لماذا يشتري رجال الأعمال الأندية الأوروبية؟.. «بيزنس» الرياضة يجذب أصحاب رؤوس الأموال
الأحد، 22 يوليو 2018 02:00 م
شهدت الفترة الأخيرة، انجذاب رجال الأعمال، إلى شراء الأندية الكروية في القارة العجوز- أوروبا- حتى أن بعض رجال الأعمال العرب بدؤوا في التنافس على شراء أسهم في الأندية أو الأندية كاملة.
وخلال السطور التالي، ترصد «صوت الأمة»، أبرز الأسباب التي تدفع رجال الأعمال للتنافس على شراء الأندية الكروية، خاصة في القارة العجوز- أوروبا.
يعد السبب الأول لشراء الأندية، هو الحب، كثيرا منا يردد شعارات عشاق الأندية والألعاب دون وعي، ولكن هل يدفع حب النادي وترديد شعاراته دون وعي إلى شراء كيان كامل؟.. ربما أكبر مثال قادر على الإجابة على هذا السؤال هو جوردان رجل الأعمال ورئيس نادي كريستال بالاس اللندني.
جوردان هو رجل أعمال ثري جمع أمواله من ثورة الهواتف المحمولة حتى بلغت ثروته (75) مليون جنيه إسترليني في عام 2000 قرر شراء نادي كريستال بالاس اللندني، ودفع (10) ملايين جنيه من أجل ذلك وهو بعمر الـ(32)، كأصغر رئيس نادي.
وربما يكون السبب الثاني في شراء الأندية، هو الحصول على الشهرة، أو التحول إلى واجهة عالمية، كما حدث مع الروسي رومان إبراموفيتش، الذي تملك تشيلسي في (2003)، خاصة وأن متابعو الكرة يرون أن اللعبة باتت وسيلة جيوسياسية- بمعنى: تأثير السياسة على الجغرافيا- تدعم أصحابها في الحصول على القوى والنفوذ.
أما السبب الثالث، فهو الأرباح، خاصة وأن رياضة كرة القدم، إحدى الرياضات الأكثر متابعة حول العالم، كما أنها تحصد عقود رعاية بالملايين، نتيجة أنها اللاعبة الأكثر متابعة حول العالم، بالإضافة إلى حقوق النقل التلفزيوني، وعقود الشراكات التجارية، والحضور الجماهيري.
ولعل أبرز تلك الدلائل هي قصة نادي مانشستر يونايتد، والذي قامت عائلة كبيرة من انجلترا عام (2006) بشرائه، وكانت تدرك قيمة العلامة العالمية لمانشستر يونايتد والتي جعلته مصدراً لا ينضب من جلب الأموال، ويدركون كذلك ما يخبئه المستقبل من فرص لمضاعفة هذه الإيرادات، فقاموا بتحميل تكلفة شراء النادي للنادي نفسه! كيف؟ اقترضوا لشراء النادي، وبدؤوا بسداد القرض وفوائده من خلال جزء كبير إيرادات النادي سنوياً، على أمل الوصول للحظة التي يسدد بها كامل القرض حينها سيكون بين يدي ملاك النادي أصل يقدر بمليارات الجنيهات.
وربما يكون السبب الرابع، هو المغامرة، فعالم كرة القدم، أشبه بالمقامرة، قد تتغير حيات مالكه بين لحظة وضحاها، فالفوارق المالية بين أندية الدوري الممتاز والدرجة الأولى في إنجلترا على سبيل المثال كبيرة، وعقود النقل التلفزيوني مستمرة في توسيع الفوارق المركز الأخير في البريميرليج أصبح يضمن تحقيق قرابة 100 مليون جنيه من الجوائز المالية.
أما في الدرجة الأولى (الشامبيون شيب) فإن العوائد أضعف من هذه بكثير، وهو ما يتسبب بضغوط مالية كبيرة على الأندية المنافسة، حيث وصلت نسبة الأجور إلى الإيرادات إلى 90٪ لذا فإن التأهل من الشامبيون شيب للبريميرليج يشكل نقلة مالية هائلة للأندية، لذلك سميت مباراة التأهل الاقصائية بمباراة الـ170 مليون، أو أغلى مباراة في العالم.
لهذا، فإن امتلاك نادي يلعب في الدرجة الأدنى، ومن ثم المساهمة في تأهله للدرجة الأعلى يشكل نقلة نوعية في الأرباح المالية، وهي المغامرة، إلا أن الوجه الآخر لهذه الجمالية قبيح، فالهبوط من الدرجة الممتازة للدرجة الأدنى كفيل بتحطيم الآمال المعقودة على النجاحات الاقتصادية للاستثمار في هذا النادي أو ذاك، وهذه الحالة موجودة في مختلف دوريات أوروبا، فالأندية التي تحاول التأهل لدوري الأبطال ستضمن تحقيق عوائد ضخمة من خلال المشاركة فقط، دون النظر للمرحلة التي ستصل لها، علماً أن الوصول لمراحل أبعد يعني إيرادات أعلى.
وأخير.. ربما يكون السبب الخامس، هو: أسباب خفية تدفع رجال الأعمال في الوقت الحالي بعد الدراسات التسويقية التي أصبحت مهمة لدى أباطرة التسويق الرياضي من خلال قيام الأندية الأوروبية بالتعاقد مع النجوم أهمها الجانب التسويقي، حيث يكون الهدف من ذلك زيادة شعبية النادي المتعاقد مع لاعب من الدوري المصري وتوجيه جيش من الجماهير المصرية لتشجيع النادي الذي يضم في صفوفه أحد نجوم الكرة المصرية، وهو ما يحدث فارق في التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
عند إعلان الأندية الأوروبية تعاقدها مع أحد اللاعبين المصريين تبدأ جيوش مواقع التواصل الاجتماعي في الانقضاض علي الصفحات الخاصة بالنادي الأوروبي عبر مواقع تويتر وفي سبوك وانستجرام وغيرها من مواقع السوشيال ميديا، وهو ما يحقق أرباح تسويقية لتلك الأندية الأوروبية، ناهيك عن أن العدد الكبير من متابعي الكرة المصرية ونجومها المحترفين في ملاعب القارة العجوز ليس بالعدد الهين وهو ما يجعل ضم لاعبين مصريين لصفوفها بمثابة النجاح التسويقي الهائل.
لك أن تتخيل أن الأندية الأوروبية تجيد التسويق وتحقيق الأرباح من مصادر متنوعة وتجيد كيفية تحقيق الربح من استغلال مواقعها الرسمية عبر مواقع السوشيال ميديا عن طريق نشر إعلانات مصورة لمنتجات الشركات الراعية لها للتسويق لهذه المنتجات سواء بطريق مباشر عن تصوير إعلان للترويج لأحد منتجات الشركات الراعية أو استغلال منتجات هذه الشركات خلال ظهور فريقها في أي حدث سواء داخل الملعب أو خارجه ، وهذه الإعلانات يشاهدها الكثير من متابعي صفحات تلك الأندية علي مواقع فيس بوك وتويتر وانستجرام وهو ما يعود بالنفع على خزائن تلك الأندية لأن ذلك تدفع الشركات علي التسابق للتعاقد معها ورفع قيمة العروض المقدمة لرعاية تلك الأندية ، وترفع من قيمتها السوقية في سوق التجارة الرياضية.