لماذا يتعمد أردوغان تصفية الجيش التركي؟ العسكريون صوتوا لصالح منافسه في الانتخابات

اعتقالات وإقالات طالت جهاز القوات المسلحة التركية وقوات الأمن في العامين الماضيين، بحجج واهية فمرة لمعارضة سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومرة أخرى للمشاركة في محاولة تحرك الجيش لإسقاط الحاكم العثماني بتهمة الانتماء للكيان الموازي، في حين تظهر الحقيقة في نتائج لجان الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة.

فرغم الشكوك حول نزاهتها وإقرار المعارضة بتزويرها (الانتخابات) في الكثير من اللجان، أظهرت نتائجها الخاصة بالمجمعات العسكرية أن محرم إينجه منافس الرئيس رجب طيب أردوغان حصل في الانتخابات الرئاسية على أكثرية أصوات القوات المسلحة، وهو مؤشر على استمرار رفض قطاع عريض من الجيش لحكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو معارضة سياساته.

وأقيل اليوم أكثر من 18 ألف موظف رسمي في تركيا، بينهم أكثر من 6 آلاف عنصر من القوات المسلحة، كما أصدرت السلطات التركية أوامر باعتقال بحق 331 عسكريا ما دعا البعض بوصف ما يفعله الرئيس التركي في الجيش بأن «أردوغان يضع الجيش بسجن كبير».

وتأتي هذه الإقالات والاعتقالات التي طالت عدد كبير من الجيش التركي، قبل أيام من تنصيب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسة بالأغلبية في الجولة الأولى، ليضع علامات استفهام جديدة مجددًا حول علاقات الحزب الحاكم بالجيش التركي.

 وبحسب الصحف التركية فأن دائمًا ما تسفر نتائج الصناديق التابعة للمجمعات العسكرية عن تصدر أحزاب المعارضة الانتخابات عن الرئيس التركي، حيث أكدت صحيفة زمان التركية أن حزب الشعب الجمهوري هو الأول في الانتخابات السابقة حسب نتائج الصناديق في المجمعات العسكرية بالعاصمة أنقرة، أما في انتخابات الأخيرة انتقلت نسبة 25% من أصوات الشعب الجمهوري إلى حزب الخير، بينما كان محرم إنجيه هو أعلى الحائزين على أصوات العسكريين بين مرشحي الرئاسة بنسبة 65%..

نتائج صندوقان مقرهما المجمعات العسكرية بمنطقة جانكايا بالعاصمة كشفت أقرب النتائج لتحديد اتجاه أصوات العسكريي، حيث حصل حزب العدالة والتنمية على نسبة 13.52% من أصوات العسكريين ، وحصل حزب الحركة القومية على 8.22% منها، وحصل حزب الشعب الجمهوري على 47%، وحصل حزب الخير نسبة 25.11%، وحصل حزب الشعوب الديمقراطي على 3.82% منها، في هذين الصندوقين.

و حسب نتائج الصندوقين المذكورين، قد كان محرم إنجيه هو الأول بصورة بارزة وقد حصل المنافس الأول لأردوغان من الأصوات التي خرجت من هذين الصندوقين على 4 آلاف و18 صوت، أي نسبة 65.12%. بينما حصل أردوغان من نفس الصندوقين 1223على  صوتا، أي 19.82،  وتبين أن محرم إينجه سبق منافسيه بفارق ملحوظ، كما أنه حصل على أصوات أكثر من حزبه الشعب الجمهوري نسبة 18%..