عمان تقطع طريق التآمر التركي الإيراني في فلسطين.. ماذا قال العاهل الأردني عن القدس؟
الثلاثاء، 26 يونيو 2018 03:00 م
حزمة كبيرة من الشائعات أحاطت بالقضية الفلسطينية في الفترة الأخيرة، وموقف الدول الكبرى في المنطقة منها، وقفت وراءها تركيا وإيران وقطر بدعم ومساندة الإخوان وعدد من التيارات الإسلامية بالمنطقة.
أبرز الشائعات المختلقة في إطار الحرب الإقليمية على القضية الفلسطينية وعلى الدول الكبرى الداعمة لها، ما أطلقته قناة الجزيرة وبعض المنصات الإعلامية التي تبث من تركيا، وتتبنى خطاب جماعة الإخوان، واستعرضته قناة العالم المملوكة لإيران، بشأن الضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية للقبول بتسوية لا تشمل القدس، وهو الأمر الذي جرى الزج فيه باسم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين.
الحقيقة المجردة التي كشفتها تطورات الوضع في الأردن، أن المملكة الهادئة جرى استهدافها خلال الفترة الماضية، عبر شحن الشارع واستغلال قرار تحريك أسعار الوقود في إزعاج العاهل الأردني، وهو ما فسره مراقبون للشأن الأردني بأنه يأتي في إطار عدم استجابة الملك عبد الله لضغوط أمريكية وإسرائيلية بشأن خطط التفاوض والتسوية المقترحة في فلسطين.
على الجانب المقابل لا يغفل العاهل الأردني موقفا إلا ويعبر فيه عن موقف الأردن الثابت في هذا الشأن، وآخرها تأكيده قبل ساعات لأن حل القضية الفلسطينية والتسوية العادلة والمقبولة لها لا يمكن أن تخرج عن حل الدولتين، بماى يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني، بحدود الخامس من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وأنه لا سبيل لإنهاء الصراع العربي الفلسطيني إلا عبر هذا الخيار.
الموقف الواضح للملك عبد الله الثاني بن الحسين، جاء عبر رسائل مباشرة وصريحة خلال لقاء القمة الذي جمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض أمس الاثنين، ناقش بجانب الموضوعات المشتركة وملفات العلاقات الأردنية الأمريكية، ما يتصل بمسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتعطل، وكيفية إحياء عملية السلام والوصول لتسوية مُرضية وعادلة.
الديوان الملكي الأردني أكد في بيان أصدره عن القمة، أن المباحثات الموسعة التي جمعت العاهل الأردني بالرئيس الأمريكي، واللقاء المغلق الذي احتضنه المكتب البيضاوي قبلها، شهدا التركيز على الأسس الثابتة والركائز الاستراتيجية للأردن والدول العربية الكبرى والجامعة العربية فيما يخص القضية الفلسطينية ومسار التعامل معها.
وشدد الملك عبد الله، بحسب نص البيان، على أن عملية السلام في المنطقة تحتاج قدرا من التركيز وتكثيف الجهود الإقليمية والدولية، للعمل على إطلاق عملية تفاوضية جادة وشاملة، ووضع أطر حاكمة للتفاوض بما يضمن الوصول للسلام العادل والدائم، وفي سياق متصل تناول اللقاء تطورات الأزمة السورية، وأهمية الحفاظ على التهدئة والاستقرار في منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا، واحترام الاتفاق السابق بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في هذا الشأن.
التفاصيل التي تضمنها البيان، وبعض المؤشرات التي ألمحت لها الصحافة الأمريكية في تناولها للقصة، تشير إلى أن العاهل الأردني أكد مواقف بلاده الثابتة، ولفت إلى أن بعض التحديات التي واجهتها المملكة كانت مرتبطة بهذا الموقف النسبي بدرجة من الدرجات، وهو ما يؤكده تصاعد درجة النشاط التركي والإيراني على الحدود المجاورة في سوريا، والروابط التي تجمع حركة حماس وبعض الحركات الإسلامية الفلسطينية، في ضوء روابطها القوية مع جماعة الإخوان، التي تحتضنها تركيا وقطر.