بعد دفع 2.5 مليون جنيه فدية.. قصة عودة «طفل الشروق» المختطف لأحضان أسرته
الأحد، 08 يوليو 2018 05:00 م
فى منطقة هادئة جدا وخالية تماما من المحلات التجارية ومعظم السكان، وقريبة جدا من فيلا رئيس وزراء مصر السابق، المهندس شريف إسماعيل، اختطف الطفل «هشام سامى» من أمام الفيلا الخاصة بأسرته بمدينة الشروق، حيث أكدت التحقيقات الأولية لنيابة القاهرة الجديدة، أن خلافات مالية بين والده وآخرين وراء الحادث، وأمرت بتتبع لوحات السيارة التى أظهرتها كاميرات المراقبة بموقع الحادث، مع سرعة إجراء التحريات حول مالكيها وصلتهم بالواقعة.
ولأن مثل هذه الحوادث تؤثر على الحالة الأمنية لدى المواطنين، كما تؤثر على الاستقرار الأمنى بالمنطقة، أمرت النيابة برفع جميع الأدلة الجنائية من موقع الحادث، وإجراء تحريات مكثفة حول الطفل وجميع أفراد أسرته، وبيان ما إذا كان هناك عداء بينه وبين آخرين كدافع للانتقام، أو مجرد خطف لطلب فدية، حيث تم اختطاف الطفل من داخل سيارة ملاكى كانت فى طريقها لتوصيله لمنزله بعد انتهاء يومه بالحضانة، كما استمعت النيابة لأقوال أسرة الطفل المختطف حول الحادث.
بدأ رجال المباحث فى إجراء التحريات اللازمة حول الحادث، والتى كشفت فيما بعد عن وجود خلافات مالية بين والد الطفل المختطف وآخرين، كما أشار أحد شهود العيان، إلى إن الطفل تم اختطافه بواسطة سيارة كحلى اللون كان بداخلها 4 أشخاص، فيما كشفت معاينة النيابة عن وجود 4 كاميرات خاصة بفيلا الأسرة، 2 منهما خارج الفيلا، و2 داخلها، ما يعنى تصوير الكاميرات للحظات خطف الطفل، كما كشفت عن هدوء المنطقة وخلوها من أى عقارات أو محلات تجارية، ما يجعلها ملاذا للمجرمين لتنفيذ الحادث.
وفى سبيل تحديد وضبط السيارة المستخدمة فى ارتكاب الواقعة تمهيدًا للوصول إلى المتهمين، اضم فريق من مباحث المرور إلى فريق البحث الجنائى الذى يشرف عليه مدير مباحث العاصمة، وخلال تنفيذ بنود خطة البحث عن الجناة، أمرت النيابة باستعداء السيدة التى كانت تقود سيارة توصيل الطفل لمنزله، وعدد من سكان المنطقة، إلى جانب من لديهم خلافات مع والد الطفل المختطف، لسماع أقوالهم حول الواقعة، لكشف الغموض وفك طلاسم حادث خطف الطفل هشام.
وكشفت المعلومات الأولية للنيابة أن مكان الحادث الذى تعرض فيه الطفل للاختطاف أمام فيلا أسرته يبعد كثيرا عن منزل رئيس الوزراء السابق، حيث يستحيل تنفيذ الواقعة هناك نظرا لوجود 3 كمائن ثابتة بقوات أمن مجهزة على أعلى مستوى بمحيط منزل رئيس الوزراء السابق، كما تبين أن الخاطفين استهدفوا الطفل بعينه، ولم يكن ذلك بمحض الصدفة، وأن الواقعة جاءت بدافع الانتقام من والده بسبب خلافات مالية مع آخرين فى مجال عمله التجارى، إلا أن هذه المعلومات اختلفت قليل فيما بعد، حيث تبين أن جد الطفل تلقى اتصالات هاتفية من المتورطين فى خطف الطفل، لمساومته على دفع فدية مالية لإعادته إلى أسرته.
يبدوا أننا أمام جريمة غامضة بشكل كبير، ويبدوا أيضا أن هناك تحركات جانبية لتحرير الطفل من خاطفيه بخلاف تحركات رجال الأمن والنيابة العامة، وكانت المفاجأة عندما عاد الطفل هشام سامى إلى منزل أسرته بمدينة الشروق، حيث أكدت المعلومات الأولية أن خلافات مالية مع جد الطفل وليس والده هى سبب الخطف، كما أن الجد تلقى مكالمات هاتفية لتحويل مبلغ 2.5 مليون جنيه بالدولار على حسابات خارجية، من أجل الإفراج عن الطفل وإعادته لأسرته، إلا أن الأسرة لم تخبر جهات الأمن وجهات التحقيق بتحويل المبلغ للخاطفين.
لم تكن أجهزة الأمن بمعزل عن تحركات أسرة الطفل المختطف، حيث كانت على دراية كاملة بما يحدث خلف الستار، وعلمت بتحويل الأسرة مبلغ الفدية المطلوب على حساب بنكى يبدوا أنه خارج البلاد، فخططت قيادات الأمن بتوجيهات من وزير الداخلية، اللواء محمود توفيق، للقبض على الجناة بالتزامن مع عملية تحويل مبلغ الفدية، ونجحت الأجهزة الأمنية اليوم الأحد، بمشاركة عدد كبير من الضباط والأفراد بمديرية أمن القاهرة والأمن العام والمساعدات الفنية، فى تحرير الطفل المختطف وإعادته إلى أحضان أسرته سالما.
كما تمكنت القوات المشاركة فى عملية تحرير الطفل من ضبط 4 من المتورطين فى الحادث، بعد فحص جميع علاقات وحصر تعاملات الأسرة، وتتبع طريق هروب الخاطفين بالمناطق الجبلية المتاخمة لمدينة الشروق والمناطق المجاورة لها، كما أن أجهزة الأمن مازالت تكثف من جهودها، للقبض على جميع المتورطين فى الحادث، ومن ثم تقديمهم للنيابة، من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الأمن والأمان والاستقرار بالمنطقة وفى نفوس المواطنين.
ممشى أهل مصر.. كيف تخطط الحكومة لإعادة المظهر الحضارى والجمالي للنيل؟
حتى لا ننسى جرائم الإخوان.. ذكرى استهداف الكتيبة 103 صاعقة واستشهاد المنسى ورفاقه
عن قانون التأمين الصحي وقوائم انتظار المرضى.. هل يُصلح الرئيس ما أفسده السابقون؟