في الذكرى الأولى لاستشهاد منسى.. لا تنسوا الأسطورة ورفاقه بمعركة البرث
السبت، 07 يوليو 2018 03:00 م
اليوم الموافق 7 يوليو تحل الذكرى الأولى لاستشهاد العقيد البطل مقاتل أحمد المنسي خلال قيامه بواجبه الوطني بالتصدي للعناصر الإرهابية بشمال سيناء.
وصية فى أرض المعركة
«اثبتوا يا أبطال وقاتلوا، إما النصر أو الشهادة»، كانت تلك كلمات البطل المنسى الذى أصبح أيقونة للفداء وحب الوطن، وقائدا ورمزًا للصمود والقوة، ذلك المقاتل الشرس وزملاءه الذين دافعوا عن الأرض والعرض، قائد الكتيبة 103 صاعقة، والذي استشهد ومعه عدد من أفراد الكتيبة في معركة «البُرث» بمدينة رفح المصرية في 7 يوليو 2017، في الهجوم الانتحاري الذي وقع على مقرات أمنية في مدينة رفح بشمال سيناء.
المكان أرض الفيروز «سيناء»
معركة «البُرث» بمدينة رفح المصرية وقعت في 7 يوليو 2017، داخل أراضى سيناء أو أرض الأنبياء، أو أرض الفيروز كما يطلق عليها، تلك الأرض التى ستروى من الحكايات والقصص عن الأبطال والشخصيات الفدائية الذين نافحوا ودفعوا حياتهم للدفاع عن العرض والأرض، حيث أن التاريخ سيكتب عن «المنسى» ورفاقه وعن معركة شرسة دارت رحاها لمواجهة عشرات الإرهابيين لمدة أكثر من 3 ساعات.
منطقة المواجهة
أرض المعركة هى «منطقة البرث» إحدى أهم المناطق الاستراتيجية الواقعة في مدينة رفح، وتقع على مقربة من الحدود الإسرائيلية، وفي وسط الصحراء تستقر قرية «البرث» التي كانت شاهدة على بطولة جنود الجيش في تصديهم للهجوم الذي شنه الإرهابيون على كمين «مربع البرث»، وطبيعة مهامها تتركز على قطع الدعم اللوجستى عن العناصر الإرهابية والتكفيرية، ويعيش في المنطقة قبائل الترابين والسواركة والرميلات.
بداية المعركة
المعركة الشرسة المعروفة بـ«البُرث» بدأت منذ فجر يوم 7 يوليو من العام الماضى، حتى الساعات الأولى من الصباح، من خلال مواجهة عناصر الغدر الإرهابية بسيارات مفخخة وأسلحة ثقيلة وخفيفة حديثة متنوعة فى حوزة الإرهابيين، وبدأت الإشتباكات التى كان أشبه بيوم القيامة حيث أثبتت تلك الإشتباكات أن الجندي المصري هو خير أجناد الأرض، حقًا وصدقًا وقولًا.
ملحمة «مربع البرث»
عقارب الساعة كانت تُشير إلى الرابعة فجرًا، حيث الهدوء والحذر الذى يخيم ويحيط بمكان تمركز القوة الأمنية بالمنطقة، ظلام دامس وليل حالك، الجميع يتخذ مواقعه القتالية احتسابًا لأي عمليات خسيسة من قبل العناصر الإرهابية، وفجأة فى تلك الأثناء، تحول الظلام إلي نهار شديد لتبدأ المعركة التى تشبه أهوال يوم القيامة، إذ اقتحمت سيارة مفخخة، التي تم تدريعها تدريع عالي جدا، حاجز أمني قبل قوة تمركز كتيبة الأبطال منسي ورفاقه.
العناصر الإرهابية صاحبة يد الغدر استخدمت فى هجوم «البرث» سيارات مفخخة، وذلك بغرض اختراق التحصينات والحواجز المحيطة بالتمركزات المستهدفة، كأولى خطوات تنفيذ خطة عناصر داعش الإرهابية من خلال إحداث موجة انفجارية ضخمة وهائلة تركز على هدم الموقع، والهجوم عليه من عدة جهات مدروسة عبر قذائف الهأون والـ«أر بى جي»، فى ظل عجز العناصر الإرهابية عن المواجهة المباشرة مع قوات إنفاذ القانون.
منسى ورفاقه
«منسى» ورفاقه تعاملوا مع الموقف بكل جسارة مع السيارة المفخخة، لكن لشدة تدريعها، انفجرت قرب الكمين، وبعدها بلحظات كان هناك عددًا من سيارات الدفع الربع محملة عشرات العناصر الإرهابية والتكفيرية محملين بالأسلحة المختلفة قاموا بتطويق التمركز الأمني بالكامل، حاول عشرات العناصر الأرهابية طيلة ساعات محاولة احتلال التمركز الأمني.
أبطال القوات المسلحة لم يستسلموا لحظة حيث كان لهم رأي غير ذلك، ودارت معركة شرسة استمرت ساعات، أظهر فيها أبطال الجيش ملحمة بطولية فى هذا اليوم، حيث قاتلوا وردوا على الهجوم الإرهابي بكل قوة وشجاعة وثبات وقد آتت قوات الدعم إلي أبطال الكتيبة 103 صاعقة في منطقة «البرث» في رفح، وأثناء مجئ قوة الدعم، تم قتل عشرات التكفيريين على يد أبطال الشهيد المنسي.
رسالة منسى الأخيرة
الشهيد «منسى» دفع حياته وهو يقاتل من أجل تراب هذا الوطن، رافضاَ التنازل عن ذرة منه كما رفض اجداده من قبل، وبجثامين من سقط من زملائه، وظهر في التسجيل الصوتي وهو يتحدث إلى زملائه في الجيش عبر «أثير» الجهاز اللاسلكي، قائلاً: «الله أكبر لكل أبطال شمال سيناء، يمكن تكون دي آخر لحظات حياتي في الدنيا، أنا لسه عايش في هجوم لجماعة الدواعش التكفيريين علينا في منطقة البرث برفح، دخلوا بكام عربية مفخخة وهدموا المباني وكل النقطة العسكرية وأنا لسه عايش أنا وأربع عساكر متمسكين بالأرض».
كيف استشهد المنسي
استشهد البطل العقدي أحمد المنسي نتيجة إصابته بطلقة رصاص واحدة في مؤخرة الرأس من عيار 12.5 مم، حيث كان «المنسي» فوق سطح المبنى الذي تمت محاصرته، وكان الشهيد «المنسي» في تلك اللحظات يطلق النيران على الإرهابيين من فوق سطح المبنى للدفاع عن الكتيبة وباقي زملائه.
من هو البطل أحمد المنسي
الشهيد البطل العقيد أح أحمد صابر المنسي، وُلد في مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1977 م والتحق بالكلية الحربية و تخرج ضمن الدفعة 92 حربية ضابطًا بوحدات الصاعقة، خدم الشهيد لفترة طويلة في الوحدة 999 قتال وحدة العمليات الخاصة للصاعقة بالقوات المسلحة والتحق بأول دورة للقوات الخاصة الاستشكافية المعروفة باسم «SEAL» عام 2001، ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006.
حصل الشهيد على ماجستير العلوم العسكرية «دورة أركان حرب» من كلية القادة والأركان عام 2013 وتولى الشهيد قيادة الكتيبة «103» صاعقة خلفًا للشهيد العقيد رامي حسنين الذي استشهد في شهر أكتوبر عام 2016، والشهيد كان مشهودًا له بالكفاءة والانضباط العسكري وحسن الخلق من الجميع وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.
معلومات عن شهداء أبطال الكتيبة 103 صاعقة
النقيب خالد محمد المغربي
ولد الشهيد النقيب خالد محمد كمال حسين المغربي، في 5 ديسمبر 1992، بمدينة طوخ التابعة لمحافظة القليوبية، والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة 108 حربية وفور تخرجه من الكلية الحربية، التحق بوحدات الصاعقة، وأطلق عليه «الدبابة»، نظرا لأنه ذات بنية قوية، وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.
النقيب أحمد الشبراوي
ولد الشهيد أحمد الشبراوي بقرية الشبروين بمدينة الزقازيق فى محافظة الشرقية، ويبلغ من العمر ثلاثون عاما، وكان متزوجًا ولديه طفل اسمه «عمر» 4 سنوات، وقام الشهيد بزيارة بزيارة لأسرته قبل استشهاده بـ 10 أيام، والشهيد خدم فى رفح 4 سنوات، وعاد للخدمة فى العريش منذ 3 سنوات، وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» وتم دفن جثمان الشهيد بمسقط رأسه بقرية الشبروين.
الشهيد محمد صلاح محمد
ولد الشهيد النقيب محمد صلاح محمد، بقرية نزلة عبدالله بمحافظة أسيوط، وقد تخرج من الكلية الحربية، سلاح الدفعية، وقد التحق بالكتيبة 83 صاعقة، وهو متزوج، وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.
الملازم أحمد محمد حسين شاهين
ولد الشهيد أحمد محمد حسين شاهين بمدينة الخضر منوف التابعة لمحافظة الفيوم عام 1994، وهو خريج الدفعة 110 حربية، وقد طلب الشهيد بنفسه العمل في سيناء، وبالفعل تم نقله نقله إلى سيناء وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.
الشهيد أحمد العربي مصطفى
ولد الشهيد أحمد العربي مصطفي بمركز الزرقاء، بمحافظة دمياط، وكان على وشك إنهاء خدمته العسكرية، وهو الابن الأكبر لأسرته، وكان معروفًا بضحكته التي لا تفارق وجهه، بالإضافة إلى حبه لتحمل المسئولية وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.
الشهيد محمد محمود محسن
ولد الشهيد المجند محمد محمود محسن، بقرية كفر النعيم، التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، ويبلغ من العمر 22 عاما، وتم اختياره في سلاح الصاعقة، والانضمام إلى الكتيبة 103 صاعقة بمنطقة جنوب رفح، وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.
الشهيد فرج محمود
ولد الشهيد المجند فرج محمود في قرية «أبو غرير» التابعة لمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، ويبلغ من العمر 22عاما، وشارك في معظم المداهمات التي تستهدف العناصر الإرهابية، وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.
الشهيد مؤمن رزق أبو اليزيد
ولد الشهيد مؤمن رزق أبو اليزيد بنجع «حمد سليمان» التابع لقرية جزيرة محروس، بدائرة مركز أخميم بمحافظة سوهاج، ويبلغ من العمر 22 عاما والتحق الشهيد بالقوات المسلحة قبل وفاته بـ 6 أشهر وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.
الشهيد علي علي السيد
الشهيد علي علي السيد، أحد أبناء قرية الدغايدة، بمركز الجمالية بمحافظة الدقهلية، والذي استشهد بمعركة البرث، بعد أن قاتل وأسقط بسلاحه كثير من التكفرين وهو مصاب في قدمه وظل يقاتل لأخر لحظة حتى استشهد بعد أن أصيب بـ 39 رصاصة.
الشهيد محمد إسماعيل رمضان
الشهيد من مواليد قرية قسطا بكفر الزيات بمحافظة الغربية، والشهيد كان الأكبر في أشقائه وطلب التطوع حبا في مصر، لأنه ليست له خدمة عسكرية لوجود شقيقتين له، ودائما كان يفتخر بارتدائه الزي العسكري وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.
الشهيد محمد رجب السيد عبدالفتاح
الشهيد من مواليد قرية شفا التابعة لمركز بسيون بالغربية، وكانت مدة انتهاء خدمته العسكرية كانت توشك على الانتهاء، لكنه قدم بطولة كبيرة في معركة البرث في رفح وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.