السيسي والسوشيال ميديا
الإثنين، 30 يوليو 2018 04:49 م
فكرتان تحدث عنهما الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال اليومين الماضيين أثناء فعاليات المؤتمر السادس للشباب، الذي عقدت فعالياته بجامعة القاهرة بحضور عدد كبير من الشباب والقادة والمسؤولين.
في اليوم الأول للمؤتمر أعرب السيسي عن استيائه مما حمله هاشتاج #ارحل_يا_سيسي من أهداف، خاصة أن حديثه عن هذا الهاشتاج المشبوه الذي تم إطلاقه من قبل جماعة الإخوان الإرهابية وداعميها من قطر وتركيا، جاء بعد شرح مُفصل عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي عانت منها مصر، منذ أحداث ثورات الربيع العربي في 2011، والتأكيد على أهمية بناء الإنسان المصري، الذي يُعد أساسًا في إتمام عملية الإصلاح الشاملة، وأن الدولة لا تملك عصى سحرية لإتمام الأمر، في إشارة إلى أن الإصلاح بشكل عام يسير على نهج مُتبع ومُخطط له يحتاج إلى وقت وتحمُل للصعوبات.
وسائل الإعلام الإخوانية ومن يسير على نهجها من أذرع إعلامية عبر السوشيال ميديا ومواقع وصحف قطرية حاولت إخراج تصريحات الرئيس من سياقها، وإطلاق تفسيرات هنا وهناك، لا تبدو صحيحة على الإطلاق؛ فالسيسي يتحدث عن الأمر من وسط الشباب، والذي تعالت صياحته في حينه رافضًا لهذا الهاشتاج وما يحمله من إساءة.
فيما أعاد الرئيس السيسي الحديث عن عالم السوشيال ميديا في اليوم التالي للمؤتمر، وما يدور به، معلقًا على رقصة «كيكي»، التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الماضية، مداعبًا الشباب: «انتم تركبوا العربيات وكيكي وميكي.. يا بشمهندس طارق (وزير البترول) زود البنزين متقلقش»؛ ليؤكد بذلك متابعته لما يجري في العالم الموازي، وأنه قريب من الشباب والرأي العام، وليس كما يحاول أعداء الوطن في الداخل والخارج تصوير الأمر، أو أنه لا يشعر بالمصريين، وشكواهم، إلا أنه أكد أنه لا يهمه سوى المصريين ومستقبلهم، وأن ما حاول الإخوان الترويج له بعد انتهاء فعاليات المؤتمر في اليوم الأول لا يعنيه ولا يعيره أي اهتمام.
يبدو أن الرئيس السيسي نجح في أن يصل صوته إلى الشباب سواء الحاضر منهم في المؤتمر أو من مستخدمي مواقع السوشيال ميديا؛ بمجرد انتشار مقاطع الفيديو الخاصة بحديثه، تداول عدد من المصريين في مساء اليوم الأول من المؤتمر تعليقات، ودشنوا هاشتاج بعنوان #حقك_علينا_يا_سيسي، لتشير جميع المشاركات إلى تأكيد تأييد ما تتخذه الحكومة المصرية من خطوات للإصلاح ونهج السيسي بشكل عام، وعدم الالتفات لما تبثه لجان الإخوان ومؤيديهم من شائعات انكشفت للجميع أهدافها المستمرة في محاولة لهدم الدولة المصرية.
هذا ويمتلك الرئيس السيسي حسابات رسمية عبر موقعي فيسبوك وتويتر منذ عام 2014، ليكون بذلك أول رئيس مصري يندمج في هذا العالم الجديد مثله مثلَ قادة العالم البارزين في هذا العالم على المستويين العربي والدولي؛ فهل يُعدَ حديث السيسي عما يدور في السوشيال ميديا، بداية المزيد من التفاعل والتواصل عبر حساباته على السوشيال ميديا، أم ستظل معتمدة على الأخبار والفعاليات الرسمية؟!، ربما لن يسمح الوقت الحالي في ظل ما تواجهه البلاد من تحديات وتربص من قبل الأعداء عبر السوشيال ميديا، ولكنه أمر ليس ببعيد.