الشيخوخة تضرب شرايين أوروبا.. هل يكون خلاص القارة العجوز في أيدي المهاجرين؟
الإثنين، 13 أغسطس 2018 04:00 ص
لا تتوقف أوروبا عن إعلان ضيقها من موجات الهجرة المتتابعة، أو البحث عن حلول واتخاذ إجراءات لإيقافها، بينما الأرقام وحقائق الاقتصاد تؤكد أن القارة العجوز ربما لا يكون لها أمل في البقاء إلا عبر المهاجرين!
لا يمكن أن يقوم اقتصاد قوي دون عمالة، ولا يمكن أن تضبط سوق عمل في غياب قوة العمل وغلبة الكبار على الشباب. هذا الوضع هو أخطر ما توجهه القارة الأوروبية حاليا بحسب المؤشرات والأرقام الرسمية، التي تؤكد أن القارة ربما تواجه مشكلة فادحة في سوق العمل خلال السنوات القليلة المقبلة. ما يُعني أن المهاجرين الذين تضيف بهم أوروبا حاليا، ربما يكونون طوق نجاتها في المستقبل.
وباتت الازمة التي تؤرق القارة الأوروبية وتقف حاجزًا أمام نموها وتطورها في الأونة الاخيرة، هي نفص العمالية حيث تلجأ بعض الدول الأوربية لمحاولة التغلب عليها من خلال دراسة النقابات العمالية في تلك الدول كيفية تشغيل المهاجرين الغير شرعيين، حيث بحث أصحاب الفنادق ومحال الطعام في فرنسا في سبل توظيف اللاجئيين لتعويض النقض الشديد في اليد العاملة، كما يعتزم هؤلاء التقدم باقتراحات للحكومة فى الخريف حول هذا الأمر.
يقول رولان إيجى رئيس منظمة "أوميه" الخاصة بالجمعيات النقابية فى قطاع الفنادق وفقًا لقناة فرانس 24 الفرنسية إن قطاع الفنادق يواجه نقصا حادًا فى مجال التوظيف، ولم تعد الشركات تجد عاملين لذا نسعى إلى تيسير اندماج اللاجئين فى مؤسساتنا، موضحًا أن قطاع الفنادق لدية 100 ألف فرصة عمل موفرة، نصفها بعقود عمل لآجال غير محددة والنصف الآخر بعقود موسمية.
الاتحاد العمالى العام في فرنسا أصدر بيان خاص بهذه الأزمة في وقت سابق مؤكدًا أنه أخذ علما بمشاريع إلحاق المهاجرين بالعمل الوظيفي، ويطالب منذ سنوات بنقاش حول فرص تشغيلهم للتعويض عن النقص فى اليد العاملة وحل مشكلة العمالة غير النظامية.
وفي ألمانيا بدأت البلاد تطبق هذا الإمر على أرض الواقع، حيث بدأت الدفعة الأولى بنحو 1.2 مليون شخص وصلوا إلى ألمانيا فى عامى 2015 و2016 من دول منها سوريا والعراق وأفغانستان فى دخول سوق العمل، ووجد نحو 14 بالمئة منهم وظائف بالفعل، وقال أكثر من ثلاثة أرباع أصحاب الأعمال الذين شاركوا فى الدراسة إنهم لم يجدوا صعوبات تذكر فى العمل اليومى مع اللاجئين الذين قاموا بتوظيفهم، كما أظهرت دراسة أجريت العام الماضى، أن الغالبية العظمى من الشركات الألمانية التى وظفت مهاجرين راضية عن عملهم رغم أن أغلب الوظائف كانت لعمالة منخفضة المهارة، حسبما قالت وكالة رويترز للانباء.
كما أكد معهد أبحاث السوق والتوظيف الألمانى أنه لا يوجد فجوة بالغة فى العمالة المتخصصة، بل يتحدث فقط عن نقص فى العمالة فى بعض القطاعات، مثل قطاع تصنيع الآلات والسيارات وتكنولوجيا المعلومات، وعزت الدراسة السويسرية نقص العمالة الذى يهدد الاقتصاد الألمانى إلى تزايد شيخوخة المجتمع.