«شارك ونضف».. كيف تستثمر الدولة طاقات الشباب فى الخدمة العامة خلال الإجازات؟
الجمعة، 27 يوليو 2018 05:00 م
من الأخطاء الفادحة التى ترتكبها الحكومات هو عدم استغلال طاقات الشباب واكتشافها وتشجيعهم على الإبداع والبناء؛ حيث إن استثمار العقول والأفكار وتوجيهها للعمل والإبداع هو الواجب على الدولة، فتلك المواهب التى يتمتع بها الكثير من الشباب باتت مدفونة وحبيسة فى نفوسهم، كما أن تفريغ تلك الطاقات دون تنمية يعتبر هدر لتلك المواهب التى لو لم تستغل وتستثمر بشكل سليم ومدروس فقد يستغلها الغير بشكل يعود على تلك الفئة من المجتمع بالضرر، وإن لم يتم توجيها إلى الإبداع والعمل والبناء والتنمية، فإنها ستتجه حتما إلى الهدم والإفساد.
وفى سبيل استثمار طاقات الشباب وعدم تركها للفناء أو اتجاهها للانحراف أو الخروج عن المألوف، اتجهت الدولة مؤخرا إلى إطلاق المبادرات المجتمعية لاستيعاب تلك الطاقات وتفريغها فيما ينفع الناس ويمكث فى الأرض، خاصة لصالح المجتمع فى مجالات الخدمة العامة، حيث كانت أهم توصيات مجلس النواب فى دور الانعقاد المنتهى مؤخرا، هى ضروة استغلال طاقات الشباب فى الأعمال الإيجابية التى تخدم الصالح العام.
وفى هذا الإطار، كانت الدكتور غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، أكدت أن أداء الخدمة العامة هو استثمار لطاقات الشباب، وأنه يأهلهم لسوق العمل، ويساعد على دمجهم داخل المجتمع، حيث إنه يشكل أحد آليات الاهتمام بالشباب القادر على الابتكار والإبداع وتنشيط العمل فى مختلف المجالات، مشيدة بالدور الذى يبذله الشباب الذين يتم تكريمهم من جانب الدولة فى عدة مجالات، لتنمية مجتمعاتهم المحلية.
وفى سبيل استثمار طاقات الشباب فى العمل العام خاصة الأعمال التى تستهدف تحسين مستوى النظافة بالشوارع العامة والرئيسية، عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، واللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، اجتماعا لبحث مشكلة المخلفات بجميع المحافظات، حيث استعرضت الوزيرة خطتها ضمن المنظومة الجديدة لإدارة مشكلة المخلفات، والتى تسعى لتخطى دورها التقليدى إلى حلول ناجزة تعتمد على الابتكار ومشاركة المجتمع وإشراك القطاع الخاص.
وأكدت وزيرة البيئة، اهتمامها بجذب استثمارات كبيرة فى تدوير المخلفات بشكل يوفر فرص عمل، ومن ثم تحويل مشكلة تراكم القمامة من عبء على الدولة والمجتمع إلى فرص حقيقية تدعم الاقتصاد، وذلك يكون بالتوسع فى إنشاء مصانع تدوير المخلفات، وتحويلها لمنتجات مفيدة، إلى جانب إتاحة الفرص للاستثمار فى إنتاج الطاقة من المخلفات، مشيدة بالتعاون المشترك مع وزارة التنمية المحلية، وبجهود اللواء محمود شعراوى فى دعم المنظومة، وحرصه على تحقيق الإنجازات على أرض الواقع.
وفى ضوء التعاون بمجال تحسين مستوى النظافة العامة بالشوارع العامة والرئيسية، أكد اللواء محمود شعراوى، أن وزارة التنمية المحلية تتكامل مع وزارة البيئة للحد من هذه المشكلة والعمل على إنهائها، مشيرا إلى ضرورة التوسع فى أعمال التشجير بجميع المحافظات، إلى جانب الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل من الوزارتين لمتابعة سير منظومة النظافة، والسعى الجاد والمستمر لتحسين الأوضاع خلال الفترة المقبلة.
وفى سياق استثمار قدرات وطاقات الشباب فى أعمال الخدمة العامة، وتحت شعار "شارعك عنوانك.. حافظ عليه"، أطلق الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، واللواء محمود الشعراوى وزير التنمية المحلية، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، واللواء كمال الدالى محافظ الجيزة، حملة بعنوان "شارك ونضف" من ميدان الترولى بمطنقة إمبابة، بمشاركة نحو ألف شاب وفتاة من طلاب الجامعات وأعضاء مراكز الشباب والاتحاد العام للكشافة.
المبادرة الرسمية والمجتمعية، شملت انطلاق الشباب فى حملات نظافة بشارع الوحدة، وشارع الأقصر، وشارع ترعة السواحل، وشارع بشتيل بمنطقة إمبابة، فى إطار تشجيع وتوعية الشباب بأهمية المشاركة المجتمعية، حيث أكد وزير الشباب أن الوزارة تحرص على تنفيذ المبادرات التى تستهدف خدمة المجتمع بمشاركة شباب مصر، وأنه سيتم إطلاق العديد من المبادرات خلال الفترة المقبلة، كما شارك الشباب فى تنظيف الشوارع المحيطة بميدان الترولى بإمبابة، للتأكيد على أهمية المشاركة المجتمعية للشباب فى الحفاظ على البيئة.
كما أكدت وزيرة البيئة أهمية المشاركة المجتمعية، خاصة دور الشباب فى التوعية بأهمية النظافة، للحفاظ على الصحة والبيئة، موضحة أن الشباب هم أساس حركة الشارع، وأنه بإمكانهم إحداث تغيير حقيقى على أرض الواقع، مشيرة إلى ضرورة استغلال طاقات الشباب خلال الإجازة الصيفية، للمشاركة فى مثل تلك المبادرات البناءة، وأنها ستكون بداية لإطلاق حملات مشابهة بمشاركة شباب الجامعات ومراكز الشباب، لنظافة الشوارع على مستوى الجمهورية.
وحول أهمية دور الشباب فى خدمة المجتمع، ودور الدولة فى استغلال واستثمار تلك الطاقات بشكل إجابى يدفع عجلة التنمية، أكد أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، أن المبادرة التى تم إطلاقها بمشاركة شباب الجامعات تحت عنوان «شارك ونظف»، تهدف بالأساس إلى تغيير السلوكيات الخاطئة بالشارع المصرى، إلى جانب نظافة وتجميل الشوارع والميادين، مشيرا إلى تعميم المبادرة بجميع أنحاء الجمهورية خلال الفترة المقبلة.