فى اليوم العالمي للسكان.. الزيادة السكانية الغول الذي يلتهم أرزاق المصريين
الخميس، 12 يوليو 2018 08:00 ص
يحتفل العالم، باليوم العالمى للسكان، وهو اليوم الذى يناقش فيه العالم مشكلاته المتعلقة بالنمو السكانى والإنماء، ويعيد تذكيرنا نحن المصريين بواحدة من أكبر المشاكل التى تواجهنا وهى مشكلة "الزيادة السكانية"، والتى أطلقت الدولة مؤخرا برنامجها لمواجهة الزيادة السكانية "2 كفاية".
بحلول عام 2017 كان عدد المصريون قد بلغ 100 مليون مصرى، منهم 92 يعيشون فى الداخل المصرى، و7.5 مليون يعيشون فى الخارج، وبلغ معدل الواليد 20الزيادة 22.7 شخص لكل ألف من السكان، وهو ما جعل معدل النمو الطبيعى للسكان 2.6% سكانيا وهو ما جعل مصر البلد ذات الزيادة السكانية الأكبر فى العالم.
زيادة عدد سكان مصر يخلق ضغطا على البنية التحتية
ورغم أن مساحة مصر تبلغ حوالى مليون كيلو متر مربع، إلا أن الصحراء على غرب وشرق الوادى جعلت المساحة المأهولة بالسكان هي حوالى 5.3% فقط من إجمالى المساحة، وهو ما جعل مصر بلدا من أعلى الدول فى الكثافة السكانية، ففى القاهرة مثلا يعيش 38.5 ألف نسمة فى الكيلو متر مربع بينما تبلغ النسبة فى بريطانيا مثلا 428 مواطن فى كل كيلو متر مربع فقط، وفى بلجيكا مثلا تبلغ 375 مواطن لكل كيلو متر مربع، وهو ما يدفعنا للتفكر فى هذا الفرق الشاسع وآثاره على الكثير من الأمور فى حياتنا اليومية، والضغط على البنية التحتية، والطرق وخلافه.
الزحام المرورى احد اكبر مشكلات مصر
الأكثر من هذا وبحسب الأمم المتحدة فإن هناك اختلالا فى التركيب العمرى للمصريين، حيث أن نصف سكان مصر هم أقل من 25 سنة، حيث أن غالبية السكان من صغار السن، ما يعنى المزيد من الضغط على موارد الدولة المستقبلية، من حيث الحاجة للتوسع العمرانى، وتوفير فرص العمل، وتشكك الأمم المتحدة فى دراسة لها حول الزيادة السكانية فى مصر، من أن هذه الزيادة هى أحد أهم اسباب التسرب من التعليم.
حيث أكدت الدراسة التى اعتمدت على تعداد مصر 2017 أن حوالى 7.3% من السكان تركوا التعليم فى المراحل من الابتدائية والإعدادية والثانوية والتحقوا بسوق العمل، فيما بلغت نسبة الذين لم يلتحقوا بالتعليم مطلقا حوالى 26.8% من المصريين، وهي تقريبا أكثر من ربع المصريين، عازية ذلك إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها الأسر والتى تضطرها لتشغيل ابنائها وعدم إلحاقهم بالتعليم.
زيادة كثافة الفصول أحد أعراض الزيادة السكانية
وترتب على ذلك أيضا ما ذكره المسحق القومى لظاهرة عمل الأطفال فى مصر، والذى أصدره المجلس القومى للطفولة والأمومة، والذى أشار فيه إلى أن هناك حوالى 2.76 مليون طفل عامل فى مصر وهم حوالى ربع الأطفال فى مصر، ولعل هذه هى المشكلة التى انتبهت لها الدولة منذ عصر الرئيس جمال عبد الناصر وأدرجت تنظيم النسل فى الميثاق الوطنى، وهناك أيضا خطاب شهير للرئيس السادات قال فيه: "زيادة السكان عندنا مازالت تسجل معدال شديد االرتفاع، وحين نقول إننا نستقبل كل سنة مليون نسمة زيادة، فإننا نستقبل تلك الزيادة بالطبع فى استخدام المرافق، وفى مصاريف الدراسة، وفى تشغيل الخريجين من المدارس والمعاهد والجامعات".
الزحام فى القاهرة
وتشير بعض الزيادات كيف يمكن أن تستهلك الزيادة السكانية جهود التنمية فى البلدان التى تحاول الخروج من معدل الفقر، ففى دراسة أجريت فى المكسيك، كشفت أنه بين عامى 1970 و 1980 زاد الدخل القومى الإجمالى فى المكسيك بحوالى 90%، لكن فى الوقت نفسه زاد عدد السكان بمقدار الثلث تقريبا، فكانت النتيجة هو زيادة نصيب الفرد من الدخل بحوالى 28% فقط، بمعنى أن النمو السكانى التهم حوالى ثلثى الزيادة فى الدخل، ويشير علماء الاقتصاد إلى هذه التجربة كدلالة قوية على خطورة الزيادة السكانية والتهامها لأحوال المواطنين وقدرتها على الحد من التغير فى حياتهم.
ازدياد الضغط على المرافق العامة بسبب زيادة السكان
ووفقا للاتحاد الدولى لتنظيم الأسرة، فإن نمو السكان بمعدلات مرتفعة يؤدى إلى ما يعرف بـ "ارتفاع معدل الإعالة" وهو ما يجعل كل عامل فى المجتمع يقوم بانتاج عدد أكبر من السلع، والمشاركة الاكثر فى العمل لمجرد الحفاظ على مستوى المعيشة الخاص بالأسرة، كما يؤثر ايضا على دخول فئات جديدة بكميات كثيفة لسوق العمل فى مقابل بطء زيادة الوظائف المتاحة وبطء عدد الخارجين من العمل للتقاعد.