اللي حضّر العفريت بيحاول يصرفه.. هل تنجح فرنسا في محاربة اليمين المعادي للإسلام؟
الأحد، 29 يوليو 2018 06:00 م
تفخر فرنسا بأنها البلد الأكثر علمانية وفصلا للدين عن المجتمع في أوروبا، لكن هذا الاتجاه للأسف لم يكن موضوعيا وتنويريا على طول الخط، إذ شهد موجات عداء وعنف موجهة في بعض الأحيان.
لا تحضر الرموز والتفاصيل الدينية في واقع المجتمع الفرنسي، لكنه يظل أكثر تسامحا مع بعضها حال ظهورها، سواء كانت رموزا مسيحية أو يهودية أو هندوسية أو بوذية، في الوقت الذي يمارس فيه عنفا معلنا ومستترا مع الرموز الإسلامية، إلى حد يمكن القول معه إن هناك عداء منظما ضد الإسلام والمسلمين في فرنسا، وهو ما يبدو أن الدولة بدأت تلحظه وتحاول التحرك ضده، بعد سنوات من الصمت عليه، فهل تنجح الدولة الفرنسية التي "حذّرت عفريت اليمين المتطرف" سابقا في صرفه الآن؟.
ولم تسلم فرنسا من التشدد في كافة اشكاله، فبعد قضاءها على خطر المتشددين المتبعين لأفكار الجماعات الإرهابية الذي تأخذ الدين الإسلامي ستار لتحقيق مآربها، بدأت العاصمة الفرنسية باريس فى شن معارك على الجانب الأخر ضد اليمين المتطرف المعادي للإسلام والمسلمين بشكل عام.
ووجه الإدعاء الفرنسى اتهامات رسمية إلى رجلين وامرأة بالانتماء لمجموعة يمينة متطرفة، وذلك بعدما تم إلقاء القبض عليهم من قبل الشرطة الفرنسية فى وقت سابق من هذا الشهر، وذلك في إطار التحقيق بشأن تخطيطهما لمهاجمة معتنقى الديانة الإسلامية فى فرنسا.
وطلبت النيابة من القضاء الفرنسي خضوع هؤلاء الأشخاص للرقابة القضائية، حيث تم توقيفهم لاثنين الماضى، وذلك أثناء مداهمة نفذتها الإدارة العامة للاستخبارات الداخلية، بعدما تم الاشتباه بقيامهم بأدوار تتعلق بالعنف داخل تنظيم يمينى متطرف، فيما أكدت تقارير إعلامية، بأن هؤلاء الأشخاص لم يكونوا الوحيدين الذين تم القبض عليهم، بل قامت الشرطة باعتقال عدد من عناصر التنظيم المتطرف والذى يطلق على نفسه اسم "أيه أف أو" أو "آكسيون دى فورس أوبيراسيونيل"، "حركة القوات الفاعلة".
وألقت الشرطة الفرنسية على عدد من أعضاء هذه الجماعات اليمينية المتشددة، بعد قيامها بالتهديد بتنظيم هجمات ضد المسلمين فى أوقات قادمة من هذا العام، حيث تم توجيه تهم لهم بشأن الانضمام إلى مجموعة إرهابية ومن بينهم الزعيم المحتمل لهذا التنظيم وهو شرطى متقاعد.
وفى يونيو الماضى، ألقت الشرطة القبض على 9 رجال وامرأة فى 4 مناطق فرنسية مختلفة، قبل استهدافهم لتجمعات إسلامية، الأمر الذى دفع المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية إلى توجيه رسالة تحذيرية لوزير الداخلية، يعبر فيها عن خشيته من استهداف المساجد وأماكن الصلاة فى فرنسا، البالغ عددها نحو 2500 موقع، أو الاعتداء على المصالح الإسلامية بشكل عام.