دماء الإثيوبيين في رقبة قطر وتركيا والإخوان.. دلائل تورط مثلث الإرهاب
السبت، 23 يونيو 2018 04:01 م
ما أن يحدث انفجار أو عملية إرهابية في دولة ما، إلا وتتجه أنظار الجميع محققين كانو أو أهالى الضحايا إلى المستفيد من وراء تلك العملية، لمعرفة خيوطها والكشف عن المتورط الحقيقي.
الانفجار الذي شهده ميدان الصليب في إثيوبيا صباح اليوم واستهدف رئيس الوزراء الإثيوبي أبى أحمد، يعتبر ضمن تلك العمليات التي يتضح من تحليلها من هو المستفيد والمدبر لها، فقطر وتركيا وجماعة الإخوان الإرهابية الثلاثي المرتبط كل الارتباط بدعم التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط يعتبر أكثر المستفيدين من إجراء تلك العملية التي حاول منفذيها اغتيال أبى أحمد، وذلك على خلفية الكثير من الدلائل والمؤشرات.
زيارة أبي للقاهرة وانهاء أزمة سد النهضة
ضمن الأسباب التي جعلت البعض يشير إلى تورط تلك الدول (قطر وتركيا) والجماعة الإرهابية في هذه العملية هو التقارب الذي شهدته العلاقات المصرية الإثيوبية في الأونة الأخيرة، على خلفية الزيارة التاريخية التي أجراها رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إلى القاهرة والتأكيد على ضرورة حل أزمة سد النهضة بين البلدين.
تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي في القاهرة التي تعهد فيها بأن بلاده لن تقلص حصة مصر من مياه نهر النيل والعمل على زيادتها خلال لقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، دفعت قطر وتركيا إلى البحث عن ما يعكر صفو العلاقات مرة أخرى بين البلدين من خلال عملية إرهابية قد ترهب رئيس الوزراء الإثيوبي أو تؤدي إلى اغتياله، حيث كانت هاتان الدولتان وحليفتهما الجماعة الإرهابية ضمن أحد أهم المحركات الرئيسية التي أدت إلى تعكير صفو العلاقات في كثير من الأحيان بين القاهرة وأديس أبابا وفشل مفاوضات النهضة أكثر من مرة.
اقرأ أيضًا: ماذا قال «أبى أحمد» للشعب الإثيوبي قبل لحظات من محاولة اغتياله؟
وكان أبي أحمد أكد خلال مؤتمر صحفي جمعه بالرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة أن الإثيوبيين يعرفون الأخوة وحسن الجوار "وليست لدينا رغبة في إلحاق الضرر بالشعب المصري"، مضيفا "نحن نؤمن بأننا يجب أن نستفيد من هذا النهر (نهر النيل) ولكن لا يجب أن نقوم بما يضر بالشعب المصري".
ابتعاده عن الدوحة وأنقرة
ويبدو بأن هذه الزيارة التاريخية التي خاضها رئيس الوزراء الإثيوبي للقاهرة بعد شهور قليلة من استلامه السلطة على خلفية استقالة رئيس الوزراء الإثيوبي هيالي ديسالين، أعلن صراحة نية بلاده التقارب أكثر مع المحور العربي الذي يتضمن مصر والسعودية والإمارات والبحرين، حيث عكست الزيارة والتصريحات التي أطلقها أبى أحمد تفهمًا لسياسات تلك الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ضمن الإطار العربي الساعي لاستقرار المنطقة والمحيط الإقليمي، ككل ما يعيد ذلك بالنفع على الدول الإفريقية خاصة التي تقع ذات نطاق منطقة القرن الإفريقي.
فما ترعاه الدوحة وحلفائها الإقليمين (تركيا وإيران) من مخططات لزعزعة أمن البحر الأحمر لتوسيع نفوذ الميلشيات المسلحة (من ضمنها الحوثيين في اليمن)، سيعود بالضرر على مصالح كافة الدول الإفريقية المتواجدة في نطاق البحر الأحمر، فخلال لقاء رئيس الوزراء الإثيوبي مع الرئيس السيسي ناقش الجانبان الملفات الأقليمية الخاصة بمكافحة الإرهاب وأمن البحر الأحمر.
التقارب مع الإمارات
تغطية الإعلام القطري لتقارب العلاقات بين إثيوبيا والإمارات عكست غضب نظام الدوحة، فما شهده إعلام "تنظيم الحمدين" من قلق وتحول اتجاه أديس أبابا يثبت نجاح المساعي الإمارتية الإثيوبية في تطوير وتعزيز العلاقات بينهما، فقبل أربعة أيام زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي إثيوبيا، وشهدت الزيارة توقيع سبع اتفاقيات بينها تحرير اقتصاد دولة المئة مليون نسمة (إثيوبيا) من الضغوط الثقيلة على الاستقرار النقدي، ومعدلات التنمية والنمو الاقتصادي.
»ستراتفورد الاستخبارية الأمريكية» أكد في نشرته تعليقًا على هذه الزيارة إنها تستهدف تقويض ثلاثي الشر المتمثل في مثلث (إيران – تركيا – قطر) الذي يوظف الإرهاب والفوضى لتعزيز نفوذه في الشرق الأوسط، فيما حللت صحف أمريكية أخرى أن زيارة الشيخ محمد بن زايد لإثيوبيا، بإنها حراك يشير بعملية إعادة هيكلة أو ترتيب لمنطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر سيكون فيها قطر وتركيا الدولتان الخاسرتان، الأمر الذي يوضح أسباب غضب هذان الدولتان من التقارب الإماراتي الإثيوبي.
اقرأ أيضًا: فتش عن قطر في محاولة اغتيال رئيس وزراء إثيوبيا.. هكذا أثار أبى أحمد جنون الدوحة
زيارته للسعودية
من ضمن التحركات التي أغضبت المحور القطري التركي من رئيس الوزراء الإثيوبي زيارته للسعودية في مايو الماضي التي تضمنت تفاهمات عدة مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية القطرية توترًا ملحوظًا، حيث تعهد الأمير محمد بن سلمان بإطلاق سراح الملياردير السعودي محمد حسين العمودي الذي يمتلك استثمارات عدة في إثيوبيا.
تفعيل عملية السلام مع أريتريا
كما أن عملية السلام بين إثيوبيا وإريتريا التي بدأت تأخذ مسارها الصحيح، لحل أحد أطول النزاعات في القارة الأفريقية أدى إلى مقتل عشرات الآلاف، جراء حرب حدودية دامية بين البلدين، بدا أنها تمثل تحركًا مناهضًا لسياسة قطر في هذه المنطقة، لاسيما وأن هذه العلمية تراعها بخلاف الأمم المتحدة دول عربية وخليجية (مصر والسعودية والإمارات) لا ترغب قطر في أن إظهار هذه الدول ققوة إقليمية قادرة على الحل والحد من الصراعات والنزاعات التاريخية.