إيران تركع بفعل الحصار الاقتصادي.. هل تصبح طهران خاوية على عروشها؟
الثلاثاء، 07 أغسطس 2018 12:00 م
تعيش الدولة الإيرانية أشد لحظات ضعفها، حتى باتت على شفا الإفلاس، بعدما وصلت عملتها 112 ألف ريال مقابل الدولار الأمريكي. وقد أرجعت تقارير دولية، ما تعيش إيران إلى تسلط النظام الحالي، واستحواذه على مقدرات الشعب، وتوسيع مخططاته الإقليمية. صحيفة اليوم السعودية قالت إن العملة تواصل انهيارها رغم كافة المحاولات اليائسة للحد من انهيار العملة الوطنية، ومحاولة إخفاء تلك الحقيقة عن أنظار الشعب الإيراني امتصاصًا لغضب أبنائه.
وعلى ما يبدو أن إيران بدأت تحاول اتخاذ تدبير جديدة لنجدت عملتها من الهلاك، حيث قال التلفزيون الرسمى، إن إيران أعلنت، خطة لتخفيف قواعد الصرف الأجنبي، في الوقت الذي تسعى فيه طهران لمواجهة آثار هبوط عملتها وتستعد لمواجهة عقوبات أمريكية جديدة. ولكن قد لا تجدي خطتها نفعا، خاصة بعد إعلان 10 شركات كبرى الإنسحاب من طهران رغم الأرباح الخيالية التي تحققها تلك الشركات، بسبب العقوبات الأمريكية على إيران.
فعقب قرارا الولايات المتحدة بفرض العقوبات الاقتصادية على طهران، إثر انسحابها من الاتفاق النووي، حتى سارعت بعض الشركات الأجنبية الكبرى إلى الإعلان عن استجابتها للقرار الأميركي بعدم التعامل اقتصاديا مع طهران. ورغم أن هذه الشركات تحقق عوائد وأرباح بعشرات ملايين الدولارات، فإنها قررت التوقف عن ممارسة الأعمال التجارية مع ظهران، حتى لا تكون عرضة للعقوبات الأميركية، وكي لا تخسر أعمالها في الولايات المتحدة، التي تفوق عوائدها بكثير مما يمكن أن تجنيه من إيران.
كانت شركة النفط الفرنسية العملاقة «توتال»، قالت إنها ستنسحب من صفقة بقيمة مليار دولار كانت قد توصلت إليها مع إيران بالاشتراك مع شركة النفط الصينية إذا لم تحصل على إعفاء أميركي. الأمر ذاته ينطبق على شركة صناعة السيارات الفرنسية «بيجو» التي قالت إنها هي الأخرى ستنسحب ما لم تحصل على إعفاء أميركي، رغم أن مبيعاتها من السيارات في إيران بلغت نحو 44 ألف سيارة، وكانت قد توصلت لاتفاق مع شركة صناعة السيارات الإيرانية «خوردو» لإنتاج سيارات ستروين في إيران.
الشركات الأميركية «هونيويل، ودوفر دوف، وجنرال إلكتريك، وبوينغ»، قررت إلغاء اتفاقياتها مع طهران رغم الأرباح الطائلة المتوقعة لها، ومن بينها عقد لبيع طائرات ركاب مدنية لشركات طيران إيرانية بقيمة 20 مليار دولار. وقرر عملاق الشحن البحري العالمي، شركة "ميرسك"، الالتزام بالعقوبات الاقتصادية، وأعلنت أنها لن تقوم بنقل أي شحنات نفط إيراني أخرى.
ورغم أن «لوك أويل» شركة روسية، إلا أنها قررت عدم الدخول بأي شركة من أي نوع للقيام بأعمال تطوير حقول النفط الإيرانية، وهو ما ينطبق أيضا على الشركة الهندية «ريلاينس»، التي تمتلك أكبر مجمع لتكرير النفط في العالم، التي أعلنت أنها لن تقبل واردات النفط الخام من إيران وتوقفها عن استيراده في أكتوبر أو نوفمبر المقبلين.
وانضمت «سيمنز»، وهي شركة متنوعة الاختصاصات- صحة، صناعة، طاقة، اتصالات متنقلة- إلى موكب المقاطعة، وقالت إنها لن تقبل أي طلبيات جديدة من إيران، وستعمل على تقليل مصالحها التجارية هناك.
كانت التقارير الصحفية التي نشرت مؤخرا عن الأزمة الإيرانية، تحدثت عن أزمة إيران، وأنها تتجه إلى الهاوية، وقالت إحدى الصحف في تقرير لها بعنوان: «انهيار تاريخي للعملة الإيرانية»، إن سبب التدهور الإيرانية يعود لأزمات اقتصادية خانقة تعمد النظام الدخول فى نفقها المظلم، وهو ما أدى إلى انتفاضة شعبية، ما زالت مستمرة.
بحسب قول الصحيفة: «أرض إيران ما زالت تغلى تحت أقدام حكامها وتنتظر لحظة الخلاص من جبروت الملالى وطغيانهم وتسلطهم وتحكمهم فى إرادة الشعب الإيرانى وحريته ومحاولة تهميش مظاهرات أبنائه المطالبين بحقوقهم المشروعة».
الأزمة مستمرة، وما زالت لها تبعات على الداخل الإيراني، أعلن رئيس مجلس الشورى الإيرانى على لاريجانى، عن مثول الرئيس حسن روحانى أمام البرلمان خلال شهر للرد على تساؤلات النواب حول الأوضاع الاقتصادية فى البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «فارس» عن لاريجاني إن النواب طلبوا طرح تساؤلات على روحاني، وتمت إحالتها إلى اللجنة الاقتصادية التى قامت بدراسة الموضوع بحضور مندوبى رئيس الجمهورية، وأضاف: « أصر 80 من النواب على طلبهم بطرح تساؤلاتهم وهو ما يعادل أكثر من ربع عدد نواب المجلس».
وتتركز التساؤلات الموجهة للروحاني على 5 محاور بسب رئيس الشورى الإيراني، هي: «عدم السيطرة على تهريب السلع والعملة الصعبة واستمرار الحظر المصرفي، عدم قيام الحكومة بإجراءات مناسبة لخفض البطالة، الركود الاقتصادى الشديد خلال الأعوام الأخيرة، الزيادة المتسارعة لأسعار العملات الاجنبية والانخفاض الشديد لسعر العملة الوطنية».
ووفقا للمادة 213 من النظام الداخلى لمجلس الشورى الإيراني يجب على رئيس الجمهورية الحضور أمامه فى غضون شهر للرد على التساؤلات المطروحة. وتجددت الاحتجاجات ضد الغلاء وتردي الأوضاع المعيشية في مدينة أصفهان الإيرانية ومدن أخرى.
وفي بيان للمعارضة الإيرانية بالخارج، أكد استمرار الاحتجاجات والمواجهات في عدد من المدن الإيرانية، حيث شهدت مدينة كرج جنوب غربي طهران العاصمة، مواجهات مع قوات الباسيج - مكافحة الشغب - أسفرت عن إضرام النيران في عدد من المباني والدراجات النارية للقوات.