رسائل السيسي في لقاء قادة الخرطوم.. مشروعات السكك الحديدية والربط الكهربائي أبرزها
الجمعة، 20 يوليو 2018 02:00 مإبراهيم الديب
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن زيارته للسودان لها دلالة كبيرة لأنها تعد الأولى خارجيا في بداية الفترة الرئاسية الثانية، موضحاً أن السبب الثاني هو التأكيد على متانة وقوة العلاقات مع الجانب السوداني.
وقال الرئيس السيسى- خلال اجتماعه بقادة الفكر والرأي في المجتمع السوداني والذي ضم معارضين وسياسيين من كافة الاتجاهات- أن مصر لديها مبادئ ثابتة وهي عدم التدخل في شئون الآخرين أو التآمر عليهم، كما أن تجربة السنوات الماضية والظروف التي مرت بها مصر تؤكد أن الصراع بين الدول لا يتم بشكل مباشر ولكن من خلال تفكيك الدول من الداخل لأنه إجراء صعب وهي إجراءات ترفضها مصر ولن تستخدمها لتحقيق أي مصلحة من مصالحها لأن «لدينا ثقة في الله».
وشدد الرئيس، علي أن يد الله مع من لا يسعى لتخريب وتدمير الدول وجئنا لنؤكد على العلاقات القوية والشراكة الاستراتيجية بين الدولتين، مشيراً إلى أن ظروف الدولتين متشابهة والأوضاع متشابهة سواء في نفس التحديات أوالمشاكل وأن الدولتان لديهما الفرصة إذا صدقت النوايا لتحقيق الكثير للشعبين.
وأكد الرئيس السيسى أن هناك فرص حقيقية بين البلدين، مشيرا إلى أن ربط السكك الحديدية بين البلدين ومشروع الربط الكهربائي سيعزز العلاقات بين الدولتين بشكل وثيق.
وأضاف أن هناك الكثير من العمل والمصالح المشتركة والمصير المشترك بين البلدين، لافتاً إلى أن السودان كان على مر التاريخ داعماً لمصر وما نقوم به ليس بجديد على العلاقات بين البلدين.
وقال: «إن مصر منفتحة على تطوير العلاقات مع السودان إلى المستوى الذي يستحقه وعلى مستوى التحديات الداخلية في البلدين، وبدأنا مسار إصلاح اقتصادي في منتهى القسوة وما أنجحه تحمل الشعب المصري سواء لأسعار السلع التي تضاعفت خاصة بعد تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار»، معقبا: «والله لن تروا دائماً من مصر إلا كل شئ طيب.. هذا ليس كلام لدغدغة المشاعر.. إحنا صادقين وربنا هيحاسبنا علي كل كلمة».
وأضاف خلال لقاءه قادة الرأي والفكر في المجتمع السوداني، إن المصريين تفهموا أهمية إنجاح الإصلاح الاقتصادي لتجاوز عقبات ظلت سنوات طويلة، لافتا إلى أن الدولة المصرية كانت مهددة منذ ثلاث سنوات بالدخول في حالة إفلاس، وكان سعر الدولار سيصل إلي 200 و300 جنيها، وكان لابد أن يتحرك الكثير من الدول في هذا المسار ولن تستطيع أي دولة تحقيق الإصلاح الاقتصادي دون شعبها وتحمله هذا الإصلاح، معربا عن سعادته بتواجده وسط أهلنا في السودان، مضيفاً: «بفضل الله ايدينا ممدودة ليكم ونستطيع معاً ان احنا نفعل الكثير».
وأوضح الرئيس أن المشاكل أمر وارد بين الدول لكننا لا بد أن نتغلب عليها، موضحاً أن عيننا يجب أن تكون علي الهدف الأيمي وهو استمرار العلاقة الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين.
وفيما يتعلق بالمشروعات، أوضح الرئيس أن مصر أطلقت عدداً كبيراً من المشروعات القومية سواء في مجالات الطاقة والغاز وضاعفت قدرتها من إنتاج الطاقة والغاز، مشيرا إلى أنه سيتم افتتاح أكبر 3 محطات كهرباء وطاقة متجددة في الخمسين عاما الماضية يوم 24 يوليو، موضحا أنه تم تأسيس 14 مدينة جديدة لتدخل في إطار الجيل الجديد من المدن.
وأكد الرئيس أن مصر يدها ممدودة دائما للأشقاء السودانيين وتستطيع الدولتين فعل الكثير، مشيراً إلى أنه من الطبيعي وجود خلافات ووضعها أمامنا كعائق دائما لن تجعلنا نتحرك خطوة للأمام، منوها إلى أنه يمكن تجاوز أي أزمة أو مشكلة بوعي المثقفين ويجب أن تكون الأعين على الهدف الأسمى وهو استمرار العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
وقال الرئيس: «إن مصر تستورد لحوماً بـ 30 مليار دولار من دولة على بعد آلاف الكيلومترات لديها فقط 5 مليون مواطن، في الوقت الذي تعد فيه السودان من الدول الغنية باللحوم»: مستدركا: «استورد لحوم من دولة على بعد آلاف الكيلومترات وأخويا جنبي؟!».
وأشار إلى أن السودان لديها آفاق ضخمة تطمئن الشعب السوداني على الغد ويجب أن تتحرك مصر والسودان معا لتحقيق آمال الشعبين الشقيقين.
واختتم الرئيس كلمته بأنه اتفق مع الرئيس عمر البشير على لجنة مشتركة تتحرك في ملفات محددة تتناول كافة المسائل وتضع خارطة طريق واضحة بأهداف محددة ، كما سيكون هناك لجنة عليا مشتركة في شهر أكتوبر المقبل، متوجها بالشكر لقادة الفكر والرأي في السودان علي هذا اللقاء.