السويشيال ميديا أداة لجمع الثروات.. لماذا حذر الخبراء من أن نجوميته في أواخر أيامها؟
الأحد، 29 يوليو 2018 03:00 م
بعد أن كانت السويشيال ميديا أداة مهمة لتحقيق الشهرة والمال، عبر استغلال كثيرون متابعينهم الذين يتخطون في بعض الصفحات الملايين ليعلنون عن منتج معين أو يروجون لدعوة ما أو لكتاب أو فيلم ليكون ذلك نواة لتحقيق ثروتهم، أصبحت الآن أقل تأثيرًا لاسيما بعدما اقتراب انتهاء العصر الذهبي لها بعد اتخاذ مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ويوتيوب سياسات تخفض حجم المشاهدات التى يحصل عليها النجوم كوسيلة للضغط عليهم لدفع المال للمواقع.
وما أثار مؤخرًا هذا الملف وأكد أن عصر السويشيال ميديا أصبح الاعتماد عليه خطر، هو أحد أكبر نجوم انستجرام جوش استروفسكي والذي أعلن مفاجأة دمرت طموحات الحالمين بالشهرة وهى أن "السوشيال ميديا ليست وظيفة حقيقية وعلى الناس البحث عن عمل يكسبون منه المال حقا".
وأوستروفسكى لديه أكثر من 10 ملايين متابع على انستجرام ويعتبر من أشهر نجوم الموقع، وخرج ليكشف عن مستقبل السويشيال ميديا والمعتمدين عليها كليا، مؤكدًا عبر شبكة cnn قرب انتهاء العصر الذهبي للسويشيال ميديا ونجومها، وقال الجميع: «بعد أن اصبح الجميع يريد أن يكون أنفلونسر ونجم على السويسيال ميديا ابتعد هؤلاء عن سوق العمل الحقيقي.. حيث كان يتصرف هؤلاء من منطلق ان الترويج لمنتج معين يحصل من خلاله على المال هو العمل الحقيقي، ولكن ستصدم هؤلاء بواقع أن عليهم تعلم كيف يبنون شيئا من البداية وهذا أكبر من مجرد وصلة إنترنت».
وسرد أوستروفيكي كيفية دخول في مشروع لعدم الاعتماد على السويشيال ميديا، مؤكدًا أنه أنشأ شركة تدعى "سويش" للمشروبات الكحولية مع عدد من الشركاء في عام 2015 وا علاقة لها بالانترنت وقال "الناس بدأوا يشعرون بالضجر من السوشيال ميديا".
تصريحات أوستروفسكى رغم إنها صادمة بالنسبة لكثيرين، إلا أنها ليست بعيدة عن الواقع فهناك علامات كثيرة مؤخرًا على انخفاض قيمة الانفلونسرز ونجوم السوشيال ميديا، خاصة بعد السياسات الجديدة التي اتبعتها مواقع التواصل الاجتماعى مثل فيسبوك ويوتيوب لتخفيض حجم المشاهدات التى يحصل عليها النجوم.
أوستروفيكي لم يكن الوحيد الذي يكشف حجم تدني استفادة نجوم السويشيال ميديا من المواقع، حيث أكد كاميو لى رئيس شركة تسويق لنجوم السوشيال ميديا أنه رغم عدم كتابة شهادة وفاة النجومية على الانترنت حيث أن كثير من الشركات تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعى ونجومها للتسويق لمنتجاتها، لكن الأمر لم يعتمد على النجوم الكبار كما كان فى الماضى بل على القنوات والنجوم الجدد الذين يملكون متابعين بين 50 ألف و250 ألف لأن هؤلاء عادة ما يكون متابعيهم من نفس النوعية وأكثر إخلاصا وليس مجرد زر إعجاب بل متابعين يهتمون حقا بالمواضيع والمنتجات التى يروج لها النجوم.
أكسل ديبجيلار البلجيكية صاحبة الـ 17 عاما والتي حققت الشهرة بسبب انتشار صورها على انستجرام وهى تشجع فى المدرجات منتخب بلادها فى مونديال 2014 وأطلقت الصحف عليها "المشجعة صاحبة أجمل وجه" الأمر الذي جلبت بسببه 21 مليون متابع على انستجرام مما جعل شركة لوريال فرع بلجيكا تتعاقد معها رسميا لتكون وجه للشركة، إلا أن كل هذا ضاع فى فترة وجيزة بعدما أجبرت الشركة على فسخ التعاقد معها على خلفية انتشار صور لها على انستجرام وفيسبوك وهى فى رحلة صيد فى أفريقيا وهى تمسك بندقية بجانب حيوانات برية مقتولة.
كل هذا يوضح أن المكاسب المالية والثروات الطائلة التي كان يتقاضها نجوم السويشيال ميديا من مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ملايين المتابعة لصفحاتهم، والتي أصبحت العمل الوحيد لهم الذي يعتمدون عليه باتت على المحك، بعد السياسات التي وضعتها مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفع المتخصصون في الأمر إلى التنبية بضرورة البحث عن باب رزقًا آخر لمواجهة انزلاق السويشيال ميديا.