حتى لا ننسى جرائمهم .. «داعش» وجماعة الإخوان وجهان للتطرف والإرهاب بسيناء

لا توجد أي فروق جوهرية بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر وتنظيم "داعش" بسيناء، فكل منهما يمثل وجهاً للتطرف والإرهاب في سيناء فإذا كان "داعش سيناء" نواة لتنظيم سابق يُسمى "أنصار بيت المقدس"، فإن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية كانت وما زالت نصيرة لهذا التنظيم في سيناء في الشكل الذي يدفع للتساؤل، أنصار بيت المقدس أم أنصار الإخوان؟ وهو ما يؤكد العلاقة بينهما وفق معطيات يمكن تحديدها في النقاط التالية.

 

بدأت نقطة انطلاق العمليات المسلحة في سيناء منذ اللحظة التي أعلن فيها الإخوان تمردهم على السلطة الحالية، والتي تشكلت على خلفية ثورة 30 يونيو 2013، ولعل التصريحات التي أدلى بها محمد البلتاجي، أحد قيادات الجماعة، عندما قال: «سوف تتوقف العمليات في سيناء في اللحظة التي يعود فيها الدكتور محمد مرسي للسلطة» مترجماً العلاقة بين التنظيمين، فقد ربط بين انتهاء العمليات وعودة "مرسي" للسلطة، وهو ما فهم منه أن العمليات العسكرية في سيناء بسبب عزل الرئيس الإخواني.

 

مثلت جماعة الإخوان المسلمين حاضنة شعبية لتنظيم "داعش"، فبررت سلوكه العنيف في سيناء عبر عشرات البيانات المؤيدة في شكل مباشر وغير مباشــر للعمليات العسكرية لمجرد التمرد على النظام السياسي في البلاد، فقد كانت جماعة "الإخوان" ترى في تنظيم "داعش" أنه أقرب إليها من الدولة ومؤسساتها وعموم الشعب، ولذلك كان الرهان عليه.

 

استماتت "جماعة الإخوان الإرهابية"  في الدفاع عن تنظيم "داعش" عبر منصاتها الإعلامية من خلال إفراد محتوى تعريفي للتنظيم أو نشر بياناته أو الاحتفاء بعملياته المسلحة، وهو ما أعطى عمراً أطول للتنظيم وسمح له بتنفيذ وتنظيم العمليات العسكرية داخل محافظة شمال سيناء، فلا تطلق عليه إلا تنظيم "الدولة الإسلامية" وتصف ما يحدث في سيناء بأنه مجرد خلاف بين السلطات في مصر و "متمردين".

 

 كانت جماعة الإخوان المسلمين بمثابة معبر للتنظيم الأكثر عنفاً داخل سيناء، حيث كشفت الأجهزة الأمنية انضمام عناصر تابعين لجماعة الإخوان إلى تنظيم " داعش سيناء"، يتم تجنيدهم من خلال "الإخوان" بينما ينفذون العمليات العسكرية من خلال "داعش"، هذا التنسيق غير معلن، ولكن يمكن وضعه في إطار الأسباب التي تخلقها جماعة الإخوان المسلمين والنتائج التي يحصدها التنظيم الداعشي الإرهابي.

 

المعزول محمد مرسي، عندما كان على رأس السلطة رفض التوقيع على حكم قضائي نهائي بخصوص إعدام عدد من قيادات جماعة "التوحيد والجهاد"، نواة التنظيم قبل تحوله لتنظيم أنصار بيت المقدس ثم ولاية سيناء، فعلى رغم اعترافهم بارتكاب جرائم قتل إلا أنه لم يُصدق على الحكم حتى عزل من السلطة على خلفية ثورة 30 حزيران.

 

 كانت خطابات الرئيس المعزول محمد مرسي عندما كان في السلطة وسلوكه دليل علاقة الزواج الكاثوليكي بين التنظيمين، وكأنهما كانا يريان في بعضهما البعض عمقاً استراتيجياً، فرئيس الدولة الذي ينتمي للإخوان يُصدر قراراً بوقف العملية "نسر" التي أطلقتها القوات المسلحة المصرية لاستهداف تنظيم "أنصار بيت المقدس" عندما هم بخطف الجنود المصريين، وهو يؤكد ما ذهبنا إليه.

 

دائما ما  تحرص جماعة الإخوان المسلمين على استمرار التوتر في محافظة شمال سيناء لأسباب عدة، منها تقاربها الجغرافي مع غزة التي تُصدر المتطرفين وتقدم الدعم المادي لهم عبر الأنفاق، وفي الوقت نفسه، أدى تطرف هذه المحافظة إلى تشتت أجهزة الأمن وصعوبة المواجهة في الظهير الصحراوي الملاصق للمحافظة.

 

تعمدت " جماعة الإخوان الإرهابية "  عدم إصدار بيانات إدانة لتنظيم "داعش سيناء"، بل دافعت عنه عبر عشرات المقالات والبيانات من خلال إيجاد مبرر لهذا السلوك العنيف، بخلاف البيانات التي كانت تُدين فيها سلوك الجماعة الإسلامية والجهاد في التسعينات من القرن الماضي في موجة الإرهاب الأولى.

 

ولم يعد خافيا على أحد أن  جماعة  الإخوان تعتبر  تنظيم "داعش" جسراً لتحقيق طموحها من خلال نشر الفوضى في البلاد، فجماعة الإخوان تُدرك أنها لا تستطيع تحقيق حلمها بالعودة للسلطة إلا من خلال الفوضى، كما أن "داعش" يعتبر "الإخوان" جسراً من خلال تحقيق ما تُسميه بالنكاية في الدولة، فالأخيرة توفر له غطاءً لممارسة أفعاله ومبرراً لسلوكه.