«التحرش الجنسي».. مصيدة التخلص من القيادات التعليمية في الجيزة
الجمعة، 10 أغسطس 2018 03:00 مإبراهيم الديب
«التحرش».. كلمة السر في العديد من حالات الإقصاء، والتخلص من بعض القيادات التعليمية، مجرد اتهام يضع التربوي في مرمى الفضائح، ويعرض سمعته وعائلته للتشويه مايجعلهم في منزلة منحطة بين المحيطين بهم، لاسيما ومايتمتع به المعلم أو مدير المدرسة من مكانة أدبية وأخلاقية ومجتمعية.
مديرية التربية والتعليم بالجيزة، شهدت العديد من حالات الاتهام بالتحرش، بعضها حصل بالفعل، والأخر مجرد بهتان يلقى من طرف للتخلص من أخر لاسيما في ظل حالة الضعف التي تحيط بقيادات العملية التعليمية، وتركهم في منتصف الطريق دون حماية حقيقية تحول دون الاعتداء عليهم، بشتى أنواعه.
«استبعاد عن العمل».. أولى القرارات التي تتخذها المديريات والإدارات التعليمية، حال اتهام أحد قياداتها أو معلميها، بالتحرش سزاء لفظيا، أو جسديا، وقبل التأكد من صحة الاتهام من عدمه، بدعوى حمايته من بطش الأهالي، وحفاظا على حياته، وعلى سير العمل على طبيعته داخل المدرسة أو الإدارة، وتحوي دفاتر حكايات تعليم الجيزة العديد من تلك الروايات على مدار سنوات ماضية، كغيرها من المديريات التعليمية، وعددا منها تم إحالته للنيابة العامة وفصلت أروقة المحاكم فيه.
بعض المتعرضين لتلك «المقصلة»، يخضعون لطلبات ولي الأمر، الذي في بعض الحالات يستغل هذة الفضيحة لوضع شروط وطلبات يتم تطبيقها على الضحية، أبرزها نقل أولاده إلى مدرسة أخرى، أو نقل المدير أو المعلم المتهم من المدرسة الموجود بها أولاده نظير تنازله عن شكواه، مستغلا في ذلك الحالة النفسية السيئة التي يكون عليها المتهم وتخوفه من تعرض بناته وأسرته للفضائح حتى إذا ثبت عدم صحتها.
حكاية تحرش جنسي جديد تضرب أروقة التربية والتعليم بالجيزة، بدأت حينما استقبل المقدم مصطفى كمال رئيس مباحث قسم الجيزة، والد إحدى تلميذات الصف الثالث الابتدائي بمدرسة «المنى الابتدائية»، التابعة لإدارة جنوب الجيزة التعليمية، منهارا يطلب منه تحرير محضرا لمدير المدرسة، يتهمه فيه بالتحرش اللفظي جنسيا بابنته عبر رسائل «واتساب»، وبناء عليه تم تحرير المحضر، وإرسال ولي الأمر إلى وزارة الاتصالات، بخطاب من ينابة قسم الجيزة، لتفريق محتوى الرسائل وإعداد مذكرة بها، لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الواقعة.
توجه الأب إلى إدارة التعليم الابتدائي بالإدارة لعرض المشكلة وإعداد مذكرة بها، ونشبت بينه وبين أحد قيادات التعليم الابتدائي مشادة كلامية، ووصلت الأزمة إلى مسامع مدير عام الإدارة، محمود الفولي، والذي بدأ في مناقشة سبل حل تلك الأزمة.
مصدر مسئول بديوان عام مديرية التربية والتعليم بالجيزة، كشف عن تفاصيل الواقعة، بعد أن تم إحالتها لإدارة الشئون القانونية، واستبعاد مدير المدرسة عن العمل، وتعيين أخر مكانه، وذلك بعد أن أصر ولي الأمر على استبعاده لتنازله عن المحضر، وهو الأمر الذي فسره المصدر بكون ولي الأم يؤدي دورا متعمدا في تشويه مدير المدرسة، بسبب خلافات بينه وبين بعض قيادات العملية التعليمية بالإدارة، واستعانوا به لخلق تلك الفضيحة لمدير المدرسة والتخلص منه -بحسب المصدر.
وأضاف أن مدير المدرسة طوال فترة عملة لم ترد عنه أي شكاوى من هذا النوع، إلا أنه في الأونة الأخيرة نشبت بينه وين عددا من قيادات التعليم بالإدارة خلافات نتج عنها تلك الواقعة، وهو الأمر متسائلا: «كيف لتلميذه في الصف الثالث الابتدائي لم تتجاوز العشرة أعوام أن يجري بينها وبين مدير مدرستها شات جنسي على الإنترنت؟».
ولفت المصدر إلى أنه من المفترض أن يحافظ الأب على حق ابنته إذا كان ما يدعيه صحيحا، إلا أنه وبعد جلسة جمعته اليوم الخميس، باللواء محمد كمال الدالي، محافظ الجيزة، وبعض قيادات التعليم بالإدارة، صرح الأب أنه سيتنازل عن المحضر المحرر ضد مدير المدرسة، مقابل عدم عودته للعمل بها مرة أخرى الأمر الذي يشير إلى وجود شبهة ادعاءات كاذبة من قبله ضد المدير.