من هو المسئول المُخلد في مصر؟
الأربعاء، 04 يوليو 2018 02:00 م
حالة من الاحباط العام وبدون مبرر منطقي أصابت جهابزة مواقع التواصل الاجتماعى أمس الثلاثاء، بعد إدلاء الدكتور مصطفى مدبولى رئيس لوزراء الجديد، ببيان الحكومة وقدمت برنامج مفصل لنواب الشعب ولوسائل الإعلام، وهى المرة الأولى فعليًا التى يحدث فيها مثل هذا الحدث في تاريخ مصر لمن يغفل، فقد جرت العادة ان يتم اختيار رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة ومن ثم العمل بدون خطة واضحة وبدون معايير محددة والسمة الأهم هى تطبيق ما توارثناه من سلبيات محجودة من أجدادنا الفراعنة وهى ردم كل انجاز تحقق في الماضي.
ربما قد يًفهم أن هذا المقال دفاعًا عن حكومة لا أعرف سوي وزير واحد منها بصفة شخصية، لكن الواقع يؤكد أن النقد هو أساس الحرية، وتباعًا لكل حرية تزدهر الديمقراطية ويعم الخير والمان، وهذا هو المنطلق الذى استند عليه، فإذا أخذنا بالقاعدة او المبدا القائل بأن "الجواب بيبان من عنوانه" فغن لحكومة الجديدة عنوانها الشفافية والمصارحة، وإذا أخذنا بحسن النوايا بافتراض الخير فإن إمهال الحكومة مهلة حتي يرد نواب الشعب على بيانها وخطة عملها يوم 15 يوليو الجارى، هو منتهي لعدل.
أما في البعض من جهابزة السوشيال ميديا خاصة موقع الفي سبوك الأكثر انتشارًا وتأثيرًا في مصر، فإن النقد له أسس علمية وليس ميول عاطفية ولا أهواء شخصية كما انه ليس من العدل الحكم على الأمور من واقع ميول فكرية وأيديولوجيات سياسية لأن أى مجتمع إنما هو متنوع وهذه سمة الحياة بشكل عام، وأظن أن الرسالة وصلت للجميع أن القيادة السياسية ليس لديها مصطلح "المسئول المخلد في مصر"، فكل يوم تثبت الحياة السياسية في مصر أن المسئول الذى يخطئ يكون مكانه الطبيعي الاستبعاد ومن ثم التحقيق والحبس إن استلزم الأمر وفقًا للقوانين المنظمة، ولذلك فمن الجائر أن ننتقد وزراء لم يعملوا لمجرد تحقيق شهوة النقد وإثبات الذات، ولن ألقي باللوم على احد فما نعانيه اليوم هو حصيلة سنوات من الضياع والتيه بين دول العولمة غياب التعليم الجيد الذى يؤهل المصريين لحياة كريمة.
شهدت من داخل مجلس النواب وزراء حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، وهم عازمون على تحقيق المستحيل، قد يعتقد البعض أهم ليسوا الأكفأ لكن من منا الأكفأ في مجاله، وكيف نحكم على أنفسنا وقد سبقت وذكرت أن معايير الحكم يجب أن تترفع عن الأهواء والصغائر وأن نلتفت إلى ما يحقق الصالح العام لمصر، لأن نتيجة ما نفعل الأن لن ينعكس على حياتنا فقط بل على مستقبل أبناءنا فالشباب الذين يبلغون من العمر ما بين 18 إلى 25 سنة على سبيل المثال سوف يسألون أمام الله عن ما فعلوه بسنوات عمرهم وبالتأكيد لن تكون الاجابة "اًل الظروف السياسية مكنتش كويسة!!"، في هذا العمر في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية واليابان والصين وكوريا الجنوبية، تكون أولويات الشباب مختلفة، نعم يشارك في تحريك الشارع السياسي بشكل أو بأخر لكن بالمشاركة وممارسة العمل السياسي والإنتاج على حد سواء حتي لا يصبح عالة على الحاضر والمستقبل وعبء على أسرته والدولة.
كثيرًا ما أقف محتارًا كيف يعاني شاب في مرحلة الجامعة من عدم وجود وقت فراغ أو فترة زمنية ليعمل فيها أو يزيد من معارفه بالقراءة، وكيف لنفس الشاب أن يقضي ساعات من يومه متصفحًا مواقع التواصل الاجتماعى وربما مواقع أخرى!، دون أن يقدم لنفسه قبل وطنه فائدة، فهل معرفة أخبار الناس والنميمة هى تراث يستند إليه الفرد في الوطن لبناء مستقبله؟، وما الذى ستجنيه عندما تعرف أخبار هذا وذاك، او تنتقد أداء وزير دون أن تعرف طبيعة الملف الذي يديره والظروف المحيطة به.
وأجد كثير من الصحفيين والإعلاميين يقعون في نفس خطيئة النقد للحكومة وهم لا يدركون تفاصيل الأمور ولا أتحدث عن بواطن الأمور وما يحدث في كواليس عالم السياسة التى لا يعملها إلا عدد محدود جدًا لأسباب كثيرة، لكن أتحدث عما أشاهده بشكل شبه يومي وأسمه وقبل كل ذلك أقرأه من نقد أقل ما يوصف أنه ساذج، وليس معني كلامى أن النقد غير مباح ولا يمثل حرية، لكن دعنى أسألك سؤال سيدي/سيدتي القارئ/القارئة هل النقد في مطلقة مفيد أم إذا استند وإرتكز على أسس واقعية وبتقديم بدائل سيكون مفيد؟
وأعود للتأكيد مستشهدًا بمقولة للرئيس عبدالفتاح السيسي حين قال "معنديش فواتير أسددها لحد"، وقد أثبتت الأيام صحة هذه المقولة بإبعاد المتورطين والمشبوهين والمقصرين عن المشهد السياسي، لذلك على الشعب أن يطمأن ويعمل كثيرًا، وأن يدرك أن أغنى رجل في العالم لقرابة 15 عامًا هو الأمريكى بيل جيتس مؤسس ومالك شركة مايكروسوفت عملاق البرمجيات في العالم، بنى ثروته وكان دخله عشرات الملايين من الدولارات وهو يدرس في الجامعة وكذلك مارك زوكربيرج مؤسس ومالك موقع الفيس بوك، وأصبح من أثرياء العالم في عدة سنوات، وبالتالى فتحقيق النجاح ليس مستحيلًا، وللعلم كلًا منهما أصبح له ثقل في الولايات المتحدة والعالم وأصبحا يقابلان رؤساء وزعماء دول ويحظيان باحترام وتقدير عالميان.