إعلام قطر يروج لـ «الخفجي».. وخبير سعودي: قطر تستدعي المظلومية كحليفتها إيران
الخميس، 26 يوليو 2018 11:00 صشيريهان المنيري
استغلال على نطاق واسع لكل ما يمتلكه من أسلحة إعلامية، لتحقيق أهدافه المرجوة وحشد تأييد وتعاطف الرأي العام.
إن النظام القطري لايزال عاكفًا على توجيه إعلامه لخدمة أهدافه على المستويين المحلي والدولي، من خلال بثّ الأخبار والتقارير المغلوطة، أو تزييف التاريخ والوقائع عبر أفلام وثائقية.
لعل من أبرز وأشهر وسائل الإعلام القطرية، هي الجزيرة والتي تُعد الذراع الأهم لتنظيم الحمدين - حكومة قطر – نظرًا لشهرتها محليًا ودوليًا، فيما أن هناك عدد من الصحف والقنوات القطرية ذات التأثير القوي بالداخل القطري، والتي من أشهرها صحيفتي العرب والشرق القطرية، وتلفزيون قطر الرسمي، إضافة إلى قناة الريان الفضائية، والتي بثت مقطع فيديو من أرشيفها لأمير قطر الوالد، حمد بن خليفة آل ثاني وهو يلقي كلمه على جنود القوات القطرية (المحدودة) أثناء الإستعداد لمعركة الخفجي السعودية.
وتداول بعض من القطريين عبر حساباتهم على موقع التدوينات القصيرة، تويتر ذلك المقطع، الأمر الذي يثير التساؤلات حول ماهية نشر مثل هذا المقطع بالذات من ذاكرة القناة القطرية وخاصة أنه أتى ليس بالتزامن مع ذكرى المعركة أو أي مناسبة تذكر. فيما يرى بعض من الخبراء الإعلاميين أن توقيت بثّه ربما يكون مقصودًا حيث أتى تزامنًا مع فعاليات إحياء ذكرى 23 يوليو بمصر، وتهنئة عدد كبير من الخليجيين والعرب قيادة وشعبًا لمصر بهذه المناسبة.
الرجاء إرفاق ايمبيد الفيديو التالي:
زيارة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لوحدات لواء المشاة الآلي القطري المشاركة بمعركة الخفجي عام 1990م#قناة_الريان_القديم#قطر pic.twitter.com/31sgGdNTTW
— قناة الريان الفضائية (@AlrayyanTV) July 22, 2018
وتعليقَا على ذلك الأمر يرى أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام، الدكتور عبدالله العساف أن استعراض مثل هذا الفيديو حول أحداث مضى عليها عقدين من الزمان، ما هو إلا محاولة الترويج والتذكير بأن قطر كان لها دورًا في تحرير الكويت من المعتدي العراقي وأن هناك مشاركة (فعالة) من قبل الجيش القطري المحدود في عملية تطهير الخفجي.
وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»:«تنظيم الحمدين يحاول إعادة قطر إلى الواجهة مرة أخرى، والتذكير أنها كانت حليفًا استراتيجيًا في عملية تحرير الكويت، إلى جانب لفت الانظار إلي مشكلة قطر والقول بأنها لازالت حليفًا محتملًا لدول الخليج، وهي أيضًا رسالة للداخل القطري وتحديدًا لرجال الجيش والأمن بأنكم أنتم تدافعون عن المظلومين وأن بلدكم مظلومة من قبل الدول المقاطعة، على الرغم من أن النظام القطري لا يوضح حقيقة أمر مقاطعهتا بأنها دولة داعمة للإرهاب».
وأضاف الخبير الإعلامي السعودي «المهم بالنسبة لنا في هذا الأمر هو تفسير هذه الرسالة في واقعها حيث تبدودو كرسالة باستدعاء المظلومية والأخذ على هيئة الظالم، وكأن النظام القطري يريد أن يشير إلى أن قواته مستعدة وعلى أهبة الاستعداد ومدربة على أحدث التجهيزات والتشكيلات العسكرية وقادرة على ردع الظالم»، مستنكرًا أن النظام القطري أصبح يسير على النهج الإيراني الذي يدعي دائمًا المظلومية، ويحاول شحنّ همم جنوده وقواته الأمنية بأن اعدادهم تم لقهر الظلم ونصرة المظلومين، قائلًا: «نتيجة طبيعية أن تنظيم الحمدين أصبح يقتات على الأسلوب الإيراني بعد اقترانه بنظام طهران».
الجدير بالذكر أن الكاتب السعودي، محمد الساعد كان قد أوضح في مقال له بجريدة «عكاظ» في فبراير الماضي، أن الدور القطري في معركة الخفجي اقتصر على الدعم اللوجيستي فقط، موضحًا أن الجيش القطري ف ذاك الوقت كان صغيرًا جدًا ولا يتجاوز عمره 19 عامًا، كما أن بعضه من جنسيات عربية وإفريقية، قائلًا: «التاريخ هكذا وليس كما يحاول زعمه إعلام الحمدين!!».
كانت منطقة الخفجي السعودية قد شهدت معركة في 29 يناير من عام 1991، بين القوات السعودية بمساندة قوات التحالف من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والقوات العراقية التي هدفت لتهديد السعودية في إطار حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي.
ويذكر أن الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب أعلنت قطع العلاقات مع قطر دبلوماسيًا وتجاريًا في 5 يونيو من عام 2017، إثر ثبوت دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، رافضة قبول قائمة المطالب العربية التي من شأنها احتواء تلك الورطة القطرية، والتي جاءت أبرزها في قطع العلاقات مع إيران، وطرد القاعدة العكسرية التركية من الدوحة، وإغلاق قناة الجزيرة، إلى جانب ضرورة توقفها عن دعم وتمويل الإرهاب وتسليم الهاربين من دولهم ممن يهددون الأمن القومي للمنطقة.
موضوعات متعلقه: