هل يعتبر تلميه «النهضة التونسية» في انتخابات الرئاسة مناورة إخوانية؟
السبت، 30 يونيو 2018 02:00 ص
يبدو للوهلة الأولى بأن تلميح حركة النهضة التونسية، بالدفع براشد الغنوشي في الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة، محاولة من الجماعة لطرح بالونة اختبار لمعرفة رأي القوى السياسية التونسية بشأن إعلان الإخوان بدفع بمرشح لها، إلا أن هذا يتعارض مع الأزمة التي تمر بها تلك الحركة وانخفاض شعبيتها رغم حصولها على نسبة كبيرة في انتخابات البلدية التونسية.
أزمة إخوان تونس
حركة النهضة التونسية، التي سعت الفترة الماضية إلى التبرؤ من انتمائها للتنظيم الدولي للإخوان، وإعلانها الانفصال عنه، خلال المؤتمر العام الذي عقدته الحركة منذ عدة سنوات، حيث سعت من خلال هذا الإعلان تدشين حزب جديد يحمل اسم الحركة.
الحركة الإخوانية تعلم أن الشارع التونسي لن يقبل بمرشح تابع لها، خاصة أن أكبر مثال على ذلك الانتخابات الرئاسية التونسية السابقة، حينما فاز الرئيس التونسي قايد السبسي، على الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، ورغم عدم إعلان الإخوان بشكل علني دعمهم للمرزوقي، إلا أن هذا كان يتم سرا، وهو ما يؤكد أن شعبية الإخوان انخفضت في الشارع التونسي، بجانب عدم قدرة الحركة على الحصول على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية التونسية السابقة.
مناورات إخوان تونس
صحيفة "العرب" اللندنية، توقعت أن يكون التلميح الصادر من مسؤول بالحركة التونسية بالدفع بالغنوشي في الانتخابات الرئاسية التونسية، مجرد مناورة، موضحة أن تصريحات المتحدث الرسمي لحركة النهضة عماد الخميري عن أن رئيس الحركة راشد الغنوشي يمكن أن يترشح للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل ليست جدية، حيث أن الهدف من هذه التصريحات توجيه رسائل لجهات سياسية داخلية وخارجية لحثها على الانفتاح على الحركة التي تعيش وضعا صعبا بسبب خلافها مع نداء تونس بشأن الأزمة الحكومية وشكوك خارجية في قدرتها على المساعدة في الاستقرار السياسي بالبلاد.
ولفتت الصحيفة، إلى أن حركة النهضة لم تحسم رسميا اسم مرشحها لانتخابات الرئاسة، وهو ما دفع المتحدث باسمها إلى التدارك التصريح ، والتأكيد أن الأمر مجرد ترشيح نظري باعتبار راشد الغنوشي رئيس الحركة وله الحق في شغل المناصب العليا في الدولة، وله ترشيح من يراه مناسبا لذلك بدلا منه بعد تزكية هذا المرشح من مجلس الشورى حركة النهضة، مشيرة إلى أن تلك التصريحات مجرد بالون اختبار لمعرفة رد فعل نداء تونس وخاصة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي يروج أنه غاضب من أسلوب حركة النهضة في إدارة أزمة الحكومة، وأنه يبحث عن بناء جبهة ديمقراطية.
النهضة لن تشارك في انتخابات الرئاسة التونسية
وقالت الصحيفة، إنه من الصعب أن تشارك النهضة في الانتخابات الرئاسية بمرشح من الحركة لأن وضعها الحالي مريح، خاصة أن راشد الغنوشي يدير الملفات ويشبك العلاقات الداخلية والخارجية من وراء الستار.