5 أسئلة هامة عن حوادث القطارات وأسباب تكرارها.. هكذا نحمي سكك حديد مصر
الثلاثاء، 31 يوليو 2018 11:00 م
بمعدل أكثر من الطبيعي، وبصورة دافعة للنظر والتقييم الجاد، تتكرر حوادث القطارات في مصر على فترات متقاربة، فخلال الأسابيع الأخيرة وقعت 3 حوادث، ما يؤكد حاجة القطاع لنظرة جادة من الحكومة.
تكرار الحوادث ووقوع بعضها على خطوط أو في مناطق بعينها، قد يُشير إلى مشكلة أو قصور في التجهيزات أو الموارد البشرية، وهذا الأمر يتطلب نظرة جادة لتلافي القصور القائم وتحسين مستوى الأداء بما يضمن عدم تكرار الحوادث، أو تجاهل نتائج الدراسات والتوصيات التي تصدرها اللجان والتحقيقات في هيئة السكك الحديدية ووزارة النقل عقب كل حادث.
حوادث القطارات أصبح مسلسل لا ينتهى، ما جعل الكثير يبحث عن الأسباب التي تؤدي إليها بهذا الشكل، ورغم اختلاف الاسباب إلا أن الرابط مشترك في أغلبها واحد، هو الخطأ البشرى، الذي قد يتمثل فى "تحويلة" خطأ من مراقب الحركة أو تجاوز سائق القطار للسرعة وفصل جهاز التحكم الآلى للقطار، أو عدم اتباع السائق لتعليمات التشغيل عند حدوث عطل بالقطار الذى يقوده.
وبعد حادث خروج قطار أسوان عن القضبان الذي شهدته مصر خلال الفترة الأخيرة، تشيرالتحقيقات الأولية إلى عدم وجود أخطاء بشرية وراءه، إلا أن الأكيد أن هناك مشكلات فنية أدت للحادث تنحصر بين عيوب فنية فى القضبان أو فى بواجى عربات القطار، وهو الحادث الذى دفع الدكتور هشام عرفات وزير النقل لإصدار قرار بتكليف المهندس اشرف رسلان للقيام بأعمال رئاسة الهيئة خلفا للمهندس سيد سالم.
ومازالت تشهد دول العالم أجمع حوادث قطارات، ولكن بمعدل قليل جدا، ما يدفع المواطنين إلى طرح أسئلة عدة أبرزها متى ينتهى أو يقل معدل هذه الحوادث؟!.. حيث طالب هؤلاء المسئولين المعنين باتخاذ إجراءات للحد من حوادث القطارات.
وفي الوقت الذي تهدف فيه سكك حديد مصر في تخفيض معدلات وقوع الحوادث والوصول للنسب العالمية، ترى الشركة أنه لم يتحقق الوصول للمعدلات العالمية قبل تحديث إشارات كافة خطوط السكة الحديد، وتوريد بالكامل العربات الـ 1300 التى تشرع الهيئة فى شراءها وكذلك الـ 100 جرار الجديد التى تعاقدت عليها الهيئة مؤخرا والـ 100 جرار الأخرى التى تعتزم الهيئة شراءها، بجانب إعادة تأهيل الجرارات المتعاقد عليها فى 2008 والتى كانت تواجه مشكلة فى صيانتها وتوفير قطع الغيار لها قبل حلها مؤخرا مع الشركة الأمريكية الموردة لها.
ومن المقرر أن يتحقق كل هذا فعليًا قبل 2022 مع انتهاء تنفيذ 4 مشروعات لتحديث إشارات 4 خطوط رئيسية بالسكة الحديد هم خط القاهرة ـ الإسكندرية وخط الصعيد من القاهرة حتى نجع حمادى وخط القاهرة ـ بورسعيد، كما سيتم اسستكمال الاقتراب من المعدلات العالمية للحوادث مع انتهاء إشارات كافة خطوط السكة الحديد.. فلا خفض للحوادث بدون تحديث البنية الأساسية وتحديث اسطول القطارات سواء عربات أو جرارات.
ورغم كل ذلك يمكن ايضًا أن يكون وراء هذه الحوادث أيادي تخريبة تقصد إثارة الفوضى، فنتائج التحقيقات وكواليسها تأكد أنه من الوارد جدا أن هناك أيادى تعبث فى مرفق السكة الحديد سواء من داخلها أو خارجها، حيث أيدت النيابة العامة والمحكمة هذه الرواية صراحة فى حادثى تصادم قطارى خورشيد بالإسكندرية الذى وقع فى أغسطس الماضى أو تصادم قطارى خط المناشى الذى وقع فى فبراير الماضى.
وقالت المحكمة فى حكمها على المتهمين فى حادث خورشيد أنهما تعمدوا ارتكاب أخطاء أدت للحادث وهو نفس ما قالته النيابة العامة فى مرافعتها فى حادث خط المناشى، ورؤية المسئولية الحاليين تؤكد نفس هذه الرواية لكن تخشى الإعلان عنها صراحة كى تحدث ذعرا بين الركاب.
الأمرالأخر الذي يجب علاجه هو إهمال العاملين والمسئولين في السكك الحديدية، فالمتابع لحال مرفق السكة الحديد يتأكد أن هناك إهمال واضح فى المرافق، فتكرر الحوادث تكون ناتجة ايضًا عن الإهمال أو مشكلات فنية فى السكة أو القطارات نفسها ناتجة أيضا عن الإهمال فى صيانتها.
ومن المعوقات أيضًا التي قد تؤدي إلى تحسين الخدمة وتقلل من نسب الحوادث ويتطلب توفيرها، هو التمويل الذي يعوق كثيرًا تنفيذ خطط تطوير مرفق السكة الحديد، والذى كثيرا ما يعطل ويؤجل مشروعات ما يحتاج تدخل مباشر وفعلى من المسئولين بالدولة لسرعة توفير متطلبات تمويل مشروعات تطوير المرفق.