الطريق إلى اليابان.. هل تعيد «المدارس اليابانية» مشروع محمد علي للتعليم في مصر؟
الثلاثاء، 03 يوليو 2018 08:00 م
استمر نظام التعليم فى مصر فترة طويلة جدا يعتمد على الأزهر والكتاتيب المنتشرة بكافة أنحاء البلاد، ولم نعرف نظاما حقيقيا للتعليم فى مصر، إلا على يد محمد على باشا، فمنذ تولى الحكم عام 1805، أرسل البعثات العلمية إلى إيطاليا وفرنسا وإنجلترا والنمسا، لدراسة الفنون العسكرية، وعلم بناء السفن والملاحة، وتعلم الهندسة والميكانيكا، إلى جانب العلوم السياسية والقانون، وكان رفاعة الطهطاوى قائدا عظيما لطلاب أول بعثة تعليمية إلى فرنسا عام 1826.
استعان محمد على باشا، بالأجانب لتطوير التعليم وإنشاء المدارس وفقاً لأحدث المعايير الأوروبية، حيث أسس مدرسة الألسن بناءً على اقتراح «الطهطاوى»، لتدريس اللغات الأوروبية والترجمة، كما أنشأ مدرسة الطب والهندسة التى سميت بـ«المهندس خانة»، ثم تطورت الحياة التعليمية إلى دراسة علوم أخرى مثل «الصيدلة، والاقتصاد، والفنون».
التعليم فى عهد محمد على كان مشروعا متكاملا، حيث استكمل فيه مراحل تنفيذه كل الخطوات، حتى أنشأ المطابع الأميرية التى مازال لها الفضل فى طباعة ونشر العديد من الكتب الدينية والثقافية والاجتماعية والأدبية والتاريخية، لأشهر المؤلفين والكتّاب، إلى جانب الجريدة الرسمية للدولة، ووقد بلغ عدد المدارس التى أنشأتها الدولة فى عهد محمد على باشا نحو 1500 مدرسة رسمية.
وبعد محمد على، نعيش نحن الأن فى عصر كله ظلام دامس، فتهاوى النظام التعليمى فى مصر، حتى أصبحنا جميعا نبحث عن حلول جذرية للمشكلة، وفى سبيل ذلك تحاول الدولة إنشاء منظومة تعليمية جديدة تقوم لى غرار تجارب الدول المتقدمة، مثل تجربة المدارس اليابانية، التى يأمل جميع فات المجتمع فى أن تكون طرييقا لإصلاح التعليم فى مصر.
يبدوا أن الحكومة جادة من ناحيتها فى تنفيذ مشروع التعليم اليابانى، الذى قد يقود الدولة إلى تقدم فى كل النواحى، إذ أعلنت مؤخرا موافقتها على قرض "الجايكا" لدعم بناء 200 مدرسة يابانية، حيث أكد الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، أنه تم الموافقة على قرار جمهورى لإقرار قرض الجايكا لدعم مشروع المدارس اليابانية، وبناء 200 مدرسة يابانية بقيمة 168 مليون دولار، وهو قرض ميسر على 20 عاما بقيمة فائدة 1% فقط، مشيرا إلى أن الحكومة وافقت على تعاقد بالأمر المباشر لدور النشر التى تتعامل معاها وزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بكتب المدارس الأجنبية.
وفى وقت لاحق، كان وزير التعليم، أكد اختيار 1500 معلم للمدارس اليابانية، كدفعة أولى، مشيرا إلى أن تجهيزات المدارس اليابانية تسير بشكل طبيعى، وأن هناك 40 مدرسة يابانية تدخل الخدمة فى شهر سبتمبر المقبل، كما أعلن خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير عن فتح باب التقديم إلكترونيا للمدارس اليابانية 2 يوليو المقبل، مؤكدا أن الوزارة أتمت استعداداتها لتلقى طلبات الراغبين فى الالتحاق بهذه المدارس، مشيرا إلى أنها سوف تقدم خدمة تعليمية متميزة.
وفى نفس سياق، نجد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، يؤكد أن تنفيذ هذه التجربة فى مصر سيقدم خدمة تعليمية متميزة لشرائح متوسطى الدخل، وأن الحكومة تعمل على تقديم خدمات متميزة لهذه الشريحة، التى تُعد عماد بناء المجتمعات، وأشاد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ببدء تنفيذ هذه التجربة فى مصر، خاصة أن المدارس اليابانية ستقدم خدمة تعليمية متميزة لشرائح متوسطى الدخل، والحكومة تعمل على تقديم خدمات متميزة لهذه الشريحة، التى تُعد عماد بناء المجتمعات.
يبدوا أن مصر ستبدأ فى سبتمر المقبل الإقلاع بالتعليم نحو اليابان، حيث تبدأ الدراسة بـ 40 مدرسة يابانية فى سبتمبر المقبل، حيث يؤكد مستشار وزير التربية والتعليم، أنهم جاهزون للتطبيق، كما أنه قد تقدم أكثر من 20 ألف معلم ومديرى ووكلاء مدارس للعمل، ويتم حاليا تصفيتهم إلكترونيا، استعدادا لبدء الدراسة، مشيرا إلى أن مشروع التطوير ليس مشروع وزير ولكنه مشروع دولة، مؤكدا أن القيادة السياسية لديها اهتمام وإيمان كامل بالمشروع، من أجل تغيير المنظومة التعليمية.
فى المحافظات أيضا العمل فى سبيل تطبيق التجربة اليابانية فى التعليم مستمر، ففى محافظة كفر الشيخ، أعلن المحافظ عن إقامة مدينة أوليمبية، و13 مدرسة يابانية بالساحل الشمالى الشرقى للمحافظة على مساحة 218 فدانا، كما أعلن اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية، الانتهاء من إنشاء وتنفيذ عدد 3 مدارس يابانية بمدينة العاشر من رمضان وكفر صقر، بتكلفة 66 مليون جنيه، لتقديم تعليم جيد لأبناء المحافظة يتماشى مع النظام العالمى، كما أكد محافظ الأقصر أن هناك مقترح لتخصيص قطعة أرض بمدينة الأقصر لإنشاء مدرسة مصرية يابانية ثالثة، وأنه من المرجح أن تكون بمنطقة الكرنك.
حول الأنشطة الخاصة بالتعليم فى المدارس اليابانية، تحدثت الوزارة عن مصطلح التوكاتسو (TOKKATSU)، وقالت إنه مشتق من كلمة توكوبيتسو كاتسودو (Tokubetu katudo)، ويعبر عن الأنشطة الخاصة التى تعتبر أحد الركائز الأساسية لتعليم الطفل الشامل فى اليابان، والهدف منها خلق مناخ مرغوب فيه بين الطلاب من أجل المشاركة، وخلق حياة أفضل داخل الفصل والمدرسة، والعمل على تطوير موقف إيجابى فاعل من جانب الطلاب، للتعامل مع مختلف القضايا فى الفصل والمدرسة، وكذلك خلق موقف إيجابى تجاه الحياة بصفة عامة، وأنه يوجد عدة أنشطة من (التوكاتسو)، مثل أنشطة الفصل، وأنشطة مجلس التلاميذ، والمناسبات المدرسية، لتنمية الشعور بالانتماء والتكافل تجاه الآخرين، بالإضافة لشعور العمل للمصلحة العامة، إلى جانب أنشطة تطبيقية على حسب المرحلة الدراسية.
اقرأ أيضا:
حتى لا ننسى.. الإخوان قتلوا 23 شخصا وأصابوا 220 آخرين في «أحداث بين السريات»
بعد نجاح ثورة 30 يونيو.. كيف تمكنت الدولة من حماية الأمن القومى بـ«حظر النشر»
«علشان نبقى كلنا واحد».. كيف تسيطر أجهزة الدولة على أسوق السلع الغذائية؟