ثورة 30 يونيو.. عندما استهانت الجماعة بالشعب المصري فرد على أرض الميدان
الأربعاء، 27 يونيو 2018 09:00 ص
أيام قليلة وتحل علينا الذكر الخامسة لثورة 30 يونيو، التي خرج فيها الشعب المصري ليرفع شعار "الشعب يريد إسقاط الإخوان"، و"يسقط يسقط حكم المرشد"، ليتمكن من إسقاط حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وجماعته التي سعت لأخونة الدولة بكافة مؤسساتها.
على مدار الـ5 سنوات الماضية، سعت الجماعة لمعاقبة الشعب المصري على ثورته ضدها، فاتجهت إلى العنف، وحمل شبابها السلاح، واستخدمت منابر قطر وسيلة للتحريض ضد مصر، وتأمرت مع حكومات دول غربية، للإضرار بالاقتصاد والأمن المصري.
وقبل ثورة 30 يونيو، سعت جماعة الإخوان إلى التقليل من تلك الدعوات، والهجوم على حملة "تمرد" حينها والتشكيك في استمارات التي تضمنت توقيع الشعب المصري على الاستمارة التي تطالب بالإطاحة بمحمد مرسي وتدعو لإسقاط حكم الإخوان.
التصريحات الإخوانية حينها تنوعت ما بين تهديد صريح، لمن يشاركون في تلك التظاهرات، أو التشكيك في الأعداد التي ستشارك في تلك الدعوات، على رأسها تصريحات حينها لعصام العريان، عضو مكتب إرشاد الإخوان السابق، ورئيس الكتلة البرلمانية حينها لجماعة الإخوان، والذي زعم بأن تلك الدعوات لن تلقى استجابة من الشعب المصري.
تهديد آخر صدر من طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية حينها، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، حين خرج خلال منصبة رابعة قبل 30 يونيو بأسبوع وهدد بسحق المعارضة ومن سيشاركون في تلك التظاهرات التي ستطالب بعزل محمد مرسي.
ولن ينسى أحد تصريحات الداعية السلفية محمد عبد المقصود، الموالي لجماعة الإخوان، خلال خطبة له في مؤتمر استاذ القاهرة الذي عقده حينها الرئيس المعزول محمد مرسي قبل ثورة 30 يونيو بأسابيع، وحينها وصف من سيشاركون في دعوات 30 يونيو بأنهم كفار خارجون عن الملة، تلك التصريحات التي أثارت حينها حالة غضب كبير في الشارع المصري.
الجماعة لم تكن تعلم أن هذا العدد الكبير من المصريين سيشارك في ميداني التحرير والإتحادية، وفي كل محافظات مصر، ليرفعوا شعار "يسقط حكم المرشد"، فالجماعة توقعت أن تخرج ألالاف وهو ما حاولت الرد عليه بعمل اعتصام استباقي في ميداني رابعة العدوية والنهضة، إلا أنها فوجئت حينها بملايين في الشوارع رافضين العودة إلى منازلهم إلا بعد إسقاط حكم الإخوان.
التنظيم توقع أنه بسلاح التهديد يمكن أن يخيف الشعب المصري ويدفعه نحو التراجع عن ثروته، إلا أنه لم يعلم أن هذا الشعب العنيد لن يغادر الميادين إلا بعد أن تتحقق كل أهدافه.