تعرف على كواليس حياة فلتاؤوس بعد نجاته من الموت منتحرا

الخميس، 09 أغسطس 2018 09:00 ص
تعرف على كواليس حياة فلتاؤوس بعد نجاته من الموت منتحرا
البابا تواضروس

مازال الراهب "فلتاؤس المقارى"يرقد فى غرفة رعاية مركزة بمستشفى الأنجلو أمريكان، بعد نجاته من محاولة الانتحار حين شرع فى قطع شرايين يديه، وقفز من أعلى عيادة الدير بعدما حاول زملائه إسعافه، كل ذلك يحدث داخل دير لم يتم التوصل فيه إلى قاتل رئيسه الأنبا ابيفانيوس.
 
"فلتاؤس" يبلغ من العمر 35 عامًا، بدأت حالته فى التحسن، ونزع المستشفى أنبوب الأكسجين ويقترب من إمكانيه استجوابه بعد نقله لغرفة عادية لكن اسرته مازالت تحيط غرفته، وهى تكذب رواية الانتحار رغم ثبوتها على لسان الآباء الرهبان الذين اصطحبوه لمستشفى الأنجلو أمريكان قادمين من وادى النطرون.

لماذا يرفض الأقباط تصديق روايات القتل والانتحار بالأديرة؟
الصورة الطوباوية للرهبان، رجال لله المخلصون، الزاهدون الذين تركوا مباهج الحياة إلى فقر اختيارى، تخلى طوعا عن كل شئ من أجل البحث عن الخلاص مع الرب فى تلك الصحارى القفارى التى تمتلئ بأثر شيوخ البرية الأوائل، مؤسسو الرهبنة الذين حملوا على أكتافهم تلك الكنيسة العريقة، فقايضوا مستقبلها بدمائهم.
 
الصورة الذهنية عن هذا المجتمع المغلق الملئ بالأسرار تتكسر فى عيون شعب الكنيسة، وعن ذلك قال مينا ثابت، الباحث فى قضايا الأقليات والدين والصراع بجامعة أبردين باسكتلندا، إن هناك بعد متعلق بالثقافة المسيحية المرتبطة برجال الدين أو بالأخص الرهبان، ففى الموروث الثقافى القبطى هنالك مكانة كبيرة لرجال الدين، باعتبارهم أفراد "ماتوا عن العالم" ووهبوا ذواتهم لخدمة الإيمان والصلاة والتعبد فى الجبال.
 
وأضاف ثابت: "تكونت صورة طوباوية، نقية لا تشوبها شائبة عن جميع مرتدى عباءة الرهبنة، فبالتالى يصعب على الأفراد المسحيين الاعتقاد بأن أحد المنتمين أو القريبين من هؤلاء"الملائكة" قد يقدم على ارتكاب فعل شنيع أو شّر عظيم".
 
وعن البعد الاجتماعى لتلك القضية، أكد الباحث فى قضايا الأقليات والدين والصراع بجامعة أبردين باسكتلندا، على أن هذه الخلفية قد تمثل تحديًا أو حساسية شديدة لدى العديد من المسيحيين فى تقبل سيناريو أن يكون مرتكب جريمة قتل نيافة الحبر الجليل الأنبا إبيفانيوس من الرهبان، أو شخص مسيحى يعمل بالدير مثلًأ، ولكن لابد من تقبل كونها إحتمالية ممكنة الحدوث.
 
وأوضح ثابت، أن هناك صراعًا بات معلومًا للجميع داخل بعض الأديرة والقطاعات، وكان ظاهرًا بشكل جلى فى خطاب القائمقام الأنبا باخوميوس فى حفل تجليس البابا تواضروس الثانى حينما قال: "الكنيسة مفهاش صراع"، واتخذ أشكالا أكثر وضوحا بخروج عدد من البيانات والإعلانات من بعض الأساقفة بشكلٍ منفرد للتعليق على أمور خلافية عقائدية (أزمة تناول المرأة الحائض، مثلًا).
 
واستطرد الباحث فى قضايا الأقليات والدين والصراع بجامعة أبردين باسكتلندا: "كل ذلك يشير إلى أنه هناك مساحة من الصراع على توجهات البطريرك الجديد، وهذا الصراع لا يعنى بأى شكل من الأشكال أن هنالك فريقين يقفا على خطين متقابلين شاهرين المدافع فى وجه بعضهم البعض، ولا يعنى بالضرورة أن هذا الصراع هو صراع عنيف، أو دموي! ولكن أيضًا يمكن من المحتمل أن يغرد "فردًا" خارج حدود هذا الصراع "غير العنيف" ويرتكب خطأ يتسم بالعنف، وهذا لا يعنى بالضرورة تحول فى طبيعة الصراع الكلية أو فى فهمنا للصراع من الأساس. ولكنه بالضرورة هو نقطة هامة فى الصراع ذاته" مستنتجا أن ارتداء الأشخاص لعباءة الدين لا يعنى بالضرورة كونهم معصومين من الخطأ، أو يستحيل عليهم الإتيان بفعل شنيع أو ارتكاب جريمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق