون بأمر الله ما يحدث للبشر في الألواح المحفوظة، وكيف جفت هذه الصحف بعد أن توقفت الملائكة عن الكتابة، فلا يستطيع بعد ذلك أن يغير ما أملاه الله علي ملائكته فوق سبع سماوات، وهو حديث يتناول مكائد البشر بالبشر ويُعلي من قيمة القدر في وجه المؤامرات أو الابتلاءات التي يتعرض لها الإنسان.

 

ربما جميعنا نقع في اختبارات يومية في حياتنا لكننا لم نتخيل أن يكون لدي أحدنا مليارات الجنيهات وقرابة ١٠٠ ألف موظف في رقبتنا ولا نستطيع أن نفعل لهم شيء بل أننا لا نستطيع أن ننفع أنفسنا وتحول الحال إلى حال أخر أشد وطأة وأكثر ابتلاء وهو ما يهد الجبال ويجعلها تنهار مفتتة في صحراء حالكة الظلمة لا يوجد من يمد فيها العون سوى بمشيئة من الله، فما بالنا بالبشر الذين هم أضعف من الجبال إلا إن مدهم الله بمدد من عنده ينصرهم بالحق لا بالباطل.

 

من هذه النقطة وبعد معاناة ٧ سنوات تمت تبراءة المهندس أحمد عز، الذي يُعد أقويمن الناحية الاقتصادية ثاني رجل في مجال الحديد والصلب في العالم بعد ماهيندار ميتال البريطاني من أصل انجليزي ليس في مصر بل في العالم، وبالتالي فهو ثروة قوية كبشر بغض النظر عن ثروته والمحفظة المالية التي يديرها لنفسه وللمساهمين في مجموعات شركاته في قطاعي المعادن والسيراميك.

 

التبراءة التي أعلنتها محكمة جنايات القاهرة، بانقضاء الدعوى الجنائية فى قضية اتهامه بغسل الأموال إنما تحسب للقضاء أنه استطاع أن يحل لغز التهم الموجهة لرجل الأعمال، وهو ما يرسل رسالة واضحة المعالم لكل الدنيا، أن مصر دولة تحترم الدستور والقوانين وأنه لا أحد فوق القانون ولا أحد يعيش مُهان في ظل مؤسسات الدولة وقلعة القضاء المصرية التي يشهد لها العالم بالنزاهة والحياد.

 

إن الرسالة الأوضح للعالم أن مصر هى وطن القانون ولن فيها يطمس، ربما لا يعجب ذلك البعض لكنه عدالة السماء التى تنفذها دولة الحضارة والقانون.