في مصر فقط.. تعرف على الزراعات التي تتحدث لغة أم الدنيا
الجمعة، 27 يوليو 2018 09:00 صكتب ــ محمد أبو النور
كانت لمصر ولا تزال الريادة والميزة النسبية، في زراعة وإنتاجية عدد من المحاصيل والنباتات، وقد يعود ذلك لكون «المحروسة»، هي مهد الزراعة والحضارة منذ آلاف السنين، وعلى الرغم من أن التقدم والطفرات العلمية والتكنولوجية.
قد قطعت شوطاً كبيراً في تقليل الفجوة الزراعية بين الدول الحديثة «المتقدمة» علميا، والدول صاحبة الحضارة في الزراعة على وجه الخصوص، ثم سبقتها بعد ذلك بمراحل، إلاّ أن مصر ظلت- من خلال جامعاتها ومعاهدها وكلياتها وعلمائها ومراكز بحوثها- تحتفظ بسمعتها وشهرتها العالمية، في إنتاج محاصيل ونباتات، يقدرها العالم ويحرص على استيرادها وتواجدها في أسواقه، وإقبال المستهلكين عليها.
القطن الممتاز
فعلى سبيل المثال وليس الحصر، يتبوأ القطن المصري بدرجاته ورتبه المختلفة مكانة عالمية، من الصعب أن يتزحزح عنها، مهما تراجعت مساحة زراعته أو إنتاجيته أو هما معا، وقد واجه القطن المصري الممتاز وطويل وفائق الطول، مؤامرات ودعاية سيئة في أوقات عديدة، ومحاولات يائسة لغشه وتشويهه.
ومع ذلك خرج منها جميعاً منتصرا، ومازالت أسواقه العالمية والمستهلكين الذين يقدرونه يقبلون على شرائه واقتناء منسوجاته وملابسه، بل ويتفاخرون أنهم يرتدون ملابس من القطن المصري الممتاز وطويل وفائق طول التيلة.
النباتات الطبية والعطرية
من خلال الهندسة الوراثية الزراعية، وزراعة الأنسجة، والتكنولوجيا الحديثة سيطرت العديد من الدول المتقدم على زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية، غير أن الميزة النسبية لمصر في إنتاجية هذه النباتات- سواء التي تعتمد على الإنسان في زراعتها، أو تلك التي تنمو في الصحارى المصرية، طوال العام أو في مواسم معينة- مازالت وستظل، لأنها تنبت في أرض مباركة، بوادي النيل أو سيناء.
وهي الأرض التي وصفها المولى تبارك وتعالي، على لسان سيدنا يوسف عليه السلام بأنها خزائن الأرض. وقال لعزيز مصر منذ آلاف السنين: (أجعلني على خزائن الأرض)، وهذه النباتات كثيرة الأنواع والأسماء إلى درجة تخصيص موسوعات علمية لها، تصف النبات ووقت زراعته وشكله وهيئته وإنتاجيته والأماكن التي يتواجد فيها و كيفية قطفه أو جمعه أو جنيه وتجفيفه وعصره واستخلاص الزيوت.
حكاية الملوخية والحلبة
من الكلمات التي تترد على ألسنة المصريين دائما، عند الحديث عن الأكلات الشهية، ونقلها عنهم العرب والأجانب، أكلة (الملوخية بالأرانب)، وشهرة وسمعة الملوخية تجاوزت حدود مصر إلى العربية والعالمية.
ومع ذلك قامت بسرقتها بعض الدول الأجنبية وتسجيلها على أنها منتجهم العلمي، غير أن ذلك لا يغير من أمر مصريتها شيئا.
علاوة على نبات الحلبة، الذي ثارت بسببها منذ سنوات أزمات اقتصادية في الموانئ والمطارات الأوربية وأنه يتم استيرادها من مصر، ولكن بعد أن هدأت هذه العواصف، أصبحت هذه الدول تدّعى أنها تمتلك حق الحلبة، في الملكية الفكرية كنبات، وهذه من أغرب وأعجب ما نسمعه وما يتردد.