البنزين المجاني لا يطفئ النار.. الأتراك يصفعون أردوغان رغم الابتزاز والإغراءات
الأربعاء، 15 أغسطس 2018 04:00 ص
ابتزاز وإغراءات وشعارات وطنية جوفاء، هذه أدوات أردوغان للتحايل على الفشل الاقتصادي ونزيف الليرة، ومحاولة حشد الأتراك لخوض المعركة التي ورّط فيها البلاد، لكنهم على العكس ما زالوا على موقفهم.
يمكن القول إن قطاعا عريضا من الأتراك لم يعد يؤمن بأردوغان وقدرته على الانتصار لتركيا في معركة كان هو سببها، وصاحب القرار المباشر في دخولها وتوريط البلاد فيها، وبعد فقدان العملة التركية قرابة 50% من قيمتها أمام الدولار خلال عدّة أيام، يحاول الرئيس التركي الهروب من الأزمة بتصديرها للمواطنين، ورغم كل محاولاته ما زال الأتراك يوجهون رسائل صادمة للسلطان المفلس.
آخر هذه الرسائل هى الضربة الشعبية القاسية التي تلقاها الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان برفض دعواته التي أطلقها من أجل حث المواطنين على تحويل مدخراتهم من دولار إلى الليرة التركية لمواجهة الأزمة الاقتصادية، حيث لم تلق أي صدا في الشارع التركي.
ورغم المحاولات العديدة من حزب "العدالة والتنمية" لإنقاذ اردوغان من أزمته الاقتصادية، وتشجيع المواطنين على تنفيذ دعوته، يخرج المواطنين على العلن ويرفضون تلك المحاولات، مؤكدين إنها لإخداع الشعب لتحقيق مكاسب اقتصادية ضيقة لإخوان تركيا وهو ما ظهر في إعلان رئيس لجنة الشباب بالحزب الإخواني في بلدة "تيريه" التابعة لمدينة "إزمير" غرب تركيا، أفضل جول، والذي قدم مكافأة للمواطنين الذين يحولون مدخراتهم من الدولار الأمريكى إلى الليرة التركية، معلنًا من يحضر إيصالا يثبت تحويل 300 دولار أو أكثر، سيحصل على بنزبن أو غاز بقيمة 30 ليرة مجانًا، فى محاولة منه لتشجيع المواطنين على تحويل مدخراتهم.
وفى محاولة مشابهة لحزب العدالة والتنمية الإخوان وتحديدًا في بلدة جيلانبينار التابعة لمدينة "شانلى أورفا" على الحدود التركية مع سوريا أطلق أعضاء بالحزب الحاكم مبادرات فردية لدعم نداء أردوغان، حيث أعلن صاحب محل تصوير فوتوغرافى بالبلدة أنه سيصور مجانًا من يثبت تحويله للذهب أو الدولار، وأعلن صاحب مخبز أنه سيمنح خبزًا مجانا لمن يلبى نداء رئيس الجمهورية، معلقًا على أصحاب المبادرات لافتات على واجهة محلاتهم لتحفيز المواطنين على بيع الدولار للبنوك، كما أن صاحب محل حلاقة بالبلدة أعلن أنه سيحلق مجانًا لكل من يحول 300 دولار فما فوق إلى الليرة.
ومع توتر العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية بسبب رفض تركيا إطلاق سراح القس الأمرريكى أندرو برونسون المعتقل منذ عامين،والذى أخرجته السلطات التركية من سجنه مؤخرا وضعته قيد الإقامة الجبرية فى منزله بمدينة إزمير غرب تركيا، فقدت الليرة التركية أكثر من 18 % من قيمتها في أكبر خسارة يومية لها منذ 2001، ليجري تداول العملة بأكثر من 7 ليرات للدولار و8 ليرات لليورو حتى أمس.
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان أطلق مبادرة لأنقاذ تركيا من السقوط واصفًا أياه السفينة التي فى حال غرقها سيغرق معها المعارضة وأنصار الحزب الحاكم فى تركيا، ولكن رد رواد مواقع التواصل الاجتماعى على الرئيس التركى : "نحن لسنا معك فى نفس السفينة يا أردوغان" تحت هاشتاح بعنوان "لسنا فى السفينة نفسها".