في ذكرى ميلاد «فتوة حارتنا».. فريد شوقي مناضلاً بأمر عبد الناصر

في مثل هذا اليوم من عام 1920، جاء إلى عالمنا فنان شامل قلما تجود الحياة بمثله، فهو ليس فقط ممثلا موهوباً كان نجم الشباك في مصر لسنوات طويلة، بل هو سيناريست ومنتج مصري للعديد من الأفلام، لا يتوقف انتاجه حتى حدود الوطن العربي بل تصل إلى تركيا التي أقام فيها فريد شوقي لعدد من السنوات بعد نكسة 1967.

ولد فريد شوقي في حي السيدة زينب بالقاهرة، وحصل على دبلوم مدرسة الفنون التطبيقية، وبدأ في تمثيل بعض الأدوار الصغيرة على مسارح القاهرة حيث رآه الفنان نجيب الريحاني ودعاه إلى الانضمام إلى فرقته، وفي عام 1946 كان الموعد الأول لظهوره على شاشة السينما، حيث ظهر في فيلم ملاك الرحمة مع العملاقين يوسف وهبي وأمينة رزق، لكن الصعود الكبير له كان في فيلم "قلبي دليلي" حين أدى دور رجل العصابة، وهو الدور الذي لفت الأنظار إليه على الرغم من صغر حجم الدور لينطلق بعدها قطار فريد شوقي.

فريد شوقى فى شبابه

لم يستغرق الأمر من فريد شوقي أكثر من 4 سنوات، حتى يتحول إلى البطل الرئيسي لأفلامه حين أدى دور "عنتر" في فيلم الصقر عام 1950، كما يلفت دوره في "صراع في الواد" الانتباه إلى قدرته القوية على تمثيل الشر، لكنه يخرج من عباءة الشرير سريعا ليتحول إلى عباءة البطل مع افلام "حميدو" عام 1953 و"جعلونى مجرما" عام 1954.

فى هذا الفيلم نجح فريد شوقى أن يتحول إلى شخص حقوقي يكسب المجتمع الكثير من مظاهر الرحمة، فقد كان الفيلم سبباً فى إرساء قانون جديد بالإعفاء من "السابقة الأولى" للمتهم فى صحيفة الحالة الجنائية، وتكرر الأمر مرة أخرى ففى فيلم "كلمة شرف" والذى يغادر فيه فريد شوقى السجن، لظروف زوجته الصحية لمدة 48 ساعة، تتغير لوائح السجون لتسمح بمغادرة السجناء السجن فى ظل الظروف الإنسانية الصعبة مثل وفاة أقارب الدرجة الأولى أو مناسباتهم.

فريد شوقى فى جعلونى مجرما

شارك فريد شوقى فى كتابة  نحو 30 عملا من أعماله، ومن بينهم أعمال لاقت نجاحا كبيرا، مثل الأسطى حسن، وحميدو، وجعلونى مجرما، ورصيف نمرة 5، كما شارك فى كتابة عدد من المسلسلات التى قدمها فى الثمانينات مثل "البخيل وأنا" و "صابر يا عم صابر" و"حكمت المحكمة".

في عام 1956 كان موعدنا مع فريد شوقى المناضل، حين تم تكليف فريد شوقى من قبل الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا فى اجتماع عقد بمنزل الرئيس وبحضور عبد الحكيم عامر وأنور السادات، بتصوير فيلم عن المقاومة المسلحة فى بورسعيد إبان العدوان الثلاثى، وذلك قبل رحيل القوات الإنجليزية عن المدينة، وتولت شركة "العهد الجديد" التى يمتلكها وحش الشاشة انتاج الفيلم، وتم حشد عدد كبير من النجوم فيه، وبدأ تصوير الفيلم فى المدينة رغم وجود قوات الإنجليز، بعد أن استطاع الفريق تهريب أدوات التصوير إلى داخل المدينة من خلال مراكب الصيادين ووضعها فى "مشنات" السمك وتغطيتها لخداع نقاط الرقابة الإنجليزية، حسبما حكى فريد شوقى، وهو الفيلم الذى خرج إلى الوجود مجسدا قصة كفاح المدينة الباسلة.

افيش فيلم بورسعيد

فى أواخر الستينات وبدايات السبعينات، خاض فريد شوقى تجربة السفر إلى تركيا، حيث قدم 15 فيلما تركيا، وفى خلال الثمانينات قدم عددا من المسلسلات الناجحة على التليفزيون المصرى اشترك فى كتابتها، كما قدم عددا كبيرا من المسرحيات.

تزوج الفنان فريد شوقى 5 مرات فى حياته، كان أشهرهم زواجه بالفنانة هدى سلطان والذى استمر لحوالى 15 عاما، ومما يتردد فى السوط الفنى أن هذا الطلاق تم بشكل رئيسى بسبب غيرة الفنانة هدى سلطان من الأدوار التى أداها الفنان فريد شوقى فى تركيا، وفى 27 يوليو من عام 1998 رحل الفنان فريد شوقى عن الحياة بعد إصابته بالتهاب رئوى.

فريد شوقى وهدى سلطان وصورة جمعتهما فى أواخر عمريهما