دوامة استعمار الاتحاد الأوروبي تجذب بريطانيا.. هل تكسر أزمة «بريكست» تيريزا ماي؟
الأربعاء، 11 يوليو 2018 04:00 صوكالات
بريطانيا تسير في الاتجاه لآن تصبح «نصف بريكست»، وستتحول إلى «مستعمرة» للاتحاد الأوروبي.. كانت تلك هي آخر كلمات أهم وزيرين لتيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية، المستقيلان- بريكست ديفيد ديفيس ووزير الخارجية بوريس جونسون- واللذان قرارا الاستقالة من مناصبهما- أمس الإثنين، بسبب نهجا بشأن بريكست.
على ما يبدو أن «ماي»، لم تهتم، وبدأت تتخذا طريقها للعودة، ذلك بعد أن قررت أن تجتمع بأفراد حكومته، مواجهة موجة حجب الثقة عنها، التي بدأت تتردد مؤخرا، بعد استقالت الوزيرين، والتي كانت أول موجات التصدي لها، هو تعيين خلفا للوزيرين، لمحاولة البقاء على خطها رغم الأوضاع العاصفة، غير أنها تواجه خطر تصويت على سحب الثقة منها في حال تحالف أنصار انفصال كامل وحاد للإطاحة بها.
وينص النظام الداخلي للحزب على وجوب موافقة 48 نائبا كحد أدنى لرفع المسألة إلى اللجنة 1922 المسؤولة عن تنظيم صفوف المحافظين وبدء آلية تصويت على الثقة. وينبغي بعدها جمع أصوات 159 نائبا محافظا من أصل 316 لإسقاط رئيسة الحكومة، وهو أمر غير مضمون.
وكتب موقع «بوليتيكو»، الثلاثاء: «بالرغم من الصخب، فإن المعادلة الحسابية في البرلمان لم تتبدل. وعدد أنصار بريكست كامل وواضح غير كاف لطرد ماي من السلطة وفرض صيغتهم لبريكست على مجلس العموم». غير أن هذا لا يعني أن ماي في مأمن، وما زال من المحتمل استقالة أعضاء جدد في حكومتها.
هذا ما أكده مناصرون لبريكست لصحيفة «ذي غارديان» طالبين عدم كشف أسمائهم، وقالوا إن الاستقالات ستتواصل الواحدة تلو الأخرى إلى أن تتخلص من (خطة بريكست التي أقرت الجمعة خلال اجتماع لحكومتها في مقرها الصيفي) أو ترحل بنفسها.
كانت الصحف البريطانية، قد تناولت قضية «ماي»، تحت عنوان «الإثنين الفوضوي»، فيما اعتبرت صحيفة «تايمز» أن استقالة وزير الخارجية «لم تكن مفاجئة ولا مؤسفة»، مذكرة بأن جونسون عمل في الماضي صحافيا قبل إقالته لاستشهاده بتصريحات «فبركها بنفسه».
أما صحيفة «ديلي ميل»، فكتبت: «المؤيدة لبريكست أنها (تفهم خيبة أنصار بريكست وتشاطرهم إياها) لكنها تخشى من مخاطر زعزعة استقرار الحكومة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها بريطانيا في وقت يتحتم عليها الخروج من الاتحاد الأوروبي في مهلة أقل من تسعة أشهر».
ويأمل المفاوضون البريطانيون والأوروبيون الذين يستأنفون محادثاتهما الأسبوع المقبل، في التوصل إلى اتفاق حول شروط الانسحاب البريطاني ووضع خطة للعلاقات التجارية المقبلة خلال قمة يعقدها الاتحاد الأوروبي في أكتوبر.
وكان جونسون استقال في وقت تواجه فيه بريطانيا العديد من المحطات الدولية الهامة وفي طليعتها قمة الحلف الأطلسي (الأربعاء والخميس)، في بروكسل وزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى لندن اعتبارا من الخميس. كما أنه لم يشارك في اجتماع وزراء خارجية البلقان الاثنين والثلاثاء في لندن.
وعين محله مساء الاثنين وزير الصحة جيريمي هانت الذي كان من الداعين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي قبل أن يبدل موقفه ويدعم بريكست. أما وزير بريكست ديفيد ديفيس، فحل محله دومينيك راب (44 عاما) وهو من المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي.