«السقوط في شر الأعمال».. هل يمكن انضمام قطر إلى «الناتو العربي»؟
الأربعاء، 08 أغسطس 2018 03:00 مشيريهان المنيري
تحليلات وأخبار يتم تداولها في الآونة الأخيرة حول مساعي الرئيس الأمريكية بتكوين ما يُسمى بـ«ناتو عربي»، يتضمن دول الخليج ومصر والأردن.
ويهدف هذا الناتو في الأساس إلى التصدي لممارسات النظام الإيراني في المنطقة، ما يفتح التساؤلات حول فكرة انضمام قطر إليه كدولة خليجية، في حين أنها حليف قوي لإيران، وداعم وممول رئيسي للإرهاب وزعزعة أمن واستقرار المنطقة.
رسالة إلى قطر وإيران
في هذا الخصوص يرى الكاتب السعودي، حسن مشهور أن واشنطن عندما أعلنت عن نيتها لوضع البذرة الأولى لهذا الحلف الذي أشارت إلى أنه سيكون أشبه بناتو عربي؛ فهي تهدف بالأساس إلى توجيه رسالة سياسية لنظام طهران حول حتمية التوقف عن التدخل في شؤون دول الجوار الخليجي، وفي ذات الوقت تنبيه النظام القطري إلى وجوب المسارعة لتسوية خلافاته مع دول المقاطعة العربية (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) التي تضررت من تبني نظام قطر سياسات معادية لجيرانها والداعمة للإرهاب، ولاتهدف بالأساس لأمن واستقرار المنطقة العربية عامة وجوارها الخليجي على وجه الخصوص.
وعن فكرة الحلف العربي الغربي بشكل عام، قال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «بدت فكرة تأسيس حلف عربي غربي للبعض غريبة إلى حد ما، ولكن بتأمل الحالة العربية تاريخيًا، سنجد بأنه قد كانت لدينا أحلاف عربية - غربية على الرغم من اختلاف توجهاتها والهدف الذي أنشئت من أجله؛ والتاريخ يذكر لنا أمثلة كثيرة، ومن هنا فليس مستبعدًا أن يتم تشكيل حلف الناتو العربي الذي سيقف بالند للأطماع الإيرانية في شؤون هذه المنطقة الحيوية من العالم».
قطر دون فائدة
من جانبه قال رئيس تحرير «السياسة» الكويتية، احمد الجارالله: «الناتو العربي إن وُجِد ليس بحاجه لقطر»، مضيفًا أن «لا إيران ولا قطر ولا تحالفاتهما عادت مؤثرة، والإرهاب محارب من العالم وزمن التدخل بشؤون الدول انتهي».
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أن «هناك اتفاقات دفاع مشترك بين دول مجلس التعاون وأيضًا اتفاقات دفاع مشترك بين الدول العربية، إذًا يوجد أرضيه لما يسمي بالناتو العربي، ولكن المهم في الأمر أن تُخلص النوايا، ويتم الترتيب جيدًا للأمر، فهذه القوة الجديدة يمكن أن تشكل نوعًا من الدمج لتلك الإتفاقات السابقة في العالم العربي».
فيما ذكر المحلل السياسي السعودي، فهد ديباجي أن المشروع الإيراني والأزمات التي طالت العرب خلال العقد الماضي غيرت الصورة السياسية والعسكرية والاقتصادية بشكل مقلق في المنطقة، ولن يكون هناك حل لمواجهة هذه الأزمات سوى بالانخراط في منظومات وتحالفات جديدة تغير من الصورة النمطية التاريخية التي وصم بها العرب عبر التاريخ، مشيرًا إلى أن الدول التي ستشارك في هذا الحلف ستجد نفسها أمام تحديات للحفاظ على أمنها القومي وإنقاذ العرب للحفاظ على ما تبقى منهم.
درع للحماية
وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «الفراغ الذي تركه عدم وجود تحالفات إقليمية في المنطقة شجع إيران لكي تمارس نفوذها وتتدخل في العمق العربي بسهولة، لهذا لا يجب النظر إليها كونها مدعاة للحرب، ففكرة ناتو عربي إنما تشكل ذراعًا ودرع حماية عسكريًا وسياسيًا يمكنه المساهمة في ترسيخ وضمان الأمن القومي العربي ضد أي تدخلات خارجية قادمة، وأيضًا قد يمثل الحلف العربي قوة تركز على التدريب العسكري والدفاع».
وأضاف أن «هذا المشروع العربي وهذا الحلف من العرب لا يعارضه سوى من تتفق أجنداتهم ومصالحهم مع المشروع الإيراني أو التركي في المنطقة، فتركيا وإيران لا تريدان أن يرجع العرب لمجدهم أو أن يصبحوا قوة، وهناك من الخونة من العرب من يخدم هذين المشروعين مثل الإخوان وقطر وحزب اللات والحوثي وغيرهم».
تميم في ورطة
وتابع «ديباجي» بأن «قطر في موقف حرج مع شريفتها (إيران) وتحاول بشتى الوسائل إفشال مقترح الناتو العربي، وقد غرد عزمي بشارة مستنكرًا، وكذلك قناة الجزيرة، وبقية المرتزقة في قطر أو من الإخوان بنفس فكرة خطاب عزمي بشارة؛ لهذا نجد أن تميم في ورطة حقيقية فهو يمثل أداة للمشروعين الإيراني والتركي، لذا أعتقد أن هذا الحلف سيكون أكبر ورطة لقطر لأن أهداف الحلف معاقبة حليفتهم إيران والتصدي لتدخلاتها في المنطقه، وستكون أيضًا أكبر ضربة لقطر لأنها ستظهر خيانتة نظام الحمدين للعالم إذا لم تنفذ تعليمات الحلف ضد ايران، وبالتالي إن هي دخلت في الناتو العربي؛ فإنها ستدخل مرغمة».