بعد أزمة مذيعة بورسعيد.. كيف واجه القانون مسألة التشهير بالطفل؟ (القصة الكاملة)
السبت، 04 أغسطس 2018 06:00 م
«سنتخذ الإجراءات القانونية ضد المذيعة»..كانت هذه أولى الكلمات التى نطق بها اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، للإعتذار عن ما اقدمت عليه الإعلامية سلوى حسين، صاحبة فيديو تهريب أطفال للبضائع ببورسعيد، التي أجرت اللقاء مع محفوظ دياب الشاب السوهاجي عليها، والذى أثار غضب وسخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و «تويتر».
«الغضبان» محافظ بورسعيد فى أول تعليق له بعد الأزمة بـ24 ساعة خرج عبر وسائل الاعلام المختلفة ليعتذر للشعب المصرى برمته عما بدر من الإعلامية سلوى حسين، بقوله: «أنا بعتذر إن في خطأ حدث، وبقدم اعتذاري للأطفال»، حيث اعتبر أن أسلوب عرض الأطفال فى ذلك الفيديو غير قانونى وبصفته محافظاَ سيتخذ الإجراءات القانونية حيال المذيعة سلوى حسين، فضلاَ عن أن هناك حملة على المنافذ بغرض منع التهريب، وحماية الأطفال من الاستغلال فى ذلك العمل.
الغضبان يحقق فى الأزمة
المحافظة- وفقا لـ«الغضبان»- أخطرت لجنة التضامن الاجتماعى وحماية الطفل بعد القبض عليهم، لحمايتهم وضرورة إخراجهم من الأزمة، ولم يكتفى –محافظ بورسعيد- بهذه الاجراءات حيث وجه نقداَ لاذعا للمذيعة سلوى حسين قائلا: «للأسف لا يوجد لدينا الكوادر الإعلامية التى تستطيع صياغة مثل هذا الأمر».
والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا خرج اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، فى ذلك التوقيت لاتخاذ الاجراءات القانونية ضد الإعلامية سلوى حسين؟، هل لمخالفة الذيعة الاجراءات القانونية المتبعة أم لمجرد تهدئة الرأى العام الساخط والغاضب من الواقعة، أم كما يرى البعض أن المحافظ يحاول أن يكسب «بنط لنفسه»؟
المذيعة تروى تفاصيل الواقعة
الإجابة على حزمة الاسئلة المطروحة تتمثل فى حالة الشد والجذب التى صنعتها الإعلامية سلوى حسين، حيث خرجت المذيعة سلوى حسين بضربة استباقية من خلال وسائل الاعلام، قبل تصريح المحافظ، لتؤكد أنه قبل واقعة الأطفال فوجئت فور دخولها إلى المنزل مساء الأربعاء، باتصالٍ هاتفى من مكتب اللواء عادل الغضبان – محافظ بورسعيد – يبلغها فيه بضرورة تواجدها فى مبنى المحافظة.
اقرأ أيضا: أول تعليق من محافظ بورسعيد على فيديو "المذيعة وأطفال التهريب": أنا آسف
على الفور، وفقاَ لـ«سلوى»: «توجهت مرة أخرى إلى المحافظة، وتحديدًا مكتب المحافظ، حيث طلب مني أن أجري حوارًا مع الأطفال الذين سيأتون بعد قليل، بحسب ما قيل لي أنذاك، ولم أكن أعرف الموضوع ولا أعرف الأولاد دول إيه، وتم إعطائي عدة فيديوهات للأطفال وهم يهربون البضائع عبر المنافذ الجمركية، فيما تواجد ضابط من أمن الموانئ أثناء التصوير بعد أن أحضر الأطفال معه مُقيدين بـ(الكلبش) رفقة المضبوطات، بعد إن تم إحضارهم في سيارة الترحيلات».
نقابة الاعلاميين تتدخل
تلك التصريحات من الجانبين تؤكد أن هناك تبادل للطرفين لتحمل المسئولية واللوم، إلا أن نقد ولوم اللواء عادل الغضبان – محافظ بورسعيد-كلف المذيعة سلوى حسين، باتخاذ حمدى الكنيسى، رئيس اللجنة التأسيسية لنقابة الإعلامين، إجراءاَ فورياَ بإحالتها للتحقيق اثر سيل من البلاغات المُقدمة ضدها، وذلك فى إطار إجتماع اللجنة الفنية بنقابة الإعلامين لمناقشة الأخطاء الفنية التى ارتكبتها المذيعة سلوى حسين، والتى أثارت غضب الرآى العام.
ضد مكتب العلاقات العامة بمحافظة بورسعيد
إلا أن طرفى واقعة فيديو تهريب أطفال للبضائع ببورسعيد، التي أجرت اللقاء مع محفوظ دياب الشاب السوهاجي عليها، وهما المحافظ اللواء عادل الغضبان – محافظ بورسعيد-كلف المذيعة سلوى حسين، لم تخيلا أن يدخل طرف أخير فى الموضوع ممثلاَ فى مجموعة من أهالى بورسعيد الذين تقدموا ببلاغاَ من خلال أحد المواطنين يدعى هيثم وجيه طويلة، ضد مكتب العلاقات العامة بمحافظة بورسعيد باعتباره جهة رسمية تجاوزت القانون من خلال تصوير الأطفال داخل مكتب المحافظة بالكلابشات والتشهير بهم عن طريق عرض الفيديو عبر الصفحة الرسمية للمحافظة.
عقوبة التشهير بالأطفال
وتعليقاً على فيديو التشهير بالأطفال المقبوض عليهم بتهمة التهريب، يقول ميشيل إبراهيم حليم، الخبير القانونى والمحامى بالنقض، أن المادة 116 مكرر (أ) من قانون الطفل المصرى رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون 126 لسنة 2008 تنص على أنه: «يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن عشرة الأف جنية ولا تجاوز خمسين ألف جنيه كل من استخدم الحاسـب الآلـي أو الانترنـت أو شـبكات المعلومـات أو الرسـوم المتحركة لأعداد أو لحفظ أو لمعالجة أو لعرض أو لطباعة أو لنشر أو لترويج أنشطة أو أعمال إباحية تتعلق بتحريض الأطفال أو استغلالهم في الدعارة والأعمال الإباحية أو التشهير بهم أو بيعهم».
اقرأ أيضا: «اقتصاديات التهريب الجمركي».. دراسة دكتوراة تشهد على رئيس الجمارك «المرتشي» يوم القيامة
ووفقا لـ«ميشيل» فى تصريح لـ«صوت الأمة» تنص المادة 116 مكررا (ب) على أنه: «يعاقب بغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تجاوز خمسين ألف جنيه كل من نشر أو أذاع بأحد أجهزة الإعلام أى معلومات أو بيانات، أو أى رسوم أو صور تتعلق بهوية الطفل حال عرض أمره على الجهات المعنية بالأطفال المعرضين للخطر أو المخالفين للقانون».
وتجدر الإشارة إلى أن الإعلامية سلوى حسين اثارت جدل وسخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعى عقب نشر الصفحة الرسمية لمحافظة بورسعيد فيديو لها تستوجب 6 أطفال وافدين من محافظات مختلفة تم القبض عليهم بتهمة تهريب البضائع ما بين ملابس وغيرها.