صور ممنوعة لأصحاب القلوب الضعيفة.. محافظة الجيزة لا تعلم شيئا عن كارثة رشاح أبو عوض
الجمعة، 27 يوليو 2018 09:00 مإبراهيم الديب
روائح الموت والمرض تُزكم الأنوف، أفاعي وحشرات وجيف الكلاب الضالة هو المشهد المسيطر على المكان، والمنازل المحيطة تعيش في مواجهة الأفاعي والعقارب، ومحاولات مسئولي الجيزة للتطهير بائت بالفشل.
بمجرد أن تطأ أقدامك منطقة كفر الجبل بالهرم وتقترب من «الرشاح»، تشعر وكأنك اقتحمت مقلب قمامة عمومي، فالمخلفات متراكمة على جوانب الطريق، وفضلات دورات المياه تكسو «ترعة المريوطية»، في الجزء المسمى بـ«رشاح أبوعوض»، والممتد من كفر الجبل، إلى «كفر المنفى»، وهو الذي تحول بالفعل إلى حقيقة أسمه فأصبح منفى إلى الموت لكل من يقترب من حدود الترعة -بحسب ماكانت عليه-، قبل أن تتحول إلى مصرف عمومي.
تحول رشاح «أبوعوض»، إلى مستقنع كامل للوباء، يبتلع العديد من أهالي المكان المحيط به، ولم ينجو المبتعدين عنه من سهام المرض وزحف الحشرات والأفاعي إلى ديارهم، وسط تخاذل من قبل قيادات محافظة الجيزة في إنهاء تلك المعاناة، من خلال تغطية الرشاح، أو على الأقل تطهيرة بشكل دوري ومستمر لتوفير حيا آدمية للمحيطين به، إلا أن الأزمة كغيرها لكثير من مشكلات المحافظة تدور في رحى «التبعية»، فالرشاح يسأل عنه محافظة الجيزة، ووزارة الري.
لسنوات عديدة تقدم أهالي منطقة الرشاح بطلبات لقيادات المحافظة، والري، لتغطيته والتخلص نهائيا من الأزمات المتكررة التي يعيشونها، إلا أن مشكلات التخصيص والميزانية والدراسات وغيرها من أعمال الروتين الحكومي حالت دون تحقيق حلم «الغلابة» من مواطني المحافظة، إلى أن يئسوا وسلموا بالموت على يدي شبح الرشاح.
إجراءات بطيئة عهدت إليها هيئة النظافة والتجميل بالجيزة، ورئاسة حي الهرم، من خلال الدفع بلودرات لسحب كميات القمامة المهولة داخل الرشاح، وانتهت بابتلاعه لـ«اللودر»، وسقوطه داخله، كما ابتلع الرشاح «توك توك» يحمل مجموعة من الأطفال، ورجل في العقد الرابع من عمره عثر عليه الأهالي جثة هامدة تطفو في باطن القمامة أواخر العام الماضي، والأغرب في تلك الواقعة هو سقوط مقطورة نقل كاملة داخل «أبو عوض».
«الاستروكس».. وجد مدمني هذا المخدر مأوى خصب لتعاطيهم على جانبي الرشاح، مستغلين ابتعاد الأهالي عنه، في أوقات متأخرة من الليل؛ وتناول المواد المخدرة، والتي دائما ماتنتهي بمأساة يعيشها الأهالي، من بلطجة وأعمال سرقة بالإكراه، وتحرش بالسيدات.
أحد أهالي المنطقة، يؤكد ضرورة اهتمام أجهزة الجيزة ووزارة الري بتغطية الرشاح لحماية الأطفال من السقوط داخله، أو الموت نتيجة الإصابة بالمرض، أو تطهيره وإنشاء شبكة كاملة للصرف الصحي بدلا منه، والاهتمام بتخصيص مناطق لجمع القمامة والتخلص منها.
وتقدم الأهالي بعدة طلبات لأعضاء مجلس النواب عن دائرتهم، للتدخل وحل تلك الأزمة، سواء من خلال أجهزة الدولة، أو من خلال الاستعانة بأكوام مخلفات البناء الصادرة عن العقارات -المخالفة أو المرخصة- بنطاق الحي، والتي تتراكم بكمية تتعدى مئات الأطنان بشوارع حي الهرم وطريق كرداسة، وتسببت في حالة من الغضب لدى أولياء أمور طلاب مجمع مدارس «الصفا والمروة» بمنطقة الطوابق والذي تحول إلى واحد من أشهر تلك التلال، ونقلها إلى كفر الجبل لاستخدامها في تغطية الرشاح وردمه كأحد الحلول العاجلة لحل الأزمة، مطالبين اللواء محمد كمال الدالي، محافظ الجيزة، بالتدخل لإنهاء تلك المعاناة التي يعيشونها لأعوام طوال دون اهتمام من مسئولي المحافظة.