في وقت يبحث فيه التحالف الدولي عن مناطق جديدة يحصر فيها مقاتلي داعش وأخواتها من التنظيمات الإرهابية، التي تلقي سلاحها وتطلب الانتقال إلى أماكن أخرى، وكان أخرها إجلاء الجماعات المسلحة من محافظة القنيطرة الواقعة على الحدود مع الجولان المحتلة، إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال الغربي، يخرج الاتحاد الأوروبي عارضًا على الحكومة الليبية إقامة مراكز إيواء مهاجرين على أراضيها، ما قوبل برفض قاطع من جانب فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية، خاصة وأن تقارير وتصريحات رسمية تحدثت عن تورط بعض الدول في نقل الدواعش إلى ليبيا، فهل يبحث الاتحاد الأوروبي عن وطن بديل للدواعش داخل ليبيا حفاظا على مصالحه؟.
أوروبا تطلب وليبيا ترفض
البداية الشهر الماضي عندما اقترح وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني إيطاليا، إنشاء مراكز لاستقبال المهاجرين والتأكد من هوياتهم في أفريقيا كوسيلة لحل الخلافات بين الدول الأوروبية بشأن كيفية التعامل مع تدفق أكثر من مليون مهاجر منذ عام 2015.
الملفت في الأمر أن إيطاليا رفضت قبلها بأيام قليلة عرض مماثل على اراضيها، كانت اقترحته كلًا من فرنسا وإسبانيا، بإقامة"مراكز مغلقة" على السواحل الأوروبية خصوصا في إيطاليا، للاهتمام بالمهاجرين الواصلين عبر البحر الأبيض المتوسط، إلا أن سالفيني انتقد هذا الاقتراح، لما يطويه من خطورة واضحة تكمن في نقل العناصر المتطرفة إلي المراكز سواء بمعرفة قوى إقليمية أو من خلال تسلل العناصر.
جاء تصريح فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، اليوم الجمعة، رافضًا للمقترح الأوروبي، مؤكدًا "نحن نعارض قطعاً ما تريد أوروبا رسمياً أن نفعله بإيواء المهاجرين غير الشرعيين الذين لا يريد الأوروبي استقبالهم".
واستكمل السراج في مقابلة له مع صحيفة «بيلد» الألمانية اليومية واسعة الانتشار، "إن ليبيا ترفض خطط الاتحاد الأوروبي الرامية لإنشاء مراكز مهاجرين على أراضيها لمنع طالبي اللجوء من الوصول إلى غرب أوروبا وإنها لن ترضخ للإغراءات المالية".
محاولات متكررة
دائمًا كانت ليبيا هدفًا لنقل الدواعش، وبحسب تصريحات الناطق باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، ان وحدات الجيش الليبي رصدت، تجمع المجموعات الإرهابية الموجودة على الأراضي الليبية، وقد شرع تنظيم داعش وخلايا الإخوان، وتنظيم القاعدة بتأسيس تحالف من أجل نشر التطرف .. ، النظام القطري بنقل مسلحين من تنظيم داعش الإرهابي موجودين في سوريا إلى ليبيا، مؤكدا أن الدوحة مستمرة في تمويل المجموعات الإرهابية في ليبيا، وتلعب دورا في نقل الدواعش والإرهابيين من سوريا والعراق إلى ليبيا والسودان وحدود مصر.
تقارير إعلامية غربية كشفت توجه عناصر إرهابية فارة جراء المعارك مع الجيش العراقي الذي حسمها ضد تنظيم داعش في غالبية المدن العراقية وخاصة مدينة الموصل، للهرب إلى ليبيا عبر الأراضي التركية عن طريق رحلات إلى معسكرات المتطرفين في الداخل الليبي.
وكشفت التقارير عن هويات مزيفة تستخرجها العناصر المتطرفة داخل تركيا للهروب إلى مطارات الغرب الليبي، بدعم وتنسيق من أطراف إقليمية تسعى إلى دفع الدولة الليبية نحو مزيد من الفوضى الأمنية تنفيذا لأجندات ومصالح شخصية.
في الوقت الذي برز فيه اسم عبد الحكيم بلحاج العضو البارز في تنظيم القاعدة، والذي يمتلك شركة طيران، بالتورط في نقل عدد من الإرهابيين والأسلحة من العراق إلى الداخل الليبي، ما يفسر سبب تمسك قطر بدفع بالحاج نحو المشاركة في العملية السياسية التى ترعاها الأمم المتحدة، على الرغم من تورطه فى عمليات نقل المتطرفين والإرهابيين إلى ليبيا.
وأكدت مصادر ليبية قيام قطر بنقل إرهابيين عبر الأراضى التركية خلال الأشهر الأخيرة التى شهدت انهيار المتطرفين فى العراق وسوريا، وذلك مع اشتداد الضربات التى توجهها القوات العراقية والسورية إلى تلك العناصر، موضحة أن قطر تدعم عملية نقل المتطرفين إلى الداخل الليبى وتحديدا إلى مدينة الكفرة جنوب البلاد.
وأشارت المصادر إلى أن عمليات نقل المتطرفين عبر الحدود البرية تتم من الجنوب الليبى عبر نقل الإرهابيين بالجو من تركيا إلى إحدى الدول الأفريقية التى تحد ليبيا من الجنوب، مؤكدة أن مجموعات إرهابية وإجرامية تتولى عملية إدخال الإرهابيين عبر الحدود الجنوبية لليبيا.