سيدة «الجبنة القريش»: قصة كفاح هدفها الحياة (صور)
الأحد، 05 أغسطس 2018 02:00 ص
تفترش السيدة الثلاثينية «رشا رمضان» الأرض وأمامها «أروانة» من الألومونيوم تحتضن عدة لفافات من الأقمشة المنتهية بكيس من البلاستيك لإخفاء الجبن الفلاحي عن أتربة الشارع، ذلك الشارع الذي كان شهدا على كفاحها لمدة 17 عاما.
تقابلك بابتسامة واسعة تنم عن الرضا.. يخطف عينك من النظرة الأولى التفاف الصغير قبل الكبير حولها بشارع سوق العصر في منطقة السبتية، لتتساءل عن سر السلعة التي تجذب إليها الجميع، وما قصة تلك السيدة؟
مع الساعات الأولى من صباح كل يوم، تحزم «رشا» أمتعتها وتستعد لكفاحها اليومي الذي استمر نحو 17 عاما، حيث تذهب إلى أحد الأسواق بمدينة القناطر الخيرية، التي تسكن بها مع زوجها وأولادها الخمسة، لتجمع الجبن الفلاحي، قبل أن تعود مجددا إلى منزلها للاعتناء بأولادها.
بيع الجبن الفلاحي مهنة ورثتها «رشا» كما تقول، من والدة زوجها (حماتها) التي تقاعدت عن العمل بعد أن خارت وضعفت قواها، فهي تسافر إلى سوق العصر كل أسبوع مرتين.
تقول رشا: «من 17 سنة وأنا ببيع الجبنة الفلاحي هنا (تقصد السبتية)، فأصحى الساعة 4 الفجر، للمها من السوق، وبعدها أرجع بيتي وأحضر الأكل لأولادي». وتضيف: «تعودت أسافر يومين في الأسبوع وحماتي ورثتني المهنة بعد ما بقت عضمة كبيرة».
رغم المشقة التي تتحملها «رشا» في سبيل الإنفاق على عائلاتها، إلا أن سيدة القناطر الخيرية، ترى أن هذا أفضل كثيرا من أن تمد يدها إلى أحد، خاصة وأن زوجها يعاني من إصابة في ذراعه استلزمت تركيب شرائح ومسامير.
تحكي رشا: «عندي خمسة أولاد أربعة صبيان وبنت وحيدة، وجوزى أرزاقي على باب الله، يعاني من إصابة في ذراعة ومركب شرائح ومسامير به، فأكثر مبلغ يمكن أن يتحصل عليه فى الشهر 700 جنيه، ولأنه غلبان استحملته».
رشا أصبحت وأحدة من أهالي منطقة السبتية
وتضيف: «هو ابن خالي وحتة منى، فلازم أعيش معاه على الحلوة والمرة، والست الشاطرة تمشى بيتها من غير ما حد يحس بيها، يعنى عمري ما أجيب حاجة شكك يعني ناكل طقة ونفوت اتنين ولا أمد إيدي لحد».
ومنذ أسبوعين تقدم أحد الأشخاص لخطبة ابنة سيدة القناطر الخيرية «فرحة»، فوافقت الأسرة على الفور، حيث تعتقد «رشا» أن زواج ابنتها أفضل ضمانة، خاصة بعد أن تركت التعليم، آملة أن يكون حظ ابنتها «فرحة» أفضل كثيرا من حظها.