الشيخ الشاب مستشار الرئيس.. هل يجلس أسامة الأزهري على مقاعد أساتذته؟
الخميس، 05 يوليو 2018 05:00 مزينب عبداللاه
وقف الشيخ الشاب ليؤم المصلين ويلقى خطبة عيد الفطر فى حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وكبار المشايخ والعلماء ورجال الدولة.
لم تكن المرة الأولى التى يؤم فيها الدكتور أسامة الأزهرى، المصلين ويلقى خطبة العيد ، فى حضور الرئيس وحضور أساتذته من كبار العلماء والمشايخ ومنهم شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية والدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، بل سبقها مرات عديدة وقف فيها الإمام الشاب إلى جوار أساتذته من كبار العلماء.
الدكتور أسامة الأزهرى، اسم اشتهر كثيرا خلال السنوات الأخيرة وأصبح يتردد مع أسماء كبار القامات العلمية والدينية، ويعول عليه الكثيرون عند الحديث عن تجديد الخطاب الدينى، خاصة مع ما ناله الإمام الشاب من ثقة وضعته فى منصب المستشار الدينى للرئيس، ودفعت باختياره ضمن الأعضاء المعينين بمجلس النواب.
لفت الأنظار إليه قبل سنوات ولم يكن عمره وقتها تخطى الثلاثون، عندما أنابه أستاذه الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق ليحل محله فى إلقاء خطبة الجمعة بمسجد السلطان حسن على مدى 4 أعوام فى الفترة من 2005 وحتى 2009، بما يؤكد ثقته فى تلميذه وعلاقته القوية به، وهى العلاقة التى كان لها تأثير بالغ فى حياة هذا الشاب، الذى لفت الأنظار فى مجلسه الأسبوعى بمسجد السلطان حسن وفى رواق الأتراك بالأزهر الشريف، وجذب إليه الكثيرين .
ولد الإمام الشاب فى مدينة الإسكندرية عام 1976 لأسرة صعيدية، وانتقل مع عائلته لبلدة أبيه فى محافظة سوهاج، وحرص والده على أن يحفظ القرآن ويلتحق بالتعليم الأزهرى، وتوسم أن يراه أحد كبار العلماء.
ومنذ سنواته الأولى تميز الأزهرى بالشغف للعلم وسير العلماء وحب القراءة والاطلاع الواسع. كان يحب الترحال إلى القرى القريبة من بلدته لمجالسة العلماء والمشايخ ، وهى الصفة التى منحته سنا وعلما أكبر من سنه وعدد سنوات دراسته.ثم التحق الازهرى بكلية أصول الدين، ونال درجة الدكتوراة مع مرتبة الشرف عام 2011.
كان الأزهرى من أبرز تلامذة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، وقيل إن المفتى السابق هو الذى رشح تلميذه الشاب ليكون مستشارا دينيا للرئيس، وصدر قرار رئاسي بتعين الشيخ الشاب مستشارا دينيا ليكن ضمن الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية للسيسي فى أكتوبر 2014.
يحظى الأزهرى بعلاقات طيبة مع العلماء من الشام واليمن والمغرب العربى ومن كل أنحاء العالم ، حيث درس عددا من العلوم الشرعية دراسة حرة على عدد من العلماء الكبار المتخصصين، في علوم: الحديث، والتفسير، وأصول الفقه، والمنطق، والنحو، والعقيدة وغيرها، وحصل على الإجازة من أكثر من ثلاثمائة من العلماء أصحاب الإسناد، من أقطار إسلامية مختلفة.
يهتم بإحياء السنة ومن أهم مؤلفاته "إحياء علوم الحديث"، الذى تمت مناقشته فى عدد من المحافل العلمية خارج مصر، كما يحرص الأزهرى على الرد على ضلالات المتطرفين و المتلاعبين بالدين، وقام بتأليف كتاب "الحق المبين فى الرد على من تلاعب بالدين" ليرد على المفاهيم المغلوطة التى يروجها المتطرفون وينسبونها للإسلام، وهو الكتاب الذى تمت ترجمته إلى 13 لغة، وطبعت جامعة القاهرة 10 آلاف نسخة ووزعتها على الطلاب.
ومن مؤلفاته أيضا "المدخل إلى أصول التفسير"، "معجم الشيوخ"، "صائد اللؤلؤ" و"الإحياء الكبير لمعالم المنهج الأزهري المنير"، والذي ترجم إلى الإنجليزية، وآخر مؤلفاته كتاب "الشخصية المصرية- خطوات على طريق استعادة الثقة".
فهل يجلس الإمام الشاب الذى شق طريقه وصنع منهجه بين كبار العلماء فى المستقبل القريب على مقاعد جلس عليها أساتذته الذين تلقى العلم على أيديهم؟