250 مليون فدان جاهزة للزراعة.. كم تجني مصر من التقارب السوداني؟
السبت، 21 يوليو 2018 08:00 ص
تمثل لقاءات ومؤتمرات واتفاقيات التكامل الاقتصادى بين مصر والسودان، منذ نصف قرن من الزمان، وخاصة فى المجال الزراعى، ركيزة ورُكناً ركيناً أساسياً لروابط الإخوّة والتاريخ المشترك بين الشعبين الشقيقين، لدعم العلاقات وصولاً إلى الشراكة الاستراتيجية الكاملة،والتى تمخضت عن عدة اجتماعات ،عقدتها اللجنة العليا المصرية السودانية المشتركة ، فى القاهرة والخرطوم على مدار سنوات.
ملايين الأفدنة فى انتظار الزراعة
الزراعات المصرية فى السودان
لا يحتاج تعزيز العلاقات بين مصر والسودان إلى أحاديث مطولة، ولا إلى ضرب الأمثلة وصولاً للإقرار بحتمية هذه العلاقات الاستراتيجية الوطيدة بين البلدين الشقيقين، لأن العلاقات أزلية فعلاً والمصير مُشترك وواحد ، ليس اليوم فقط بل منذ آلاف السنين ، والشقيقتان فى أشد الحاجة الآن إلى تعزيز هذه العلاقات لما فيه مصلحة الشعبين المصري والسوداني ، وتوسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية،
فعلى صعيد الإمكانات والموارد التي يمتلكها السوادن، فهو يعتبر من أكبر الأقطار العربية والإفريقية مساحة ، وهوما يوفر مساحات من الأراضى الشاسعة الصالحة للزراعة ، والتى تتراوح بين 200 إلي 250 مليون فداناً، وهي المساحة التي تساوي مليون كيلو متراً مربعاً أي ما يوازي مساحة مصر كلها تقريبا،وتُقدر جملة الأراضي المستغلة منها حوالي 40 مليون فدان فقط ، وهو ما يساوى 20% من جملة المساحة الصالحة للإنتاج الزراعي، وهذه الأراضي صالحة لزراعة القطن بأنواعه، والأرز والفول السوداني والقمح وقصب السكر والخضر والبقوليات والتوابل والفاكهة بأنواعها، إضافة إلى موارده المائية الوفيرة والمنتشرة والمتنوعة في أنحاء مختلفة من أراضيه ، والتى تقدر بـ1000 مليار متر مكعب من مياه الأمطار، و60 مليار متر مكعب من الأنهار.
الأرز والبرسيم وقصب السكر
ومن حُسن الطالع أنه فى الوقت الذى اتخذت فيه وزارة الرى فى مصر ،عدة قرارات وإجراءات للحد من مساحات المحاصيل التى تستهلك نسبة كبيرة من المياه،تأتى السياسة المصرية والسودانية ،متمثلة فى قادة الدولتين الشقيقتين لاستمرار ومواصلة الجهود لما فيه صالح البلدين،من خلال أمكانية زراعة المحاصيل المطلوب خفض مساحات زراعتها فى مصر،لتُزرع فى السودان حسب الاتفاقيات المُبرمة بين البلدين منذ سنوات ،مثل الأرز وقصب السكر والبرسيم،نظراً للغنى المائى للسودان،على أن ذلك سيوفر فرص العمل للأشقاء فى السودان ويؤدى لتنشيط طرق ووسائل التجارة البينية عن طريق النيل والسكك الحديدية والطيران،وبدلاً من استيراد الأرز من الولايات المتحدة الأمريكية والصين ودول جنوب شرق آسيا ،يمكن أن يأتى الأرز من السودان ،كما يتم زراعة عدد من الحاصلات الزراعية الأخر.
تحول نوعى فى مستوى التعاون
التكامل الزراعى مع السودان
ويمكن أن تظهر أهمية إحداث تحول نوعي في مستوي التعاون المصري السوداني ،علي المستوي الزراعى الاقتصادي بالنظر للإمكانات السودانية في ضوء الاحتياجات المصرية ، حيث تحتاج مصر لسد الفجوة الغذائية فى القمح والأرز والسكر ، والناتجة عن أسباب عدة ، منها الزيادة المستمرة في السكان ومحدودية الموارد المائية وما يرتبط بهما ، من انخفاض نسبة الاكتفاء الذاتي إلي حوالي 40% من جملة الاستهلاك للمحاصيل الاستراتيجية الرئيسية، وهو ما يجعل مصر تحتاج مبدئيا لمساحة 10 ملايين فدان إضافية ، وفقًا لأقل التقديرات والبحوث والبيانات،وهو أمر لو تم فسوف يخدم البلدين وشعبيهما ،بتوفير الغذاء وسد الفجوات وعدم الاستيراد من الخارج ،وإحياء الأرض الموات وخلق فرص العمل للأشقاء،علاوة على استصلاح وزراعة وتعمير مساحات شاسعة من الرأراضى،وفى نفس الوقت زيادة حجم التبادل التجارى بين الدولتين الشقيقتين،لما فيه المصلحة العامة والعليا للشعبين.
حجم التبادل التجارى
زراعات فى السودان
حجم العلاقات الاقتصادية للبلدين مقارنة بعلاقات مصر الاقتصادية بدول أخري ، تتسم بالتواضع رغم التفاقيات والمؤتمرات واللجان المشتركة، وهو ما يتضح فى حجم التبادل التجاري بين مصر والصين مثلاً ، حيث أعلنت الجمارك الصينية أن حجم التبادل التجارى ارتفع بنسبة 25.86% خلال الربع الأول من عام 2018، ليصل إلى 2.835 مليار دولار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، وأشارت الجمارك الصينية - فى أحدث بياناتها أن حجم التبادل التجارى بين مصر و الصين بلغ فى مارس الماضى فقط 807 ملايين دولار ،و أن حجم الصادرات الصينية إلى مصر بلغ 2.388مليار دولار خلال الربع الأول من 2018، بزيادة 22.47%، فى حين بلغت الواردات الصينية من مصر 447 مليون دولار بزيادة 47.74% ،في مقابل مؤشرات تبادل تجاري بين مصر ودول حوض النيل مجتمعة،قد ارتفع إجمالى قيمة الصادرات فيه لدول حوض النيل ، لتبلغ 11,3 مليار جنيها عـام 2016 مقابل 8.2 مليار جنيها عام 2015 بنسبة زيادة قدرها 37,1٪، وتضم دول حوض النيل كل من السودان و أثيوبيا و أوغندا و الكونغو و كينيا و تنزانيا و رواندا و بروندى و إريتريا.