خطط محمد بن سلمان للنمو بالمواطنين.. تفاصيل استراتيجية الثقافة السعودية الجديدة
الثلاثاء، 26 يونيو 2018 09:00 م
تغييرات وملامح جديدة تشهدها المملكة العربية السعودية خلال الآونة الأخيرة، ولعل شهر يونيو الجاري لدليل بارز على ذلك، فقد شهد مع بدايته تأكيدًا بالغًا من قبل القيادة السعودية على اهتمامها بمجال الثقافة، حيث القرار الملكي بفصل الثقافة عن الإعلام، ما من شأنه تعزيز المجال الثقافي والإعلامي على حد سواء. وفيما نحن على مشارف نهاية يونيو بدأت المرأة السعودية لأول مرة في تاريخها قيادة السيارة رسميًا تنفيذًا للقرار الملكي الصادر في آواخر العام الماضي.
مسيرة الحداثة
وزير الإعلام، الدكتور عواد بن صالح العواد قال عن الأوامر الملكية التي صدرت بفصل وزارته عن الثقافة، على أن تكون الأخيرة وزارة أخرى مستقلة بأنها إحدى الحلقات التي تشهدها المملكة في مسيرة نهضتها وتحديثها في إطار رؤيتها الطموحة 2030، مشيرًا إلى أن تلك الوزارة الجديدة ستمثل دعمًا لعملية التطوير لمجالي الإعلام والثقافة.
ويرى المشرف العام على قناة الثقافية السعودية سابقًا، ورئيس ملتقى إعلاميون، عبدالعزيز بن فهد العيد أن القرار بفصل الثقافة عن الإعلام يفترض أن يعطي الثقافة الجادة حقها من العناية أكثر من ذي قبل، وبالأخص الكتاب ومشتقاته من مؤلفين وناشرين ومعارض، والإهتمام بالرواد في كل فن ماديًا ومعنويًا وتوثيقًا لمسيرتهم الطويلة.
تفاؤل بالمستقبل
أما عن الحديث الدائر بإحتمالية دمج هيئة الترفيه والثقافة فيقول «العيد» في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «أحبذ عدم التفكير بدمج الثقافة مع الترفيه بممارسته الحالية؛ الترفيهية البحتة والسائدة حاليًا على حساب الثقافة التقليدية التي تكرس الوعي المعرفي»، وأخيرًا أكد الإعلامي السعودي المخضرم على تفاؤله بمستقل الثقافة بالسعودية، مشيرًا إلى ضرورة الأخذ برؤى المنتمين للثقافة الجادة.
خطة مستقبلية
من جانبه يرى الكاتب والباحث السعودي، فهد سليمان الشقيران أهمية وضع استراتيجية خاصة بمستقبل الثقافة بالمملكة، وعدم محاولة استنساخ تجارب أخرى والتي يمكن أن تكون بعيدة عن قيم المجتمع السعودي. فيما أكد على ضرورة الاهتمام بحرية التفكير للمثقفين والأدباء السعوديين، والتصدي لعمليات التخويف التي تمارسه التيارات المتشددة أحيانًا
وقال بحسب مقال له نشر في «الشرق الأوسط»، بعنوان (مستقبل الثقافة السعودية): «مستقبل الثقافة السعودية عليه أن يسير بخطٍ متوازٍ مسارًا وسرعة، مع التطورات الكبرى المختلفة والتنويرية التي تشهدها المملكة»، مضيفًا أن «من المهم أيضًا بعث التوجهات المدنية، ونزع فتيل الخلاف مع الغرب تحديدًا، والتطبيع مع الفلسفة، وعدم الخوف والرعب من النظريات الحديثة والتوجهات الأدبية والعلمية المختلفة، وهو ما ينسجم مع التحولات الكبرى التي يقودها مبتكر رؤية 2030، الأمير محمد بن سلمان».
طلب المثقفين
ووجه الكاتب السعودي، سعيد السريحي رسالة إلى وزير الثقافة الجديد، الأمير بدر بن محمد فرحان آل سعود، عبر مقال له في «عكاظ»، قال فيها: «إذا ما كان ثمة رسالة تقتضي الأمانة توجيهها لمعالي الوزير فهي التأكيد لمعاليه على أن المثقفين الحقيقيين بذلوا جهدهم وتفانوا في خدمة الثقافة في زمن لم تكن فيه للثقافة وزارة، ولذلك فهم يطمعون إلى أن توفر لهم وزارة الثقافة أرضية أكثر خصوبة لمزيد من العطاء لا يحتاجون بعده أن يتساءلوا: كيف يمكننا أن ننهض بدورنا يا معالي الوزير؟».