نادي تنمية السيدة زينب سابقا.. هنا مركز الشيشة وتربية الحيوانات في رحاب آل البيت (صور)
الإثنين، 30 يوليو 2018 08:00 مأشرف أمين
في منطقة السيدة زينب، وبالتحديد على أطراف منطقة مساكن زينهم، بناية عريقة مساحتها تكفي لضم شباب الحي الأشهر في قاهرة المعز.. على أحد جدرانها وُضعت قطعة رخام عليها: «في عهد السيد الرئيس محمد حسني مبارك، رئيس الجمهورية.. تفضل الأستاذ الدكتور أحمد فتحي سرور، نائب السيدة زينب ورئيس مجلس الشعب ومؤسس النادي بافتتاح أعمال تطوير نادي السيدة زينب للشباب».
«نادي السيدة زينب للشباب».. المنفذ الرياضي الأبرز لقاطني منطقة السيدة زينب والمناطق المحيطة بها، الذي تحول إلى مرعى للمواشي، ومركز لعشاق «الشيشة»، بدلا من مقر لتأهيل وتطوير الجيل الجديد في منطقة السيدة زينب.
«بنايات محطمة.. واجهات لا ترقى لمستوى الأندية.. ومواشٍ ترعى داخل جدران النادي.. وفي المنتصف صالة اسكواش مُجهّزة.. وملاعب ترتان».. كل هذا وأكثر تجده داخل نادي السيدة زينب للشباب، الذي ضرب الإهمال جدرانه فأسقطها، في ظل غياب الرقابة على متنفس الشباب في منطقة زينهم بالسيدة زينب.
كانت «صوت الأمة» قد أجرت جولة تفقدية داخل نادي السيدة زينب، ورصدت حالة الإهمال والتردي التي وصل لها نادي السيدة زينب، الذي كان يرعاه الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق، وفي إطار جولة «صوت الأمة»، أشار الأهالي إلى أن النادي فقد هويته.
«نادي السيدة زينب تحول إلى أرض جرداء لا زرع فيها ولا ماء.. ضاعت منه الهوية الرياضية، فأصبح الشباب يهربون منه إلى أماكن ترقى لأن تستضيفهم»، بهذه الكلمات بدأ أحد الأهالي حديثه عن النادي، مشيرا إلى أن «نادي السيدة زينب» كان بمثابة منفذ لهم، إلا أنه أصبح «خرابة» يبتعد عنها أبناء المنطقة.
يقول أحد أهالي المنطقة، يُدعى ماجد سعد من ساكني السيدة زينب، إن النادي سرّح مواهبه وباعهم للأندية الأخرى، لافتا إلى أن أهالي المنطقة كانوا قد اعتادوا على الذهاب إلى النادي لمتابعة المباريات، والترفيه عن أنفسهم، إلا أنه بعدما تحوّل إلى مرعى للحيوانات، أصبح مهجورًا لا يلجأ إليه أحد.
ويضيف سعد: «النادي كان يحتوي على صالة اسكواش مُجهّزة على أحدث مستوى، وكافيتيريا للعائلات، وقاعتي أفراح لخدمة أهالي المنطقة، واستوديوهات للتصوير على أحدث مستوى كان يتم تأجيرها لمنتجي الدراما والأعمال الفنية، وكانت تُدرّ دخلا كبيرا للنادي يُصرف منه على بعض الأنشطة»، مؤكدا أن النادي فقد هويته بسبب الإهمال.
ويؤكد ابن منطقة السيدة زينب أن الفساد والإهمال انطلقا منذ تولي سيد يسري الهريسي رئاسة النادي، لافتا إلى أنه لم يرع النادي على الوجه الأمثل، وفي الفترة الأخيرة فوجئ أبناء السيدة زينب بتوقف الأنشطة وتحول النادي إلى ملكية خاصة، إذ أصبح جراج سيارات وملتقى للشيشة والمزاج، متابعا: "الأخطر من ذلك هو التحوّل إلى زريبة لتربية المواشي تحت رعاية سيد يسري الهريسي رئيس مجلس الإدارة الحالي للنادي" بحسب تعبير ماجد سعد.
في السياق ذاته يقول أحمد عبد المنعم، أحد أبناء منطقة السيدة زينب وموظف بالضرائب، إن نادي التنمية الذي أسسه الدكتور فتحي سرور في التسعينيات، عندما تولى رئاسة مجلس الشعب وتمثيل السيدة زينب في البرلمان خلال هذه الفترة، كان ملتقى لكل شباب الأحياء الشعبية بسبب التنظيم الذي قام عليه هذا المبنى من ملاعب مميزة وألعاب ترفيهية وكافيتيريا.
ويلفت «عبد المنعم» إلى أن القصور في دور النادي لم يقتصر على التوقف عن خدمة أبناء وشباب السيدة زينب فقط، لكن مع تسيّد «الشللية والمحسوبية» في إدارة المركز تحول النادي النموذجي زريبة للمواشي، وهُدمت المباني الداخلية والاستوديو الموجود بداخله، متابعا: "كما تم إغلاق قاعة الأفراح وأصبح النادي مرتعًا للمرتزقة و(البلطجية) بل وصل الأمر إلى أن مجلس الإدارة الجديد قام بتسريح وبيع كل فرق الناشئين وإيقاف الأنشطة التي تقام في النادي، وقام بتحويله إلى ملكية خاصة».
من جانبه، يقول أحد أبناء السيدة زينب - رفض ذكر اسمه - إن الشباب وأهالي المنطقة أرسلوا عددا من الشكاوى، لكن لم يتم اتخاذ إجراء رادع مع المسؤولين عن إدارة النادي حتى الآن، مشيرا إلى أن العاملين بالنادي لم يتقاضوا أجورهم منذ نحو 6 أشهر، مضيفا: "النادي يعاني من تجاوز كبير في التعيين والتعامل مع الموظفين، إضافة إلى الانتهاكات الواضحة لحقوق المواطنين في الاستمتاع بالنادي" مطالبا بفتح تحقيق في الأمر، واستيضاح حقيقته، لإثبات ما إذا كان رئيس النادي قد خالف القانون من عدمه، ونجدة النادي من براثن الموت.
من جانبها، حاولت «صوت الأمة» التواصل مع يسري الهريسي، رئيس مجلس إدارة نادي السيدة زينب، للرد على ما ورد من شهادات المواطنين التي جاءت خلال جولة «صوت الأمة» في النادي ومحيطه، إلا أنه لم يرد على مهاتفات صوت الأمة.