علي جمعة: الحديث عن تنقية التراث عبط.. ومهاجمو صحيح البخاري يستهدفون القرآن
الأحد، 24 يونيو 2018 12:00 ص
يطالب الكثيرون بتجديد الخطاب الدينى، ويؤكدون ضرورة تنقية كتب التراث والفقه حتى تتواكب مع روح العصر، وانطلقت حملات هجوم تطالب الأزهر ورجاله بضرورة تجديد الخطاب الدينى وتنقية التراث ، مؤكدين أن بها ما يتعارض مع وسطية الإسلام ، وطال هذا الهجوم أحيانا صحيح البخارى.
الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق تحدث عن هذه القضية، وقال عن تجديد الخطاب الدينى: "أعتقد أننا قمنا بهذا فى كل عصر، ولو قارنا الحالة الدينية الآن بالحالة الدينية التى كانت موجودة أيام الحملة الفرنسية هنعرف إننا بنجدد الدين وبقوة وقواعد وأصول، وفى سبيل تجديد الدين أتينا بالنماذج الأربعة التى تستفيد من السيرة كلها، فقد عاش الرسول فى مكة التى كانت تنكر الإسلام والمسلمين وتعذبهم، كما عاش الصحابة فى الحبشة التى كانت تسمح للإسلام بالوجود ولكنها لا تدين به، وعاش فى حالة الاختلاط بين اليهود والمنافقين والمسلمين فى المدينة، وهذه حالة الاختلاط التى تتميز بتعدد الثقافات والأديان وصدرت وثيقة المدينة كدستور للمواطنة، وعاش عندما أصبح أغلب سكان المدينة من المسلمين وليس بها يهود، وهذه النماذج الأربعة يجب أن نستفيد بها، وهذا تجديد فى الدين، لأن بعض الناس تسير فى علاقتها مع الله بنموذج واحد، وأسس الخطاب الدينى لها أصول، والتجديد لا يعنى الهدم ولكنه بناء فى الطريق الصحيح وبالتعمق فى علوم الدين".
اقرأ أيضا:
وعن المطالبات بتنقية التراث، وصحيح البخارى، أوضح المفتى السابق فى تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" قائلا: "هذه المطالبات من المضحكات المبكيات، ومن يتحدثون عن ذلك أشخاص لا يعرفون ماذا يعنون، فما معنى ننقى التراث، وهل معناه تحريفه؟!"
وتابع :" هناك فرق بين النصوص التراثية وبين الأخذ بها وفهمها، لأن كثيرا من النصوص التراثية زمنية، يعنى بتاعة زمانها وأدت دورها وانتهى الأمر، وهذا موجود فى كل الأديان والأدبيات، فلا نستطيع مثلا أن نحذف عبارة من أدب شكسبير مش فاهمينها أو مش عاجبانا، فهذا الكلام عبيط، إنما كيف نتعامل معها هذه هو الأساس، وخلال 200 سنة وضع العلماء هذه الأسس."
وأضاف جمعة ، متحدثا عمن يطالبون بتنقية التراث :" تنقية التراث بالطريقة الساذجة التى يدعو إليها غير متخصصين، تخريف وتحريف وتهيئة للاعتراض على القرآن، لأن القرآن أيضا به آيات يمكن لهؤلاء الناس بتلك العقلية الجاهلة والمغرضة أن تعترض عليها، واللى مش قادر على القرآن يطالب الآن بتنقية صحيح البخارى، وليس هناك كلام فى صحيح البخارى منسوب إلى النبى إلا وله أصل فى القرآن، الذى يريد أن يهاجم القرآن يهاجم الآن صحيح البخارى."
وشدد على ضرورة التعامل مع الدين على أنه علم له أهله المتخصصون، ولابد من الرجوع فيه للعلماء، مستشهدا بالأية الكريمة «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»
وعن شروط العالم المجدد ، قال جمعة :" المحققون من العلماء رأوا أن العالم المجدد الوارد فى الحديث النبوى لا يشترط أن يكون فردا ، وإنما قد يكون جماعة، خاصة فى عصرنا الذى كثرت فيه التخصصات وتعددت فيه الرؤى والثقافات"
وأضاف: "لذلك فالتجديد لا يقوم بأعبائه شخص واحد، وإنما تقوم به المؤسسات العلمية كل فى تخصصه، على أن يتم ذلك فى تعاون وتكامل مع المؤسسات الدينية فى العالم الإسلامى، وفى مقدمتها الأزهر الشريف الذى كان له السبق فى هذا الميدان منذ إنشائه حتى يومنا هذا، خاصة مع ما يتمتع به من وسطية واعتدال."