"شريط " عمرو دياب الجديد نزل
السبت، 28 يوليو 2018 01:27 م
كان لوقع الجملة في ثمانيناتنا الجميلة إحساسا خاصا في أنفسنا .. كان " شريطا " ولم يكن أم بي ثري, أو دي في دي أو سي دي ..
كان يعني، ( البهجة والضحكة والغنا اللي بصوت مسموع وحفلات بيانكي والباراديس ومينا )
يعني حبيبك اللي بتفتكره وأنت بتسمع أغاني الشريط الجديد .. واللي راح من عمرك اللي فاكر نفسك بتودعه لحد ما يطلعلك عمرو دياب باللوك بتاعته الجديدة ..
يخليك من جديد, تتأكد إنك لسه المراهق المندفع بتاع زمان, يفكرك بكل لحظة جنان عيشتها وتغمض عينك وتقول :
- هو فعلا عدي العمر ده كله !!..
***
سأفرد لعمري من هذا المقال سطران ربما أكثر قليلا, نعم انا (كنت ) تلك البنوتة المجنونة المندفعة بلا لحظة تقف معها لتتسائل :
- ينفع ده ولا مينفعش؟
طالما قفزت الفكرة لرأسي, سأنفذها وفورا ..ولم ينقذني من إندفاعي الجنوني سوي فضل ربي وأمي التي علمتني أن أري محبته في كل خطواتي ..
***
عمرو دياب هذا المبتسم صوته قبل شكله دائما وأبدا .. منذ أعوام عدة و إلي الآن ..
سيقول لي أحدهم :
-(ما بلاش نتكلم في الماضي )..
سأحدثه أن أيام ( عمرنا ) الجميلة, مازال أحدهم يجددها لنا, هاهو ذا "عموري" وقد بدا في لوك جديد يناسب عصر الفوضي, شعره البرتقالي كما لو انه أوكا وأورتيجا ..اما عن ذقنه التي صبغها, فلا يهم قد أخدع عقلي وأقول له أنها حقيقة لونها ..
كل ما هو مهم الآن ان أظن بنفسي البنوتة المراهقة ..أن أتذكرها ولو طوال عمر كتابة هذا المقال ..
فعمرو دياب ليس قصة مغني مصري نجح في كل ألبوم يغنيه, عمرو دياب قصة نجاح لكل مصري أيا كان مجاله يمكنه أن يحاكيه ..
***
جيل ثمانينتنا الجميلة بالذات, هل يمكن أن يأخذ عموري (الرجل ذو الخمسينات ) بروحه المفعمة بالحيوية وتجديده لذاته المستمر وحياته الصحية قدوة ..ولنصرف عادتنا البالية التي تحدثك أن عمرك له وقت تموت فيه وأنت مازلت حي ترزق .. تحت شعار (عيش سنك ) ..كيف لأحدهم أن يعيش سنه ؟! ..تلك الجملة البالية التي يرددونها مصحوبة دوما بإنكسار في الظهر وإنحناء في الرقبة وهلهلة في الملابس وتجاعيد من فرط الكآبة تآكلت معاها الروح قبل أوانها باوان .. وهل الروح تموت قبل أن يقرر لها ربها ؟!
عمرو دياب منظومة نجاح حقيقية .. تستحق أن تقلد ولكن بإستثناء (فريق عمله وقصته تلك التي يروج البعض لها )
***
لا أعلم هل (أأفور ) إن قلت أني أريد لهذه القصة أن تكون ( فايك ) أي كاذبة كأغلب أخبار هذا الزمان ..أريده أن يظل في صورة الإنسان المخلص الذي لا يظهر كثيرا لعدم حبه للظهور ولا للتهليل الكثير .. عمرو دياب أريدك أن تظل روح في زمن عز فيه الروح .. والروح ليست لها مظهر ولكن لها أفعال وإبتسامة رضا أراها (ربما لا تكون حقيقة ) لكن حتي لو كانت, أنت تجيد وفريق عملك (الحقيقي ) إدعائها ..
ولماذا أظنه كاذبا؟!
لان التلوث بالكذب صار لحياتنا الآن منهجا, هو رمز للصدق إذن حتي لو كان في مخيلتي وفقط ..
***
حبيبي الله, أعدك أني لن أفقد حسن ظني في الناس أبدا, مهما رأيت منهم زيفا.. أعدك أني سأظل حسنة الظن بهم, فقط حذرة فيما سيأتيني منهم ..ولا أظنه -بحسن الظن -يكون إلا كل خير ..
فحسن ظني بالناس يُبقي روحي حية ..
فقط عدني يا إلهي أن يظل قلبي ككقلب تلك الطفلة التي أحبت في عمرو دياب (بهجته وإنطلاقه ) .. تلك التي تدهشها في كل مرة (ألبوماته ) وتحفظها عن ظهر قلب .. هل أقول لك علي سربالتأكيد أنت وحدك تعلمه : ربما رددت بعضها إن ناسبت ذاتك العليا وتذكرت معها حبي لك ..
***
لكن أرجوك أن تجعل عقلي ليس كعقل تلك الطفلة التي كانت في العاشرة من عمرها و التي خدعها في يوم من الأيام ذاك الرجل صاحب المحل في مصر الجديدة المقارب لمنزلنا والذي يبيع شرائط عمرو دياب ..
هذا الذي جعلني أذهب له لمدة أسبوعا كاملا كل يوم في وقت محدد في إنتظار قدوم عمرو دياب ..
هذا الذي خدع عقلي البسيط, وأفهمني أنه يأتيه يوميا ليوقع علي البوسترات بنفسه .. وفي نهاية هذا الأسبوع باع لي بوستر لعمرو دياب ب خمسة جنيهات.. خمسة جنيهات في الثمانينات هل يدرك عقلكم كم باعني هذا الرجل, الهواء ؟
***
أريد بشدة كل هذا الهراء,
أن أجمع بين إنطلاق ودهشة الطفلة المراهقة المجنونة, وعقل وحكمة الناضجة المتزنة..
فإذا ما جنحت الطفلة, حكم العقل إندفاع الجرأة ..
وإذا ما احتضر قلب الطفلة من فرط الحكمة, إنطلقت الدهشة فأطلقت عقال العقل فأيقظته وأطلقت فيه من جديد جنونه ..
***
عمرو دياب من فضلك ..إستمر أريد أن تتدغدغ أسناني ويشيب شعر شعري وأنا أراك في لوك جديدة مختلفة عن السابقة, تحيي فيّ الحياة من جديد وترجعني كما لو كنت تلك المُراهِقة..أريدها حتي لو كانت "فوتو شوب"
..فالخداع في بعض الوقت يكون رائعا, خاصة إن صاحبته إبتسامة وخفقان قلب متذكرا أجمل أيام العمر. تذكرني وكل جيلي أننا لم نصل بعد لعشريناتنا ..وبأننا مازلنا في العشرات الأولي من أعمارنا..هل هناك أجمل من أعمار طفولتنا ومراهقتنا المدهشة ؟