جهود لتحويل مقبرة سفن تعود الى الحرب العالمية الاولى الى موقع سياحي

السبت، 02 يناير 2016 01:23 م
جهود لتحويل مقبرة سفن تعود الى الحرب العالمية الاولى الى موقع سياحي

منذ عقود ينطلق دون شوميت في الرحلة نفسها في خليج "مالوز باي" قرب واشنطن، لكن شغفه بهذا المكان يزداد كلما رأى مقبرة السفن الحربية العائدة للحرب العالمية الاولى.

ويقول هذا البحار وهو يركب قاربه الصغير متأملا عشرات السفن المتهالكة "انه امر مثير ان تعيد الطبيعة إحياء هذه السفن التي صنعت في الاساس للمشاركة في حرب مدمرة".

يضم هذا الخليج الواقع على مسافة ساعة بالسيارة من واشنطن حطام 185 سفينة بخارية، يتداخل اللون الاحمر لخشبها المتآكل بفعل الماء مع اللون الاخضر للشجيرات النامية حولها.

وكان هذا الاسطول معدا ليشارك في الحرب العالمية الاولى، وتحديدا في العام 1917 حين قررت الولايات المتحدة دخول هذا النزاع الضروس، لكن ايا من هذه السفن لم يكتب لها ان تجتاز المحيط الاطلسي.

فقد خلصت لجنة برلمانية آنذاك الى ان هذه السفن سيئة التصميم، وتكاليف صيانتها عالية، فتوقف بناؤها بشكل مفاجئ، واشترتها شركة متخصصة بتفكيك حطام السفن ونقلتها الى هذا المضيق.

لكن هذه المرة ايضا، لم يكتب للسفن ان تلاقي ما خطط لها، فقد افلست الشركة في العام 1931 في ظل الازمة الاقتصادية الكبرى التي ضربت العالم آنذاك، وتركت السفن في مياه خليج "مالوز باي".

يشكل هذا الاسطول اكبر تجمع للسفن العائدة للحرب العالمية الاولى يعثر عليه في الغرب.

ويقول دون شوميت "انه مختبر يتيح لنا ان نقوم باختبارات، ويجذب السياح الراغبين بمشاهدة التاريخ ماثلا امام اعينهم".

- شغف لا يقارن بشيء -
نشأ هذا البحار السبعيني في هذه المنطقة، واكتشف الخليج وما فيه من كنوز تاريخية وهو فتى.

وقاده شغفه بعلم الاثار البحري والتاريخ الى شواطئ يوركشير في بريطانيا، والى اعماق بحيرة ميشيغن في الولايات المتحدة.

وقد عمل مستشارا لعدد من الشركات منها محطة ناشونال جيوغرافيك.

لكنه وبعد كل رحلاته واسفاره، كان يرجع الى خليج "مالوز باي" الواقع على مرمى حجر من بيته، ليتامل مقبرة السفن الفريدة.

قبل نحو عشر سنوات، حصل دون شوميت على تمويل يساعده على تحويل شغفه الى مهنة، وتمكن بفضله من التركيز على مدى كل هذا الوقت على دراسة هذا الاسطول واعد ملفا كبيرا عن كل واحدة من سفنه.

ويقول "من الصعب ان اختار المشروع المفضل لي، لان كل الاكتشافات تثير الشغف، الا ان الشغف بخليج مالوز باي لا يقارن بشيء".

ويبدي علماء البيئة اهتماما كبيرا ايضا وحماسة لدراسة هذا الخليج وما فيه، فحطام السفن الخشبية يشكل موطنا غنيا للانواع البحرية التي يجذبها النبات النامي على هذه المقبرة البحرية.

ويؤكد دون شوميت انه رأى يوما عقابا بحريا ذا رأس أبيض، اي الطير الذي يرمز الى الولايات المتحدة، وهو يحط على احدى السفن.

وقد تحولت كل واحدة من هذه السفن الى نظام بيئي مصغر، بحسب جويل دون المسؤولة في منظمة غير حكومية تعنى بالحفاظ على البيئة.

وتطالب هذه المنظمة بتحويل الخليج الى محمية بحرية، وهو يضم اضافة الى حطام هذه السفن العائدة للحرب العالمية الاولى، حطام سفن اقدم من ذلك، نقلت الى هذا الموقع بهدف تفكيكها فيه، لكنها بقيت على حالها.

ويقول سامي اورلاندو المسؤول عن هذه المنطقة في الوكالة الاميركية للمحيطات والغلاف الجوي "علينا ان نحافظ على هذه المواقع للاجيال المقبلة".

واعرب الرئيس اوباما ايضا عن تأييده لهذا التوجه، لكن ذلك يتطلب مسارا طويلا ولن يتحقق قبل العام 2017.

وبحسب جويل دون، سيؤدي تحويل هذا الخليج لمحمية الى جعله محطة بيئية وسياحية كبيرة في المنطقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة