للمبتدئين.. كيفية تعامل المحامي مع الموكل والشرطة والنيابة والقضاة
الجمعة، 20 يوليو 2018 02:00 ص
الحرص على المظهر العام أمر فى غاية الأهمية لأى إنسان، بينما تعتبر من الركائز الأساسية بالنسبة لـ«المحامى»، فهو أمر فى غاية الأهمية حيث أن البدلة والكرافات للمحامي هي أحد أهم أدوات ومقومات عمله التي تجبر الجميع على احترامه، كما أنها بالنسبة للمحاميات أهم شيء لديهن الملبس المحتشم وعدم المبالغة في الزينة والبهرجة كمبدأ عام، والقاعدة العامة في هذا الشأن هي إلبس ما يليق بك كـ«محامى» دون الإبتذال في السلوك فإنه يقلل من هيبة المحامى.
معنى كلمة محامى
فى البداية يقول طارق جميل سعيد، المحامى والخبير القانونى، أنه يجب التعريف بمعنى المحامى فى المقام الأول فالمحامي « Avocat» :في اللغة العربية تعني : المحاماة على وزن مفاعله، وهي مشتقة من حامي عنه، من الحماية، والحماية قد تكون حماية شر ودفاع عنه، وقد تكون حماية خير ودفاع عنه، قال الإمام الزبيدي : «حمى الشيء يحميه حمياً بالفتح وحماية بالكسر ومحمية منعة ودفع عنه، وحاميت عنه محاماة و حماء منعت عنه»، وحمى المريض مايضره منعه إياه فاحتمي وامتنع، والحامية الرجل يحمي أصحابه والجماعة أيضاً حامية وهو على حامية القوم أي آخر من يحميهم في مضيهم.
وقيل: «إنه لحامي الحمى أي يحمي حوزته وما وليه»، ومما تقدم يتبين لنا أن المحاماة كلمة أصيلة في اللغة العربية وهي مشتقة من فعل حمى، وحماية المتهم وحقوقه الشرعية هي في صلب مهمة المحامي، أما لفظ «Avocat » باللغة الأجنبية فهو مشتق من كلمتين: «Ad ,Vocatus»، الأولى « Ad» ويقصد بها المرافق، والثانية «Vocatus» ويقصد بها الشخص المستدعى للوقوف أمام المحكمة، وبعد التطور الذي حدث في مفهوم هاتين الكلمتين أصبحتا تكتبان في كلمة واحدة «Avocat» أي محامي والتي يستمد مدلولها من اللغة اللاتينية التي يقصد بها «مرافق الشخص المستدعى للمثول أمام المحكمة»-وفقا لـ«سعيد».
وعن الجهات الأساسية التي يتعامل معها المحامي، وكيفية التعامل معها، يقول «سعيد» هناك ضوابط متفق عليه ومعروفة بين كبار المحامين والدستوريين يجب أن تُتبع سواء مع الموكل أوالشرطة والنيابة والقضاء وموظفي المحاكم كالتالى.
أما الجهات الأساسية التي يتعامل معها المحامي فهى:
أولا التعامل مع الموكل:
1 ـ لا تصاحب الموكل ولا ترفع الكلفة بينكما و اجعل دائما بينكما مسافة و حدود لا يتخطاها حتى تفرض عليه احترامك وبالتالي لا يتدخل في عملك.
2 ـ كن صادقا مع موكلك وإلتزم بما تقدر عليه، ولا تمنحه الأمل الزائف، ولا تعد بما لا تستطيع أن تنفذه، وتذكر دائما أنك عنوان لمهنتك و لزملائك وصورة تمثلهم لو كذبت قالوا المحامين كذابين ولو أحدهم اخفق ووعد بما ليس في مقدوره، لقالوا أن المحامين كلهم نصابين فلا تضع نفسك وتضعنا معك فى مثل هدا الموقف.
اقرأ أيضا: فن المرافعة.. علاقة القاضي بالمحامي والاحترام الواجب بينهما
3 ـ أولا بأول عرف موكلك الوضع بشكل ملائم وبكياسة شديدة وإلى أي مدى وصلت الدعوى حتى لو كانت مشكلة حتى لا يفاجأ، إلا أن ذلك لا يعني أن تخبره كل شيء بالتفاصيل فإن ذلك مدعاة لأن يكثر من مجادلتك فيما لا يفهم ومفسدة للموكل لو اختلفت معه «إذ أنه في هذه الحالة يسارع إلى الذهاب لمحامي أخر فيمنحه فكرك ومجهودك فيكمل هو العمل وينسب إليه النجاح دونك».
4 ـ هناك مستندات في الدعوى منها ما نحصل عليه قبل الدعوى و أخرى بعد إقامتها مثل التحري وما يحتاج استخراجه إلى تصريح من المحكمة و النوع الأول احصل عليه أولا مقدما من الموكل، وإذا كان في تلك المستندات ما يدعو للقلق أو ما تتشكك في صحته «أو كان الموكل غير معلوم لك أو في أول تعاملك معه» فأحرص على تصوير تلك المستندات واجعله يوقع على صورها بما يفيد أنه هو الذي سلمك الأصل، حتى ل ايتنصل منها ذات يوم فتنسب إليك وتضر بك مهنياً وتأديبياً.
5 - أى أرقام قضايا أو محاضر يذكرها لك الموكل احرص على تدوينها لمعرفة مدى و أخر ما انتهت إليه لماذا لأنك ببساطة من الممكن أن تقيم دعوى و تفاجأ بأن الخصم يدفع بعدم جواز نظرها لسابقة الفصل فيها.
6-استشر من تثق بعلمهم ورأيهم ويكون الصواب بعد استشارة أكثر من زميل ولا أخفيك سرا إن الكتاب هو أهم مرجع بعد استشارة الزملاء.
7 ـ الأتعاب إياك ثم إياك ثم إياك أن تقبل قضية بلا أتعاب فالموكل لا يحترم المحامى الذى لا يأخذ أتعاب ويعتبره أنه محام صغير، أو أنه تحت التمرين، أو بالبلدي محامي على ما تفرج، ولا تنس أن هذا عملك الذي تتعيش منه وأن الناس الذين لهم التزامات تجاهك لا يمكن أن يقبلوا بدلاً منها مجاملات، فضلاً عن أن الموكل يكون محتاجاً إليك بنفس القدر الذي تحتاج أنت إليه، فلا تخشى أن يرفض إذا تحدثت معه في أتعاب، فالموكلين تعتقد دوماً أن قيمة المحامي وشطارته تقاس بقدر أتعابه.
8 ـ تريث في الإجابة على أسئلة المحيطين بك، فمثلا لو أنك ماشى فى الطريق و قابلك أحدهم وسألك «يا استاذ لو سمحت» وقفت لتسمع وقال الرجل «ابنتي جوزها فى خلافات وطردها هي و أطفالها نعمل إيه ؟» فهذا سؤال عادى لا يدرى سائله إن وراء سؤاله عشرات القضايا، هنا لا ترد مباشرة وتشرح بل الأفضل أن ترد بمنتهى الهدوء والبشاشة وكأنك مشغول: «الكلام في الشارع مش هينفع أتفضل عندي فى المكتب الموضوع مش ممكن يخلص فى كلمتين» و انصرف بهدوء.
ما فائدة هذا التصرف ؟ الإجابة بسيطة « من الممكن إن حضرتك لا تعرف الإجابة الكاملة و تحتاج إلى مراجعة زميل لتستشيره، أو أنك لا تريد ان تتسرع فى الرد فتخطىء، فضلاً عن أنه لو كان الرجل جاد فى طلبه سوف يحضر للمكتب و اذا لم يحضر فأنت لم تضيع وقتك «فالطبيب لا يكشف على مرضاه على ناصية الطريق»، كما أنه من الممكن أن يكون الرجل من هواة أن يسأل فقط ليتصرف وحده فيكون وقتك ومعلوماتك قد ذهبت سدى دون أي ناتج من وراءها.
9 ـ احرص دائما أن تحصل على أغلب أتعابك أثناء تداول الدعوى «لا سيما في الجنايات والجنح حيث أن هناك من يأخذ مقدم الأتعاب ثم لا يحصل على الباقي لأن لو الموكل خد حكم أو براءة لن تراه، أما القضايا الأخرى فالأفضل أن تحرر عقد اتفاق بأتعابها لضمان حقك».
10 ـ حاول أن تقلل من الجلوس فى الأماكن العامة مع الموكل وتذكر أن القضاة وأعضاء النيابة لا يجلسون مثلاَ على المقاهي وإن كان ولابد لمن ليس لديهم مكاتب ليكن فى أضيق الظروف وتنتهى بانتهاء الغرض، وتذكر أن المحاماة مهنة الوجهاء وإن كان البعض ليس على المستوى المطلوب فالبأكيد لهم ظروفهم الخاصة، لكن تظل وأبدا مهنة الوجهاء فلنحاول ان نحرص على ذلك.
ثانياً : التعامل مع الشرطة
المظهر مهم جدا لا تذهب للقسم إلا وأنت حسن المظهر، لو تكلمت مع أحد الضباط تكلم بأدب ووقار وحزم، وحدد طلبك باختصار، ولا تكثر، وحاول أن تصل لأعلى الرتب الموجودة داخل القسم للتواصل معه دون الإطالة لأن دورنا عمليا كمحامين يبدأ فى النيابة العامة وأمام المحكمة .
ثالثاً :التعامل مع النيابة
1ـ تعامل بإحترام وأعرف حقوقك جيدا و وإجباتك أمام النيابة.
2 ـ لا تطلب ما ليس من حقك.
3 ـ عضو النيابة يحترم المحامى الفاهم.
4 ـ لو حصل خلاف مع أحد الوكلاء لا تغضب أو تنفعل فيضيع حقك، توجه لرئيس النيابة لتوضيح الأمر بدون انفعال، وأعلم أنك فى النهاية تتعامل مع بشر يصيب ويخطئ خاصة فى حال ضغط العمل وكثرته، وكن متزناَ في رد فعلك ولا تناقشهم إلا بعلم.
رابعاً : التعامل مع القاضي
1 ـ اقرأ الدعوى جيدا و رتب دفاعك ومذكراتك و مستنداتك، واحرص دائماً في غير الجنايات أن تكتب مذكرة بدفاعك، فالقضاة اليوم أمامهم أطنان من القضايا، فلن يتذكروا مرافعتك مهما كانت عظيمة.
2 ـ تكلم في دورك الذي حدده قانوني المرافعات «المدعى يبدي طلباته أولاً ثم المدعى عليه»، والإجراءات الجنائية «النيابة العامة تبدي طلباتها ثم المدعي بالحق المدني يبدي طلباته والمتهم أخر من يتكلم»، وإذا كان لابد أن تتكلم في غير دورك فلتستأذن القاضي أولاً.
3 ـ حاول تنفيذ قرارات المحكمة أولا بأول وافهم سبب التأجيل ووضح للقاضي بهدوء ما قدمته من مستندات.
خامساً : التعامل مع موظف المحكمة
موظف المحكمة هو أكثر شخص تتعامل معه « أيا كانت وظيفته»، وأنا أنصح زملائي بالآتي:
1 ـ عامل الموظف بشكل محترم ومتزن، ولا تتكبر عليه فهو في النهاية إنسان مثلك، واحرص على ألا تطلب أكثر من حقك، وإذا اختلفت معه فلا تغضب ولا تفقد أعصابك وتعامل مع رئيسه، ولو وصل بك الأمر إلى رئيس المحكمة للمتابعة أو للمحامي العام للنيابات مادمت صاحب حق.
2 ـ تعامل بهدوء وقدر ظروف الموظف في عمله، مثلا لو ذهبت إليه ممكن يكون مشغول جدا فالأفضل أن تتركه وترجع له بعد قليل.
3 ـ احرص على أن تقوم بالاجراءات التي تحتاجها في وقت مناسب، ولا تنتظر حتى أخر لحظة، حتى لا يكون ذلك سبباً لوقوع مشكلة بينك وبين الموظف.
4 ـ لا تصاحب الموظف ولا تنافقه أو تتودد إليه من أجل العمل، فذلك يشعره انه أهم منك ويجعله يتعالى عليك، لكن تعامل فقط بالاحترام اللائق كأنسان مثلك .
5 ـ التزم بالتعليمات المقررة عليه بقدر الإمكان حتى لا تضغطه فيكون رده عليك غير مناسب.