بعد الانتهاء من تحرير مدن الجنوب.. السيناريو المستقبلي لعودة اللاجئين السوريين
الخميس، 02 أغسطس 2018 11:00 م
انقضت سبع سنوات من المحنة القاسية. عاد الجيش العربي السوري للإمساك بزمام الأمور في كثير من الأنحاء، ويبدو أن الأوضاع في سبيلها إلى التهدئة، بالشكل الذي يسمح بعودة اللاجئين والمشردين.
مع استتباب الأمر في كثير من مناطق سوريا، يُثار الحديث عن أوضاع السوريين المقيمين خارج بلادهم، أو حتى المشردين في الداخل. ويبدو أن أزمة اللجئين قد تستمر لفترة في ظل اختلاف المواقف حول طرق عودتهم إلى سوريا، وتدخل بعضا الدول لإيجاد حلول تضمن وصولهم إلى مدنهم، خاصة بعد النجاح في تحرير عديد من المدن السورية، لا سيما في الجنوب.
مفوضية الأمم المتحدة تتدخل
المشهد المحيط بموقف اللاجئين السوريين يبدو مركبا، ففي الوقت الذي يسعى كثيرون منهم للعودة، يخاف آخرون من هذه الخطوة في الوقت الحالي، بينما تشكو بعض الدول من تكلفة الأزمة على اقتصادها وأوضاعها المعيشية، خاصة لبنان، التي قدمت طلبا لإجلاء اللاجئين على خلفية عدم قدرتها على استيعابهم، بينما تدخلت مفوضية الأمم المتحدة مطالبة بضرورة جعل عودة اللاجئين طواعية وليست إجبارية.
عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا مؤخرا كشفه رئيس مركز استقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين، التابع لوزارة الدفاع الروسية، بقوله إن أكثر من 200 لاجئ عادوا من لبنان إلى سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية، متابعا: "خلال اليوم الماضي عاد إلى سوريا من أراضي لبنان عبر ممر القصير 201 شخص من بينهم 61 امرأة و102 طفلا".
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، ليزا أبو خالد، أن العدد الحالي للاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية 976 ألفا و65 لاجئا مسجلين لدى المفوضية، مشيرة إلى أن أوضاعهم صعبة جدا، وتتضاعف نسب الفقر بينهم، إذ إن أكثر من 76% منهم يعيشون دون خط الفقر (بأقل من 3.4 دولار في اليوم) وفي الوقت نفسه هناك 52% منهم يعيشون تحت خط الفقر المدقع (بأقل من 2.9 دولار في اليوم) ونسبة كبيرة من اللاجئين يضطرون للاستدانة حتى يستطيعوا تلبية أبرز احتياجاتهم من الإيجارات والمواد الغذائية والطبابة والخدمات الصحية.
غالبية اللاجئين يريدون العودة
المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، لفتت إلى أن الغالبية من اللاجئين السوريين يريدون العودة إلى سوريا، وهناك إرادة للعودة لدى 90% من اللاجئين السوريين على الأقل، وهناك قسما من اللاجئين بدأوا العودة إلى سوريا بطريقة فردية وليس ضمن المجموعات العائدة، وهناك قسم من اللاجئين يعودون ضمن مجموعات أو دفعات يتم تنسيق عودتها من قبل الأمن العام اللبناني، مشيرة إلى أنه لا بد من أن تكون القرارات مبنية على معلومات كافية عن أوضاع المناطق التي سيعود إليها اللاجئون، وأن تكون العودة طوعية.
ونقلت الوكالة الروسية، عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، تأكيده ضرورة القضاء على الإرهابيين في إدلب، بالتزامن مع حل مسألة عودة اللاجئين إلى سوريا، موضحا أن العمل يجري على قدم وساق، وأنه ما زال هناك كثير من المهام لإنجازها، بالتزامن مع القضاء على الإرهابيين الذين ما زالوا في إدلب على وجه الخصوص.