شمس وياسمين الخيام وشريفة فاضل..كيف يقضى النجوم الغائبون أوقاتهم؟ (2-3)
السبت، 11 أغسطس 2018 11:00 م
فى عز مجدهم وأوج شهرتهم وارتباط الجمهور بهم ابتعدوا ، كالنجوم التى قررت حجب أنوارها ، لسنوات غابوا رغم حضورهم ، انسحب بعضهم بهدوء وترك فراغا كبيرا لم يملأه غيرهم ، يبحث محبوهم عن أخبارهم ويتلهفون لرؤيتهم ويزيدهم البعد حبا وجماهيرية وانتظارا..هكذا هم نجوم الفن الذين حجبوا أنوارهم لأسباب متعددة تنوعت بين المرض والاكتئاب وارتداء الحجاب ، والاعتزال لأسباب أخرى.
فى هذا التقرير نلبى حاجة المحبين لمعرفة أخبار أحبابهم ونجومهم الغائبين ، نكشف أسرار الغياب وكيف يقضى هؤلاء النجوم أوقاتهم ، وهل هناك أمل قريب فى اللقاء ؟
شمس البارودى
لا تخرج من منزلها إلا قليلا ، تنشغل بالصلاة والعبادات ورعاية شئون أسرتها ، تتابع أخبار ابنتها ناريمان، التى تدرس بإنجلترا ومحمود الذى يعمل فى دبى، وتلبى طلبات عمر وعبدالله وقبلهما زوجها الفنان حسن يوسف.
قد لا يصدق الكثيرون أن هذا هو حال الفنانة المعتزلة والنجمة السابقة شمس البارودى منذ أكثر من 30 عاما عندما قررت الابتعاد عن الأضواء واعتزال الفن وارتداء الحجاب.
كانت شمس تستعد لبطولة فيلم جديد عام 1982، واشترت الملابس من فرنسا، وقبل التصوير ذهبت لأداء العمرة، وبمجرد أن وقفت أمام الكعبة انهارت فى البكاء، وظلت تدعو الله بالهداية، وقررت وقتها أن تعتزل الفن وتتفرغ لأسرتها وعبادتها.
تقول: «شعرت أن الجمال والمال والشهرة إلى زوال ولن يبقى معى فى قبرى إلا عملى، فقررت الاعتزال بلا رجعة».
كانت النجمة المشهورة شمس الملوك جميل البارودى فى أواخر العشرينيات، وكانت متزوجة من الفنان حسن يوسف وأنجبت ابنتها ناريمان وابنها محمود، مرت عليها ظروفا صعبة خاصة بعدما توقف زوجها لفترة عن العمل بالفن حتى أفتاه الشيخ الشعراوى بأن الفن حلاله حلال وحرامه حرام، تحملت شمس وهى الابنة المدللة كل الصعوبات التى مرت عليها، ولم تفكر يوما فى التراجع عن قرارها ، رغم ما تعرضت له من إغراءات وهجوم واتهامات.
أعلنت تبرؤها من أعمالها التى وجدتها لا تتفق مع قناعاتها الجديدة، وكان الهجوم عليها يشتد كلما اتخذت أى فنانة قرارا بالاعتزال، حيث وجهت الاتهامات لشمس بأنها تشجع الفنانات على اعتزال الفن، وأنها تلقت أموالا من بعض الجهات.
التزمت الباردوى الصمت، ورفضت كل الإغراءات التى حاولت إعادتها للأضواء، ومازالت هذه العروض مستمرة ، ومنها عروض لأداء أدوار دينية أو تقديم برامج اجتماعية أو حتى الحديث عن حياتها وتجربتها الشخصية مقابل الملايين.
تؤكد أنها لم تكن تحب التمثيل ، وتقول: «لا أتخيل أن أقف أمام الكاميرا، لأننى أخشى فتنة الإعلام الذى يستلزم أن أنشغل بجمال وجهى».
تشير إلى أنه لم يكن للشيخ الشعراوى دور فى قرار اعتزالها وأنها التقته بعد هذا القرار بسنوات ، وتؤكد أنها لم تبادر بدعوة أى فنانة للاعتزال أو ارتداء الحجاب .
وكانت ارتدت النقاب بعد اعتزالها بأربع سنوات وظلت ترتديه لمدة قاربت 20 عاما ، وأفتاها الشيخ الشعراوى بأن النقاب ليس فرضا ، فتركته واكتفت بالحجاب خاصة عندما كانت تنوى السفر لابنتها فى انجلترا وكان هناك تضييق على المنتقبات هناك.
وتعيش شمس البارودى حياة هادئة بعيدا عن الأضواء وتؤكد سعادتها بهذه الحياة التى اختارتها لنفسها.
ياسمين الخيام
كما كانت تقف شامخة على خشبة المسرح فى الحفلات الغنائية لتبدع وتطرب جمهورها بصوتها القوى الجميل وهى تشدو " المصريين أهمة ، محمد رسول الله ، أم النبى " ، وغيرها تقف الأن لتباشر أعمال الخير فى الجمعية التى تحمل اسم أبيها فى أكبر ميدان خلد هذا الاسم بمدينة السادس من اكتوبر " ميدان وجمعية الحصرى "
تدقق ياسمين الخيام فى كل التفاصيل وتعمل بنشاط داخل جمعية الحصرى الخيرية، تنظر إلى صور والدها الشيخ محمود خليل الحصرى التى تطل من كل جوانب مقر الجمعية وتدعو له، وتتمنى أن تكون قد نفذت وصيته، حيث أوصى بتوجيه ثلث ثروته لأعمال الخير.
ورغم اعتزالها الغناء لم تعتزل إفراج الحصرى الشهيرة بياسمين الخيام الحياة العامة وتعتز بأعمالها ولم تحرم الغناء.
وقالت فى تصريحات خاصة لصوت الأمة : «لم أندم على عملى بالغناء فحلاله حلال وحرامه حرام، وكبار العلماء والمشايخ، ومنهم الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، والشيخ الغزالى، أفتونى بأن الغناء كلام، حسنه حسن وقبيحه قبيح، والشيخ عبدالحليم محمود طلب منى أن أتغنى بأشعار شهاب الدين السهروردى أحد علماء الصوفية وحزينة أننى لم أغنها ولم أعمل بوصيته"
توفى الشيخ محمود خليل الحصرى بعدما أوصى بثلث تركته للأعمال الخيرية، فحرصت ابنته على تنفيذ وصيته، والتفرغ لأعمال الخير حتى تتقنها كما أتقنت الغناء.
تفخر بكونها خادمة لله وتقول: «كل مرحلة ولها عطاؤها ومتعتها وليس هناك متعة أكثر من أن تعمل مع الله، وأتمنى أن يقبلنى الله فى خدمته».
شريفة فاضل
لا تمر مناسبة إلا ويكون فيها صوت الفنانة شريفة فاضل حاضرا رغم ابتعادها عن الأضواء منذ سنوات ، يملأ صوتها الشجى الشوارع والبيوت وهى تردد " تم البدر بدرى" فى أواخر شهر رمضان ، وتبكينا وتسعدنا أغنيتها " أم البطل " فى الانتصارات ومع صعود الشهداء الأبرار إلى الجنة ، تملأنا فرحا فى مناسباتنا الجميلة ونحن نستمع إلى أغنيتها " مبروك عليك يامعجبانى ياغالى"، وحققت أعمالها نجاحات كبيرة ، فأصبحت علامات فى تاريخ الطرب، ومنها «فلاح كان فايت بيغنى»، «حارة السقايين»، «وأه من الصبر وأه»، و«أمانة يابكرة»، «وأه يالمكتوب» و«الليل ».
حازت شريفة فاضل لقب سلطانة الطرب لجمال صوتها وأدائها شخصية منيرة المهدية، التى أسندها لها مخرج الروائع حسن الإمام.
تمتلئ حياتها بالمواقف الدرامية، حيث استشهد ابنها البطل الطيار سيد السيد بدير فى حرب الاستنزاف، فأصيبت بصدمة شديدة، ولكنها تغلبت على أحزانها وقدمت لأمهات الأبطال أغنية " أم البطل" ، رغم انها سقطت أكثر من مرة أثناء تسجيل الأغنية من شدة تأثرها وانفجرت شرايين يدها فى إحدى الحفلات فتوقفت لفترة عن الغناء ثم عادت من جديد.
حازت شريفة فاضل شهرة واسعة ونجاحا كبيرا وكان يطلبها الرؤساء والملوك فى الحفلات، فأحيت حفل زفاف هدى عبدالناصر بأغنية «مبروك عليك يامعجبانى»، وكان السادات يطلبها فى كل الحفلات.
أسست كازينو الليل فى الهرم وباعته بعدما أصيب زوجها الثانى اللواء طيار على زكى بالشلل فتفرغت لخدمته، وأنجبت منه ابنها تامر الذى يعيش معها حاليا.
اعتزلت الغناء فى التسعينيات بعدما تجاهلها المسؤولون عن حفلات الإذاعة والتليفزيون، ومنذ سنوات لا تخرج سلطانة الطرب من شقتها بجاردن سيتى ، بسبب حالتها الصحية،وتقضى أغلب وقتها فى حجرتها، مابين النوم والصلاة والنوم وقراءة القرآن.
وقالت شريفة فاضل فى تصريحات خاصة لصوت الأمة : "اللى بيكبر ماحدش بيفتكره ولا بيكلمه ولا يزوره ، بتوع زمان راحت عليهم ، الدنيا تلاهى وماحدش فاضى لحد ، أنا خلاص راحت عليا ومش هاخد زمنى وزمن غيرى ، كفاية إن الناس بتسمعنى لحد دلوقت"