ياسمين الخيام تفتح صندوق ذكريات شيخ الترتيل.. وهذا سر وصية الاعتزال (حوار)

الثلاثاء، 03 يوليو 2018 12:00 ص
ياسمين الخيام تفتح صندوق ذكريات شيخ الترتيل.. وهذا سر وصية الاعتزال (حوار)
ياسمين الخيام مع محرره صوت الامه زينب عبداللاه
حوار زينب عبداللاه

 
الشيخ محمود خليل الحصرى أحد أشهر مقرئى القرآن الكريم فى العالم العربى والاسلامى ووصلت شهرته للعالمية، حيث كان أول من سجل المصحف المرتل وأول من وثق كتاب الله كاملا بصوته، وزار كل دول العالم وهو يرتل كلام الله فأسلم الكثيرين على يديه و بسبب جمال صوته، ففى زيارته 9 الثانية للولايات المتحدة الأمريكية عام 1973 قام بتلقين الشهادة لثمانية عشر رجلا وامرأة أمريكيين أشهروا إسلامهم على يديه بعد سماعهم لتلاوته القرآن.
 
 
ولم ينقطع خير وعطاء الشيخ محمود خليل الحصرى الذى ولد عام 1917 بوفاته عام 1980، ولكنه امتد وازداد سواء بصوته الذى يحمل القرآن إلى كل ربوع العالم أو من خلال الجمعية الخيرية  التى حملت اسمه واصبحت من اشهر الجمعيات الخيرية فى مصر وهى جمعية الحصرى بمدينة السادس من اكتوبر والتى تقوم بإدارتها ابنته الفنانة المعتزلة ياسمسن الخيام.
 
 
تحدثنا الحاجة ياسمين الحصرى- وهو الاسم الذى تفضل أن يناديها الناس به بعد اعتزالها الغناء – عن والدها  وعطاؤه وكيف كان يتعامل مع أبنائه فتقول: «أبى كان عطاؤه للقرآن عالميا، فهو أول من سجل المصحف المرتل للإذاعة وأول من وثق كتاب الله صوتًا، كما سجيل المصحف بعدة قراءات، وانفرد بالقراءة فى الإذاعة المصرية لمدة عشر سنوات كاملة، وكان والدى يحتفظ فى مكتبته ببعض المخطوطات النادرة فى علوم القراءات بعضها بخط يده وبعضها مخطوطات قديمة بها كل ما يخص علوم القراءات».
 
 
وأوضحت ابنة الشيخ الحصرى فى تصريحات لصوت الأمة أن الاسرة أرادت تخليد تراث والدها حيث توجهت منذ ما يزيد عن 10 سنوات  إلى مكتبة الإسكندرية وسلمت هذه المخطوطات، ووعدت المكتبة  بعمل مكان خاص بهذا التراث، ولكن هذا لم يحدث، مضيفة: «هذا تقصير من أبناء الشيخ ومن الجمعية فى متابعة الموضوع، لأننا أغفلنا هذه المسألة وانصب اهتمامنا على العمل الخيرى فى الجمعية، ولكننا بصدد العمل على أن تخرج هذه المخطوطات والتراث للنور».
 
 
وتابعت: «والدى  طاف كل القارات، أمريكا وأوروبا وآسيا وأفريقيا، والتقى فى هذه الجولات بكل الجاليات الإسلامية فى العالم لنشر القراءات الصحيحة للقرآن، لذلك ذكر البعض أن أبى التقى خلال هذه الجولات بحسين أوباما والد باراك أوباما وأنه أهداه مصحفا، لأن هذه هى عادته كلما التقى مسلما أن يمنحه مصحفا سواء التقاه فى مصر أو خارجها».
 
deena romia (14)
 
تتحدث الحاجة ياسمين عن علاقتها بوالدها الشيخ الحصرى وكيف ربى أبنائه قائلة: «أنا البنت الكبرى بين سبعة أبناء وكان أبى قدوة حية لنا فى خلقه وحيائه وتواضعه، حيث كان يتسم بأدبه الجم، وأتذكر أننى حين كنت أبلغه وأنا طفلة بأن فلان اتصل بك كان يقول لى «اسمه الأستاذ فلان.. عودى لسانك على احترام الآخرين».
 
 
وتابعت: «من أهم الأشياء التى تعلمتها من والدى أدب الصدقة، لأن الانسان يجب وأن يتحلى ببعض الصفات حين يقدم الصدقة للمحتاجين، وكان، رحمه الله، لما حد يطلب منه حاجة يخلع جلبابه أوعباءته ليعطيها له حتى لا يعطيه شيئا قديما، وإذا أرد أن يعطى شخصا صدقة كان يضعها داخل المصحف حتى لا يشعر أحد، ويقول دائما يجب أن تكون مؤدبا فى توصيل الصدقة».
 
وأضافت: «لم تكن الابتسامة تفارقه، وأتذكر صوته إذا واجهته أى مشكلة فيقول دائما: «لا هم مع الله»، وكان أبى يقدس العمل ويحرص على إتقان كل شيء، وهى الصفة التى شربناها منه فى كل عمل نقوم به، حتى أننى أقول دائما إن أبى أستاذ تجويد وإتقان، ونحرص جميعا على الإتقان فى كل نشاط تقوم به الجمعية».
 
 
وأردفت قائلة: «الحنو كان الصفة الغالبة على أبى فلم يكن يلجأ لعقابنا، بل كان يكافئنا دائما على حفظ القرآن وإتقان ترتيله وتجويده، ونظرا لأنه كان كثير الأسفار والترحال لنشر القراءات الصحيحة للقرآن فى العالم، فكانت أمى تتسم بالحزم والشدة، ، وكان  لدينا مكتبة زاخرة بالثقافات المتنوعة».
 
 
deena romia (20)
 
 
وأضافت: «تزوجت بعد حصولى على الثانوية العامة وأنجبت ابنتى الوحيدة عبير، وساعدتنى أمى فى تربيتها حتى أستكمل دراستى الجامعية، والتحقت بجامعة القاهرة ودرست فى القسم الذى اخترته وهو قسم الدراسات النفسية والفلسفية، رغم أن والدى كان يرغب فى التحاقى بقسم اللغة العربية، إلا أنه لم يجبرنى على ذلك وأعطانى المشورة ولكنه احترم قرارى، حيث كان يمنحنا حرية الرأى والاختيار، ويسمح بالطموحات».
 
 
وقالت الحاجة ياسمين الحصرى: «كان والدى يسافر كثيرا، وفى الأيام التى يقضيها معنا كان يحرص على أن نصلى الفجر جماعة، وعودنا منذ الصغر على الصلاة فى وقتها والاهتمام بترتيل القرآن أكثر من الحفظ، وكان يقول إننا مأمورون بحسن الترتيل فى قوله تعالى «ورتل القرآن ترتيلا»، وكان يحرص على تقديم الطعام لكل من يدخل بيتنا ، كما كان يحرص على أن يعطى كل من يلتقى به أو يزوره مصحفا، وعندما سألته عن سر هذه العادة قال: «لعله يقرأ منه أية ويعمل بما فيها»، وكان قدوة لنا يمثل الرجل القرآنى الذى لا يقرأ ويرتل القرآن فقط، ولكن ينفذ ويطبق كل ما فيه، كما شهد منزلنا لقاءات كبار العلماء ومجالس العلم، فكان يزورنا الشيخ الشعراوى والشيخ عبدالحليم محمود والشيخ الغزالى والشيخ محمود شلتوت».
 
 
وكشفت ابنة الشيخ الحصري سر االوصية التى أوصى بها والدها وتسببت فى اعتزالها الغناء قائلة: «والدى أوصى بثلث تركته للأعمال الخيرية، وعندما بدأنا فى استكمال مسيرته فى العمل الخيرى وجدنا أن هذا العمل يحتاج جهدا وطاقة وتفرغا، ولذلك اعتزلت الغناء للتفرغ للعمل الخيرى لأننى أرى أن كل مرحلة لها عطاءها وليس هناك متعة أكثر من أن تخدم الله».
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق