جامعو القمامة يقدمون روشتة الحل.. كيف تتخلص الخنازير من 6 آلاف طن مخلفات يوميًا؟
الأحد، 15 يوليو 2018 05:00 م
في السنوات الأخيرة تعاني القاهرة الكبرى وبعض المحافظات من مشكلة كبيرة مع النظافة، تتراكم القمامة، وتنتشر المواد العضوية في كثير من المناطق، وبينما تخطط الحكومات المتوالية للتخلص من هذه المعضلة في إطار البحث عن أسباب المشكلة وطرق علاجها، مازال لا يشعر المواطن بوجود فارق فى نظافة الشوارع حتى الآن، ومازالت بعض المناطق تشهد تراكمات كبيرة من المخلفات.
أرجع جامعو القمامة وهيئات النظافة والتجميل سبب تراكم القمامة بهذا الشكل في الشوارع إلى عدم وجود خنازير، والتى كانت عاملا أساسيا فى التخلص من 6 آلاف طن من المخلفات يوميا فى القاهرة الكبرى.
ويرجع تاريخ اختفاء الخنازير إلى عام 2009، بعدما صدر قرار حكومى بذبح حوالى 2 مليون ونصف رأس، بالتزامن مع ظهور فيروس H1N1، المعروف بـ"إنفلونزا الخنازير"، وللحد من انتشارها بين المواطنين، كان ذلك على غير رغبة العاملين بجمع القمامة والمربيين، الذين سارعوا بإخفاء 100 رأس، للحفاظ على السلالة، واستمروا فى تربيتها فى الخفاء حتى تمكنوا من الحصول على موافقة من وزير الزراعة عقب ثورة 30 يونيو بإعادة تربية الخنازير، والعمل بالمجزر الآلى، حتى بلغ عددها الآن حوالى 700 ألف رأس.
وكان رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة فجر مفاجأة مدهشة، وأكد أن مشكلة النظافة تعود أسبابها إلى "مزارع الخنازير" التي انتهت تقريبا مع انتشار مرض أنفلونزا الخنازير في مصر قبل عدة سنوات، ليعود مجددًا شحاتة المقدس نقيب الزبالين بمحافظة القاهرة، ليؤكد أهمية الخنازير في حل ازمة القمامة، مؤكدًا أن استخدام الخنازير فى التخلص من القمامة يعود إلى عام 1948، أثناء الاحتلال الإنجليزى، مؤكدًا أن الإنجليز جلبوا الخنازير إلى مصر، وعند إجلائهم من مصر فى 1956، استمر الزبالون المصريون فى تربية الخنازير، وبدلا من إطعامها مواد غذائية، اعتمدنا فى تغذيتها على فضلات الأطعمة.
وفي ظل تكاثر الخنازير وصلت أعدادها فى 2008 إلى 2 مليون ونصف رأس، ولكن بعد إصدار الرئيس الأسبق حسنى مبارك قرار إعدامها، لاحظنا أن المواد الغذائية التى تصل إلى 6 آلاف طن يوميا لا يتم التخلص منها وتتراكم بالشوارع، وكان سبب إغراق القاهرة بالقمامة هو عدم وجود الخنازير، مضيفًا ان الزبالين كانوا قادرين على إخفاء 100 رأس عن حكومة مبارك، ومنذ 30 يونيو بدأنا تربيتها من جديد، ليصلوا حتى الآن إلى 700 ألف رأس خنزير فى مصر حاليا.
نقيب الزبالين أضاف أنه تمكن من الحصول على قرار من وزير الزراعة وقتها، بإعادة فتح المجزر الآلى وإعادة تربية الخنازير رسميا، والآن الخنازير موجودة فى 6 مناطق رئيسية، هى: أرض اللواء- المحور، منشية ناصر- جبل المقطم، الوحدة الوطنية – سجن طرة، حلوان خلف مدافن مايو، البراجيل – إمبابة، الخصوص القليوبية، مشيرًا إلى أن الخنازير تساهم فى نظافة البلاد، وتساهم فى خفض أسعار اللحوم البلدية، مضيفا: الخنزير يتكاثر مرتين سنويا، بمعدل كل 5 أشهر، وفى كل مرة يضع من 10 إلى 12 مولودًا، وما يتم ذبحه منهم الذكور، وفى خلال عامين سنصل إلى 2 مليون ونصف رأس مجددا، للقضاء على القمامة فى محافظات القاهرة الكبرى "القاهرة، الجيزة، القليوبية".
وبسؤال أحد مربى الخنازير ومدير جمعية التطوير المتجدد لتنمية المجتمع المحلى، إسحاق ميخائيل أكد أن الخنازير سريعة التكاثر حيث تضع أنثاه من 6 إلى 10 مواليد مرتين كل عام وهو ما جعل مصر فى وقت من الأوقات من أكبر المصانع فى العالم لتدوير المخلفات العضوية، مؤكدًا أن مصر استخدمت الخنازير فى التخلص من القمامة منذ عام 1956 وكانت فى حينها محافظة القاهرة محدودة الأحياء.
وتابع ميخائيل فى تصريات صحيفة أن الخنازير تسهم بنسبة 10% من اللحوم الحمراء بالسوق المصرى وهى صناعة مربحة لنا ومفيدة فى التخلص من القمامة فهى قادرة على أن تلتهم آلاف الأطنان من القمامة فى يوم واحد دون أن تكلفنا شيئا، بالإضافة إلى كونها ثروة حيوانية وكنا نبيع لحومها للفنادق كما يتم استخدامها فى الأغراض الطبية مثل صناعة الإنسولين، وذلك بخلاف ما يتم تصديره للخارج.