في سوريا.. رسائل جديدة لبشار الأسد ومعطيات متضاربة
الثلاثاء، 10 يوليو 2018 10:00 ص
الاثنين، ظهر الرئيس السوري بشار الأسد في حوار مفتوح مع الدبلوماسيين السوريين، بحضور وزير الخارجية وليد المعلم، بعد 20 يوما من أخر ظهور له في حوار مع صحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية.
مكافحة الإرهاب واستعادة الأرض
وحمل الاجتماع عدة رسائل للأسد، جاء على رأسها جهود الدولة السورية في مكافحة الإرهاب حتى تحرير كافة المحافظات، أيا كانت الدولة أو الجماعة التي تحتلها الكيانات والقوى البعيدة عن الجيش العربي السوري.
في حوار الأسد مع الصحيفة البريطانية، قال إننا نحارب الإرهاب بدعم شعبي، ولا يمكن للروس والإيرانيين الحلول مكان الدعم الشعبي، ولهذا السبب فإننا نتقدم، وأنا مستمر في منصبي.
في سبتمبر الماضي، أعلن قائد مقر القوات الروسية في سوريا الجنرال ألكسندر لابين، أن القوات السورية حررت 85 % - منها 60 % بالكامل و25 آخرين يتعقب فيها الجيوب - من مساحة البلاد، وشارفت على الانتهاء من القضاء على مجموعات تنظيم داعش التي تحاصر الأحياء الجنوبية والشمالية لمدينة دير الزور السورية.
ومن أبرز المدن التي حررها ويواصل تحريرها الجيش محافظات دير الزور والحسكة ودرعا وحمص واللاذقية وحلب وحماة وريفها، والسويداء.
في فبراير الماضي، قال أخر تقارير منظمة الشفافية الدولية، عن مؤشر مدركات الفساد، إن سوريا حصلت على أدنى الدرجات على سلم القياس، في المرتبة 178.
من بين الرسائل التي حملها الحوار «إعادة إعمار المناطق المحررة» بلغت أكثر 60 % بالكامل، قال إنها على رأس أولويات الحكومة الحالية والتي يرأسها عماد خميس، معتبرا أن ذلك يأتي ضمن جهود الدولة في مكافحة الإرهاب.
إعادة الإعمار
وتحمل الدول الصديقة للدولة السورية تكاليف إعادة الإعمار، بشار الأسد قال ذلك في حوار سابق له: «سنعتمد بالأساس على دعم الدول الصديقة، ولن نقبل أي مساعدات من الدول الأوروبية والغربية.
وبحسب تقديرات جهات دولية فإن تكاليف الحرب التي تحملتها سوريا، أكثر من 230 مليار دولار أمريكي، أي ما يوازي أربعة أضعاف إجمالي الناتج الداخلي لسوريا قبل الحرب الأهلية التي بدأت في 2011.
وتسببت الحرب السورية على مدار السبع أعوام الماضية في تهالك تام للبنى التحتية والمستشفيات والمدارس، كذلك تشريد ملايين المواطنين إلى دول الجوار وأخرى أوروبية.
وقال في حواره في 10 يونيو الماضي: «إن الحرب شيء سيء وتخلف بطبيعة الحال أعدادا من القتلى، والغرب يتحمل المسؤولية عن ذلك، مضيفًا: «ليست هناك حرب جيدة أو حرب سلمية، ولهذا السبب فالحرب سيئة، النتيجة الطبيعية والبديهية هي أن يكون هناك موت ودماء في كل مكان، لكن السؤال هو، من بدأ هذه الحرب ومن دعمها؟ إنه الغرب».
إعادة اللاجئين
بشار الأسد تحدث أيضًا أن من أولوياته في الفترة المقبلة العمل على إعادة اللاجئين الذين هربوا من الإرهاب، حسب قوله، وتقدر أعداد اللاجئين السوريين أكثر من 5 مليون شخص، وفي إحصائيات أخرى بلغت ما يقرب من نصف سكان الدولة.
وتشهد سوريا في الوقت الحالي، معارك شرسة على محاور عدة، يقودها الجيش العربي السوري بدعم من قوات روسية وميليشيات شيعية مدعومة إيرانيًا، ضد عناصر تنظيمي داعش والقاعدة في مناطق متفرقة، إضافة إلى قرب شن حملة عسكرية في الشمال؛ لضرب الميليشيات الكردية «سوريا الديمقراطية - قسد» المدعومة أمريكيًا، كذلك في الجنوب مع الجيش السوري الحر المدعوم تركيا.
الحوار الوطني
كذلك تشهد الساحة السورية خاصة في الجنوب مفاوضات وتفاهمات دولية تقضي بسيطرة الجيش العربي على الحدود الجنوبية الممتدة مع الأردن وإسرائيل، مع انسحاب القوات المدعومة إيرانيًا، كذلك تفاهمات على خروج الميليشيات المسلحة في درعا.
بشار الأسد شدد على أن الاتفاق على المستوى الوطني هو الفيصل في إقرار أي اتفاق أو شأن أساسي، موضحا أن هذا الاتفاق لا يأتي إلا عبر الحوار على كافة المستويات.
ويتمنى الأسد أن يكتب عن التاريخ على أنه رجل حارب الإرهاب: «ءأمل في ذلك»، يضيف في حوار «ميل أون صنداي»: «أثبتت السنوات الخمس الماضية أنى كنت محقا.
معطيات على الساحة
التحالف الدولي
تصر القوات الدولية المحاربة لداعش على البقاء في سوريا، حتى بعد إتمام القضاء على التنظيم الإرهابي، جيمس جيرارد قائد العمليات الخاصة للتحالف الدولي في العراق وسوريا، قال إن القوات باقية في سوريا لحين إتمام العملية السياسية، فالحرب على «داعش» لم تنتهِ بعد في المناطق التي تم تحريرها على يد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وأن العمليات مستمرة حتى تحرير المناطق.
وتابع الأحد: «نحن نريد مساعدة أهالي الرقة ومنبج لاستعادة السلام والأمن في مناطقهم، لهذا فنحن باقون إلى حين التوصل إلى تسوية سياسية يقبل بها السوريون ويوافقون عليها».
سوريا الديمقراطية
تواصل القوات الكردية المدعومة أمريكا عملياتها ضد تنظيم داعش في الشمال السوري «دير الزور والحسكة»، وهدد النظام السوري مؤخرا بشن حرب على تلك القوات في حال لم تسلم المناطق التي تم تحريرها إلى الجيش، باعتبارها قوات معادية في تلك الحالة.
بين الحين والآخر تشهد الساحة تجاوبات بين الأطراف في شمال وشرق سوريا، مؤخرًا أعلنت هيئة التنسيق الوطنية مناقشة مجلس سوريا الديمقراطية في مدينة القامشلي بكوردستان سوريا، في مسألة اللقاء الحواري المزمع عقده قريباً بين القوى الوطنية الديمقراطية، حيث قابل وفد من مجلس سوريا الديمقراطية مكتب الأحد، لضمهم إلى الحوار.
وحسب مزاعم القوات فإن أي حل عسكري لن يكون مجدي بل يؤدي إلى مزيد من الخسائر، ولابد من نظام ديمقراطي يضمن مصلحة الجميع.
القوات الأمريكية
تسببت العمليات والنجاحات العسكرية للجيش السوري في الجنوب عن عدد من التغييرات العسكرية والسياسية، حيث عمل روسيا على إنجاز عدد من التفاهمات السياسية تقضي بسيطرة الجيش السوري وحده على الحدود الجنوبية، وبالتالي تشمل الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا، وذلك بهدف إضعاف أهمية قاعدة «التنف» الأمريكية.
وقالت تقارير إن الولايات الأمريكية ترى تراجع أهمية القاعدة الأهم لها على الساحة السورية في السنوات الماضية، وباتت هناك دعوات متزايدة لإغلاقها، فلم يعد استمرارها يخدم مصالح واشنطن، مع تأكيدات واشنطن للتأكيد على دعم سوريا الديمقراطية وإجلاء القوات الإيرانية عن المنطقة.
فتح الشام والقاعدة
النظام السوري لن يتوقف عن العمل العسكري لبسط سيطرته على كامل الأراضي السورية، كما أعلن الرئيس بشار، وبالتالي بات من المؤكد احتمالية شن عملية عسكرية باتجاه نطاقات تواجد ميليشيات جبهة النصرة والقاعدة، إن لم تسفر جهود الدول الفاعلة في إيجاد حل سلمي ومفاوضات تقضي بترك السلاح وتسليم المناطق إلى الجيش.
ويرجح مراقبون أنه ثمة عمل عسكري سيتم في الشرق والشمال السوري حيث التواجد التركي، وبالتالي هي الاحتمالية الأقرب لأن الرئيس بشار أعلن إدلب الوجهة القادمة لقوات الجيش.