عملية دقيقة قبل 4000 سنة.. تفاصيل أول جراحة في الجمجمة أجراها أطباء العصر الحجري
الجمعة، 03 أغسطس 2018 04:00 م
"لديك مشكلة وتحتاج لجراحة في المخ".. من المؤكد أن أي شخص قد يسمع هذه الجملة من طبيبه المعالج، ربما يفقد عقله ويتجمد من فرط الخوف، لكن المدهش أن هذه العملية المزعجة حتى الآن، جرت قبل 4 آلاف سنة.
لن يصدق المتابعون أن العالم قبل عشرات القرون عرف العمليات الجراحية. ليس هذا فقط، وإنما عرف أيضا جراحات المخ والعمليات الدقيقة في الجمجمة، ما يُعني أن معلوماتنا عن العصور القديمة ربما تكون غير مكتملة، وأن الأمر لم يكن بدائيا تماما كما نتصور.
من المفاجآت المدهشة التي لا يتوقف الباحثون في التاريخ والأنثروبولوجي عن إعلانها، ما كشفه فريق باحثين من جامعة باريس مؤخرا، في ضوء نتائج دراسة حديثة، حول أن الأجداد القٌدامى ربما يكوننون قد توصلوا لتقنيات إجراء العمليات الجراحية قبل آلاف السنين، وفي فترة ما قبل التاريخ، وتطورت معارفهم وقدراتهم الفنية لتشمل العمليات الدقيقة منها في الجمجمة.
بحسب الدراسة التي أجراها باحثان فرنسيان، حسبما نقلت وكالات أنباء اليوم الخميس، فإنهما توصلا إلى إشارات وشواهد قوية على أن الإنسان في العصر الحجري الأوسط عرف جراحات الجمجمة. وجاءت هذه النتيجة في ضوء فحص جمجمة بقرة عاشت قبل ما يقرب من 3400 سنة (العصر الحجري الأوسط) وعُثر عليها في منطقة "شان دوران" بالعاصمة الفرنسية باريس.
بفحص الجمجمة توصل العالمان إلى وجود ثقب صغير في عظام الجبهة اليُمنى، ما يشير إلى خضوع البقرة إلى عملية جراحية، وليس التعرض لإصابة مباشرة بضربة من قرن أحد الحيوانات المفترسة. وأوضح الباحثان الفرنسيان أن الثقب كان بغرض إنقاذ البقرة من نوبة صرع، ما يشير إلى أن هذه العملية كانت معروفة منذ نحو 4 آلاف سنة قبل الميلاد.